احتفلت أكبر أقلية مسيحية في الشرق الأوسط بـ عيد ميلاد هادئ للغاية هذا العام حيث منعت القيود المفروضة بسبب الموجة الثانية لجائحة فيروس كوفيد-19 في مصر رواد الكنائس من حضور قداس منتصف الليل.

فقد أعلنت السلطة القبطية في مصر الشهر الماضي أنه لن يُسمح سوى لعشرين شخصا على الأكثر بحضور القداس وسيتم تقييد جميع الأنشطة الكنسية الأخرى.

وبدلا من ذلك تم بث الصلاة في كاتدرائيات القاهرة، التي عادة ما تكون مزدحمة، على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون المحلي وعلى الإنترنت لمن يرغبون في متابعة القداس من المنزل.

وظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عادة ما يحضر قداس عيد الميلاد القبطي شخصيا، لتهنئة المجتمع المسيحي في مكالمة عبر تقنية الفيديو مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وقال السيسي “لطالما كانت وحدة شعب مصر ونسيجه الواحد من أقدس ما يعتز به شعبها على مر العصور، وهو ما يتعين التنبه له باستمرار، فلقد كان اعتقاد أهل الشر على الدوام أن النيل من مصر يبدأ بإصابتها في القلب أي في وحدة شعبها”.

واحتفل المسيحي المصري بيتر إيليا وزوجته ماريان وابنتيهما بعيد الميلاد المجيد في منزلهما  بحي شبرا في القاهرة. وبالنسبة للأُسرة، يبدو احتفال هذا العام “غير مكتمل” حيث لا يمكنهم حضور القداس بأنفسهم.

وقال بيتر إيليا “هو فكرة الصلاة بالنسبة لنا في العيد لأنه بيبقى قداس وفيه تناول، فالصلاة دي بالنسبة لنا بتبقى مهمة جدا. في عدم وجودها فيه حاجة ناقصة ومبيعوضهاش الصلاة في البيت. يعني حتى لو صلينا في البيت أو حاولنا نعمل ده شوية، بس مش زي الصلاة في الكنيسة. فيه فرق كبير بين الاتنين لأن دي ليها طقوس وليها صلاة مُعينة وفيه تناول في آخر القداس فطبعا في البيت ما ينفعش لا نعمل قداس ولا يبقى فيه تناول ولا الكلام ده كله. فالفرحة دي مش موجودة، فيه حاجة ناقصة”.

وقالت زوجته ماريان نبيل “هي أكيد طبعاً إحساس مختلف خالص في ظروفنا المختلفة برضه السنة دي، مش أحسن حاجة طبعاً إحنا كنا متعودين كل سنة بنحضر القداس وهي دي فرحتنا بالعيد، الكنيسة في العيد هي دي ليلة العيد بالنسبة لنا فطبعا إحنا الوقت ده مفتقدينه العيد ده، بس قصاد ده بنحاول نعوض ده في البيت مع البنات في البيت طبعاً نحسسهم بالعيد، بنصلي مع بعض، بنقرأ الكتاب المقدس مع بعض، هنحضر القداس برضه بس مش جوه الكنيسة هنحضره قدام شاشة التلفزيون السنة دي”.

وقالت ابنتهما مايبل “طبعاً في الكنيسة بيبقى الاحتفال أكتر وأبسط بس ربنا هو اللي عايز كده السنة دي وعارف إن إحنا لو ما روحناش هناك يعني أكيد مش هيبقى زي هنا وأنا مبسوطة هنا برضه”.

ويشكل المسيحيون ما يقدر بنحو 10 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة، ولطالما يشتكون من التمييز بموجب القوانين التي يقولون إنها تفضل المسلمين.

كوفيد-19 في مصر

تشير البيانات الأخيرة إلى ارتفاع مستمر لمؤشر الإصابات اليومية بفيروس كوفيد-19 بعد أن سجل يوم 23 ديسمبر 911 حالة، وفي 24 ديسمبر 1021، وفي 25 ديسمبر 1133.

وذكر مجاهد أن وزارة الصحة رصدت خلال اليوم الماضي 49 وفاة جديدة جراء كوفيد-19، لتصل حصيلة ضحايا الجائحة في البلاد إلى مستوى 7352 شخصا.

ويأتي ذلك بعد سجلت البلاد في بيانات 23 ديسمبر 42 وفاة، وفي 24 ديسمبر 51 حالة، وفي 25 ديسمبر 49.

كما أفاد مجاهد بخروج 477 مريضا من المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء، ليبلغ عدد المتعافين من كوفيد-19 في البلاد 109462 شخصا.

وتشهد مصر في الأسابيع الأخيرة ارتفاعا لمؤشرات انتشار كوفيد-19 بينما تستعد البلاد لإطلاق حملة تلقيح عام لمكافحة الفيروس.