شهد دُوَّار أكركار، الواقع بجماعة رحالة، إقليم شيشاوة، والتابع لجهة مراكش آسفي، الأحد المنصرم (17 كانون الثاني/ يناير 2021) تنظيم حملة إنسانية لصالح أطفال الدوار الذين تشتد معاناتهم جراء التدني الكبير لمستويات الحرارة.

عرفت الحملة التي أشرف على تنظيمها شباب جمعية مبادرة شباب المغرب، مساهمة مجموعة من المتبرعين الذين ساهموا بتبرعات عينية ومادية لأجل توفير الحاجيات الضرورية للأطفال داخل الجماعة.

وتم توزيع أحذية شتوية، وقفازات وجوارب، وأوشحة وقلنسوات، وهي الاحتياجات التي شكلت مطلب الأطفال بعد أن قامت لجنة موفدة من لدن الجمعية بزيارة الدوار قبل 15 يومًا لأجل تحديد حاجيات أطفال الدوار بشكل دقيق، فضلًا عن عدد المستفيدين.
تشكل درجات الحرارة المنخفضة إحدى الأسباب المباشرة التي ترفع أعداد المنقطعين عن الدراسة خلال فصل الشتاء في هذا الدوار، نظرًا لبعد المسافة ووعورة التضاريس وعدم قدرة الأطفال على تحمل هذه الظروف.
وقد ساهم انتشار مقطع فيديو لأحد الأطفال في منطقة جبلية شبيهة بدوار أكركار بحر الأسبوع المنصرم، يعبّر فيه عن حاجته لملابس فصل الشتاء، في لفت الانتباه إلى معاناة الأطفال خلال هذه الفترة، بعد أن ظلت أغلب المساعدات الإنسانية مقتصرة على المواد الغذائية الأساسية.
100 طفل في أكركار يستفيدون من ملابس شتوية لمواجهة قساوة الشتاء

جمعية مبادرة شباب المغرب أمنت المساعدات عبر متبرعين

وشهد دوار أكركار حركة غير معتادة خلال يوم الأحد الماضي، إذ توافد أولياء الأمور والأساتذة ورجال الدرك الملكي والسلطة المحلية منذ الساعات الأولى ليوم الأحد إلى ساحة منبسطة بجوار المدرسة الفرعية أكركار، التي تشكل نقطة التقاء معتادة لدى ساكنة الدوار.
هناك شرع متطوعو ومتطوعات جمعية مبادرة شباب المغرب في ترتيب المساعدات ووضعها بشكل يسهل عملية توزيعها، إذ حرصت المنظمات على ترتيب مقاسات الأحذية والقفازات بناءً على وثيقة المعلومات التي تم تحديدها خلال الزيارة الاستباقية.
وقد ساهمت الأطر التدريسية بشكل كبير في تحديد الحالات الإنسانية الأكثر حاجة، وهو ما يسَّر عملية تحديد لوائح المستفيدين والمستفيدات، التي شملت جميع التلاميذ والتلميذات البالغ عددهم مئة.
100 طفل في أكركار يستفيدون من ملابس شتوية لمواجهة قساوة الشتاء

الثياب الشتوية التي وزعت جاءت بناء على طلبات الأطفال خلال زيارة ميدانية للقرية

وحظيت بعض الحالات الإنسانية التي تعاني من ظروف اجتماعية صعبة جداً، بمساعدات مضاعفة، بالنظر لعدم تمكنها من توفير الأساسيات.
كما تم توزيع علب طبية للوقاية من التشققات التي تطال الشفاه والوجه جراء تدني معدلات الحرارة، وهي إن لم تعالج ستسبب قيوحًا تترك ندوبًا كبيرة على مستوى الوجه.
مروان الزنجاري، وهو عضو جمعية مبادرة شباب المغرب، أفاد مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، أن هذه المبادرة تأتي في سياق عمل الجمعية الهادف إلى الحد من التفاوتات ومساعدة الفئات الفقيرة في القرى التي تشتد معاناتها خلال هذه الفترة من السنة.
وأضاف الزنجاري أن عمل الجمعية يتجلى في كونها وسيط بين المتبرعين والمستفيدين، وبالنظر لسمعة الجمعية ومكانتها والتزامها بقضايا الفئات الضعيفة، فإنها استطاعت أن تحظى بمتبرعين، منهم رجال أعمال وشركات وأفراد عاديون.
وأردف القول إن الجمعية تقوم أولا بتحديد مجال تدخلها والحاجيات، وتعلن بعد ذلك عن عزمها تنظيم قافلة تضامنية، ثم تُشرع في استقبال المساهمات، إما مادية أو عينية وتنجز الحملة.
100 طفل في أكركار يستفيدون من ملابس شتوية لمواجهة قساوة الشتاء

شملت الحملة كذلك توزيع مساعدات غذائية وأغطية وفِرشًا لفائدة 150 أسرة

وبيّن الزنجاري أن “عملنا هو عمل تنسيقي أساساً، يقوم به أزيد من 50 متطوعًا ومتطوعة لهم خبرة طويلة في العمل الإنساني”.
من جهته، قال إلياس المرزوق، وهو أستاذ بمدرسة أكركار، أن هذه الحملة الإنسانية جاءت في وقت وأطفال الدوار في أمس الحاجة إلى من يساعدهم على مواجهة قساوة المناخ.
وأبدى إلياس لمراسل “تطبيق خبّر” سعادته بكونه ساهم في التواصل مع جمعية مبادرة شباب المغرب، وعمل على تيسير حصولهم على التراخيص القانونية اللازمة لأجل أن تتم الحملة في أحسن الظروف.
وجوابًا عن سؤال التواصل مع أولياء الأمور، أجاب الأستاذ إلياس أنه اعتمد على علاقاته الشخصية داخل الدوار، واحترام ساكنة الدوار له ولزملائه، لأجل أن يخبر الآباء والأمهات بموعد قدوم حملة المساعدات.
100 طفل في أكركار يستفيدون من ملابس شتوية لمواجهة قساوة الشتاء

متطوعات شابات يشرفن على توزيع المساعدات بشكل منظم ووفق اللوائح

شملت الحملة أيضاً توزيع مساعدات غذائية وأغطية وفِرشًا لفائدة 150 أسرة، بعد أن عبّر سكان الدوار، الذي يعتبر من الدواوير النائية، عن حاجتهم لدعم يساعدهم خلال هذه الظروف.
الحاج إبراهيم الغريب، وهو في الخامسة والستين من عمره، كشف لمراسل “تطبيق خبّر” أن غياب طريق معبدة تربط الدوار بمركز جماعة رحالة يجعل من معناة ساكنة الدوار أمراً حتمياً خلال كل سنة.
 
وعبّر الحاج إبراهيم عن شكره وامتنانه لجمعية مبادرة شباب المغرب على مساعدتهم لأطفال وأسر دوار أكركار.
عرفت الحملة كذلك تقديم عروض ترفيهية للأطفال قبل وبعد عملية توزيع المساعدات، مع تشجيع جميع الأطفال على الاستمرار والاجتهاد في تحصيلهم الدراسي.