أزاحت السلطات المصریة الستارة الأحد عن اكتشافات أثریة جدیدة في منطقة سقارة قرب أھرامات الجیزة، بینھا معبد جنائزي وأكثر من 50 تابوتا خشبیا من عصر الدولة الفرعونیة الحدیثة یزید عمرھا عن 3000 عام.
وقال وزير الدولة لشؤون الاثار المصرية السابق، والذي شغل أيضا منصب مدير آثار الجيزة د. زاھي حواس للصحافیین إن ھذه الاكتشافات “تعید كتابة تاریخ سقارة في العصر (الفرعوني)الحدیث.

مصر تكشف عن معبد جنائزي أثري جنوب القاهرة

وكانت وزارة السیاحة والآثار المصریة قد أعلنت السبت ّ توصل البعثة المشتركة بین المجلس الأعلى للآثار ومركز زاھي حواس التابع لمكتبة الاسكندریة إلى ھذه الاكتشافات المھمة في سقارة وبینھا معبد جنائزي فرعوني إضافة إلى آبار وتوابیت خشبیة من عصر الدولة الفرعونیة الحدیثة. ولفت حواس إلى العثور على “المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتي إضافة الى ثلاثة مخازن مبنیة من الطوب” في الناحیة الجنوبیة الشرقیة منها “لتخزین القرابین” التي كانت تُستخدم في الطقوس الدينية.

مصر

كذلك ُعثر في  مصر على 22 بئرا في داخل أحدھا 54 تابوتا خشبیا من عصر الدولة الحدیثة الذي امتد ما بین القرن السادس عشر والقرن الحادي عشر قبل المیلاد، ویُعدّ رمسیس الثاني أشھر ملوكھا . وتمت الاكتشافات بجوار ھرم الملك تتي، أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة الفرعونیة القدیمة الذي حكم مصر ما بین عامي 2323 و2291 قبل المیلاد. وكشف حواس أن من بین الاكتشافات “بردیة یبلغ طولھا خمسة أمتار تحوي الفصل السابع عشر من كتاب الموتى”.

وأوضح حواس أن ھذا الكشف “یؤكد أن منطقة سقارة لم تُستغل في الدفن خلال العصر المتأخر فقط (1887 قبل المیلاد- 332 قبل المیلاد)، ولكن أیضا في عصر الدولة الحدیثة”. وفي منتصف تشرین الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة السیاحة والآثار عن أكبر كشف أثري في منطقة سقارة یضم أكثر من مئة تابوت خشبي بحالة سلیمة تعود الى مسؤولین كبار في العصر الفرعوني المتأخر وعصر البطالمة في مصر القدیمة . وسبق الكشف عن 59 تابوتا في المنطقة نفسھا في تشرین الأول/اكتوبر 2020 .

يشار الى أن سقارة، وھي منطقة مقابر العاصمة المصریة القدیمة ممفیس (منف)، مدرجة على قائمة الیونسكو للتراث العالمي.
وتسعى مصر باستمرار للترویج لتراثھا الفرعوني عن طریق ھذه الاكتشافات من أجل إنعاش قطاع السیاحة الذي تلقى ضربات متتالیة بسبب عدم الاستقرار السیاسي والأمني في البلاد , عقب إسقاط الرئیس حسني مبارك قبل عقد من الزمن.

ولم یكد ھذا القطاع یبدأ في التعافي عام 2019 حتى تلقى ضربة جدیدة بسبب فیروس كورونا المستجد. وكان یُنتظر أن یزور مصر قرابة 15 ملیون سائح في 2020 ،مقابل 13 ملیونا العام السابق. لكن حركة السیاحة تراجعت بنسبة كبیرة بسبب الأزمة الصحیة العالمیة.