شهدت مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق الأربعاء الماضي عرض أزياء خاص بالأطفال، هو الأول من نوعه تاريخيًا  في المحافظة.
 

 وشهد العرض تقديم الأطفال لثياب صممتها الشابة “أروى محمد العاني” التي تدرس الهندسة الميكانيكية في مرحلتها الثانية بجامعة الأنبار.

 

  جرى العرض الذي قدمه أطفال من المدينة في أجواء بسيطة حضرته شخصيات بارزة في محافظة الأنبار. 
رأت مصممة أزياء العرض “أروى محمد العاني” أنها لا تعتبره الأول لها، لأنها قدمت خلال سنين المدرسة “مشروع عرض أزياء بسيط أقيم ضمن فعاليات مهرجان مدرسي عندما كان عمري 16 سنة”، كما ذكرت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود.
 
وقالت العاني إن مشروعها لاقى في حينه استحساناً واسعًا بالرغم من بساطته، وبيعت غالبية القطع.
الأنبار تشهد عرض أزياء هو الأول من نوعه فيها

الأنبار تشهد عرض أزياء هو الأول من نوعه فيها

 

وأضافت أن هدفها من عرض أزياء الأطفال هذا هو “إعلان عودتي لمجال تصميم الأزياء بعد انقطاع لأسباب دراسية”. 
تحدثت “العاني” عن أن بدايتها مع تصميم الأزياء منذ عام 2016 كانت مقتصرة على رسم التصاميم فقط، “وبعدها قررت أن أطور موهبتي وبدأت بتعلم كل ما يخص تصميم الأزياء من ناحية التصميم والتنفيذ (الخياطة)”.
 
كما أوضحت أنها بدأت تتعلم ذلك عن طريق الإنترنت فقط، “وفي بدايات عام 2018 قمت بتنظيم أول عرض أزياء خاص بتصاميمي للأطفال ضمن الفعالية المدرسية”. 
الأنبار تشهد عرض أزياء هو الأول من نوعه فيها

صممت أروى العاني الأزياء ونفذت خياطتها بنفسها

وقالت أروى لمراسل “تطبيق خبّر” إن هذا “العرض لاقى ردود فعل مختلفة، فهناك فئات مجتمعية كثيرة استحسنته، ولكن كأي عمل جديد يعتبر الأول من نوعه في منطقة معينة فلا بد من ظهور فئات معارضة له”.
 
أما بالنسبه لتنظيم العرض وتكاليفه، فقد “كانت جهوداً عائلية بحتة، من تنظيم أخي عبد الرحمن، الذي صوّر العرض كونه مصور فوتوغرافي محترف”.
 
واعتبرت الشابة البالغة من العمر 19 عاماً أن العرض ناجح بالنسبه لها بعد الانتشار الواسع الذي حصل عليه على مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العراق، وتأييد الكثير من الفئات لهذه الخطوة.
 وبيّنت أن جميع الأزياء كانت من تصميمها وتنفيذها، مؤكدة لمراسل “تطبيق خبّر” أنها مستمرة في هذا المجال، “لكن يتوجب علي التوفيق بين دراستي وموهبتي”.
 
الأنبار تشهد عرض أزياء هو الأول من نوعه فيها

عبد الرحمن العاني، شقيق أروى، دعمها إيماناً منه بموهبتها

من جانبه، أوضح منظم العرض وشقيق المصممة الشابة “عبد الرحمن” شقيق لمراسل “تطبيق خبّر” أنه دعم الفكرة لسبب مهم بالنسبة له وهو أنه عندما كان صغيرًا كان لديه طموحات وموهبة، “لكن لم أجد من يدعمني في ذلك الوقت”.
 
وأضاف عبد الرحمن، “عندما وجدت شقيقتي عملت بتعب وجد من أجل موهبتها في تصميم الأزياء، قررت أن أدعمها لأنها تستحق الدعم، وهو أمر جميل أن يكون الأول من نوعه على صعيد محافظة الأنبار”.
وكشف عبد الرحمن أنه تكفل بكافة مصاريف العرض والتنظيم وطباعة الدعوات والإكسسوارات الخاصة بالعرض، دعماً لموهبة أخته.
 
واعتبر أن الحفل كان جيدًا “وبشهادة الحاضرين الذين كان معظمهم من الشخصيات البارزة في المحافظة، وقد أبدوا اعجابهم بالعرض والتصاميم وشجعوا على استمرار هذه النشاطات”.
الأنبار تشهد عرض أزياء هو الأول من نوعه فيها

الناشط سمير الفرج اعتبر الدعوات الرافضة لعرض الأزياء مخجلة، لأن العرض لا يتقاطع مع القيم ولا القانون

 

من جهته، رأى الناشط الأنباري “سمير الفرج” أن العرض كان مشهدًا جميلاً من مشاهد الحياة في المدينة.
 
وعبّر الفرج، خلال حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود، عن فرحه، مهنئاً  “أروى العاني” على عرضها الأول لأزياء الاطفال، متمنياً لها ولقريناتها من مبدعات الأنبار النجاح والأستمرار. 
 
كما أوضح أنه “من خلال هذا العرض وبقية النشاطات نستطيع تغيير الأفكار المغلوطة عن المجتمع الأنباري، ونثبت أن المدنية هي السمة البارزة لهذا المجتمع الطيب”.
أما بخصوص “بعض الأصوات التي طالبت برفض ما وصفته بمبادرات مخجلة”، فقد اعتبرها “دعوات مؤسفة ومخجلة في نفس الوقت، لأن العرض لا يتقاطع مع القانون ولا القيم”.
 
وأكّد الفرج أن “عرض الأزياء للأطفال أمر طبيعي جداً، نتمنى ممن رفضه أن يعيد التفكير في رأيه”.