بينما يبرق جسده تحت يدي مُدلكه الخبير، يقول مهدي، وهو زائر منتظم إلى (الحمام الشعبي للرجال) في النجف بـ العراق، إن تدليك جسمه في حمّام البخار يُشعره بالاسترخاء.
وكان مهدي معتاداً على ارتياد الحمّام أسبوعياً قبل إغلاق الحمّامات العامة والمسابح في المدينة بعد تفشي جائحة فيروس كورونا في العراق منتصف فبراير شباط.
وقال مهدي، وهو من النجف، “قبل كورونا أيام نيجي نسبح في الحمام كل أسبوع، كل أربعة أيام، كل خمسة أيام، كل جمعة مرات، علموا الدلاك يدلك لنا نظافة وسخ يطلع”.
وقال محمود تميمي، وهو مُدلك في الحمّام منذ أكثر من 20 عاماً، إنه عندما أُعيد فتح الحمّام بعد نحو شهرين من الإغلاق لم يغامر العراقيون، الخائفون من كورونا، بالعودة إلا ببطء.
وأضاف “هسا (الآن) الناس صارت عادي عندها كورونا يعني مو مثل قبل، قبل خمسة اشهر كانت الناس تخاف، وما تطلع من بيوتها، هسا الناس عادي، بسطا، محلات، مطاعم، أسواق، يعني الناس ما قام تخاف بعد، هاي الكورونا صار عندها شي طبيعي عادي، وحتى بالحمام، قام تيجي الناس، قبل كانت تخاف بس هلأ (حالياً) تيجي، بس أعداد يعني قليلة مو مثل قبل، قبل الكورونا”.
وأردف تميمي “بنطلع الدهون عن الجسم، وبعدين من يطلع الدهن، صابون مساج، وليفة”.
وقال حسن يوسف الخشمي، وهو زبون في الحمام، “يعني ترخي الأعصاب، المسامات كلها نتفتح، واي شغلات به، كل اشي واي، إضافة لهذي الشغلة، ترتاح ، جسمك كله يرتاح نفسيتك تتراح، هذا الحمام تأذينا بشغلة وحدة، بس من سنة زمن الكورونا، صراحة تأذينا، الحمام اللي بالبيت مو مثل اللي هنا موجود”.
العراق.. فوائد صحية واجتماعية للحمامات الشعبية
وإلى جانب الفوائد الصحية للتردد على الحمّامات التقليدية بالنجف في العراق يوضح تميمي أن هناك فوائد اجتماعية أيضاً.
وقال تميمي “اجتماعياً، تتعرف ع الناس كلها يعني، يعني المدينة كلها تيجي يمك، كلها تيجي يمك تسبح من شيوخ عشاير، من دكاترة، من ضباط كبار، يعني حتى قادة تجي تسبح هنا”.
وافتُتح (الحمّام الشعبي) عام 1979 وهو واحد من حمّامين تقليديين اثنين فقط ما زالا يعملان في النجف.
وتسهم زيادة شعبية حمّامات السباحة الحديثة والأزمة الاقتصادية الحالية وجائحة كورونا في تراجع الإقبال على الحمّامات التقليدية.
وتقول السلطات الصحية العراقية إن البلاد سجلت 823 إصابة جديدة بفيروس كورونا في 19 يناير كانون الثاني 2021 ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 609852، بينها 12962 وفاة منذ بدء تفشي الوباء.