قبل 10 سنوات وبالتحديد ليلة 14 يناير 2011، فوجئ العالم بهتاف أحد المواطنين مردداً كلماته الشهيرة (الشعب التونسي حر..بن علي هرب..المجرم هرب..المجد للشهداء) خارقاً بها حظر التجوال في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
في تلك الليلة فر زين العابدين بن علي من قصر قرطاج برفقة ليلى الطرابلسي التي تزوجها بعد قصة غرامية استمرت لسنوات، ويتحاكى عن أسرارها التونسيون حتى هذه اللحظة.
فبعد شائعة عن اقتراب الثوار من القصر الرئاسي دفع الخوف بن علي والطرابلسي للهروب.
“بن علي هرب” جملة شهيرة في مقطع مصور لأحد الثوار بني عليها أحلام الخلاص من واقع مرير عانت منه البلاد جراء فساد بن علي والطرابلسي التي وصفت بـ “الحاكمة الفعلية لقصر قرطاج”.
تونس.. أحكام بالجملة على بن علي الطرابلسي
صدرت أحكام بالجملة على زين العابدين والطرابلسي وأقاربها بعد أن عاثوا فساداً في البلاد، لكن توغل الطرابلسي في قصر قرطاج وسيطرتها على قرارات زوجها دائماً ما كان يشغل التونسيين إذ تأكد للثوار ووسائل الإعلام المحلية أنه كان بإمكانها أن تعين وزيراً أو تقيل آخر ثم تسجن مسؤولاً وتعفي عنه، فضلا عن تمتعها بصلاحيات تفوق تلك التي يمتلكها رئيس الحكومة، فضلاً عن أقاربها الذين تمكنوا من نهب ثروات تونس بفضل نفوذها.
عشر سنوات مرت على نجاح الثورة، والتي أدت الى تغيير النظام بعد هروب بن علي وما تلى ذلك من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ثم الانتخابات التشريعية فالانتخابات الرئاسية.
واختلفت المواقف والرؤى بشأن تاريخ الرابع عشر من يناير كانون الثاني فالبعض يعتبر هذا التاريخ نقطة مفصلية غيرت مصير البلاد، فيما يرى جزء آخر أن التاريخ ذاته لا معنى له و يشككون في حدوث ثورة حقيقية في تونس في ضوء ما عانته البلاد من أزمات اقتصادية وانقسام سياسي بعد ذلك.