افتتحت 5 نساء مشروعهن الخاص وسط قضاء سنجار بمحافظة نينوى شمالي العراق، بدعم من منظمة يزدا، وسط غياب أي دعم حكومي.
وافتتحت “سيفي”، التي لديها خبرة مسبقة في مجال الخياطة، رفقة أربعة نساء أخريات هن “نوفا وكوجر ومهبات وسامية” مشروعهن الخاص، وهو عبارة عن مشغل خياطة .
وأطلقت النسوة على مشغلهن اسم مدينتهن شنكال وهو الإسم المحلي لمدينة سنجار الواقعة غرب محافظة نينوى.

عن يومياتها، تحدثت “سيفي” إلى مراسل “تطبيق خبـّر” الميداني سامان داود، فأخبرته أنها بعد أن تعد وجبة الفطور لابنتها التي تعتني بها، تنطلق لممارسة عملها في المشغل.
“سيفي” أرملة عراقية أيزيدية، تتكون عائلتها من فردين هي وابنتها الوحيدة، رأت أن لديها “فرصة جديدة في هذه الحياة”، بعد أن بدأت كسب عيشها من خلال هذا المشروع. 
أضافت “سيفي” أن “المشغل سيوفر لي ولابنتي مصدراً مالياً سيخفف علينا متاعب الحياة”، معتبرة أن هذا المشروع سيكون دافعاً قوياً لها ولقريناتها من النساء للاعتماد على النفس وعدم الاستسلام لظروف الحياة الصعبة. 
وعبّرت “سيفي” عن شكرها العميق لمنظمة يزدا التي ساعدتها هي والنسوة الأخريات. فقالت، “لا يسعني إلا أن أشكر منظمة يزدا وشركائها لدعمنا في هذا المشروع المهم لنا وسط إهمال الحكومة العراقية لمعاناتنا”.
وأكدت “سيفي” أن مشغل الخياطة “سيوفر دخلي ودخل السيدات الأخريات وأنا سعيدة جداً بالعمل معهن، وهذا الأمر سيزيد من خبرتي في هذا المجال، ويجعلني سعيدة جداً لأنني لن أحتاج إلى أي شخص واعتمد الآن على نفسي”.
5 نساء يفتتحن مشروعهن الخاص في سنجار ضمن "العودة الآمنة"

5 نساء يفتتحن مشروعهن الخاص في سنجار ضمن “العودة الآمنة”

منظمة يزدا التي دعمت هذا المشروع، صرحت لمراسل “تطبيق خبّر”، بلسان مدير المشاريع الصغيرة لديها “ماهر عفدال” أنه “من خلال مشروع “العودة الآمنة” الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في سنجار (شنگال)، دعمت المنظمة بالشراكة مع منظمة هارتلاند الاينس (HAI) الناجيين والناجيات من الأقليات الذين تعرضوا إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، عبر  مساعدتهم في إعادة اندماجهم في مجتمعاتهم”.
أوضح “عفدال” أن فريق قسم “سبل العيش” في يزدا قام بزيارة النسوة ومتابعتهن عدة مرات، حتى تم اختيارهن أخيراً ليتم دعمهن من خلال شركة صغيرة لدعم عائلاتهن والمجتمع أيضاً.
وبيّن عفدال أنه “نظراً للخبرة التي أبدينها في إدارة الأعمال الصغيرة، افتتح فريق يزدا مشغل الخياطة في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2020″، مشيراً إلى أنه بعد قرابة شهر على افتتاح المشروع، فإن “أهالي المنطقة حيث المشغل عبّروا عن رضاهم عن الخدمات الجيدة والإدارة الناجحة التي تقدمها النساء العاملات فيه”. 
 
وأشار عفدال إلى المشاكل التي كانت تواجه المستفيدات، “فعلى سبيل المثال، نوفا تعيل أسرتها البالغ عددها 2، وهي أرملة لديها ابنة فقط يعتني بها والد نوفا، كان لديها خبرة في الخياطة والحرف اليدوية، لكنها لم تكن قادرة على فتح مشروع تجاري دون دعم”.
وأضاف “أما كوجر، فعائلتها مكونة من 11 فرداً، وهي عازبة تعيش مع عائلتها في سنجار، ولديها خبرة في الخياطة، كما أنها كانت تقدم دورات في الخياطة من قبل، ولديها العديد من الأنشطة في منظمات مختلفة، لكنها لم تكن قادرة على فتح مشروع بدون دعم وهي من المستفيدات اللواتي تم اختيارهن في هذه المشاريع”.
كما شرح عفدال وضع المستفيدة سامية التي “تتكون عائلتها من 4 أفراد، وهي متزوجة ولديها طفلان، وتعيش في سنجار ولديها أكثر من 4 سنوات خبرة في الخياطة، كان لديها ماكينة خياطة تعمل عليها من المنزل، وتم اختيارها أيضا ضمن هذا المشروع”.
وبيّن أن المستفيد الأخيرة “مهبات لديها في عائلتها 10 أفراد، وهي متزوجة وأطفالها جميعهم دون السن القانونية ولا يستطيعون العمل، وتعيش في سنجار ولديها أكثر من 10 سنوات من الخبرة في الخياطة، إذ كانت تعمل في الخياطة في المنزل، كما كانت تقوم بالتدريب على الخياطة من قبل”.
5 نساء يفتتحن مشروعهن الخاص في سنجار ضمن "العودة الآمنة"

مشغل الخياطة سيساعد النسوة على توفير تكاليف الحياة دون الاعتماد على أحد

أكد “عفدال” أن جميع المستفيدات تلقين دورات في الخياط،ة ثم دربتهن يزدا على إدارة الأعمال الصغيرة.  ولفت النظر إلى “أن يزدا تقدم خدمات إدارة الحالات، والدعم النفسي والاجتماعي، والمساعدات الغذائية، وكذلك الإحالة إلى مراكز الرعاية المتخصصة والمساعدات القانونية وغيرها من المساعدات الطارئة”.
وكشف لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود أنه من خلال قسم “سبل العيش” ضمن هذا المشروع، قامت يزدا بتزويد 37 ناجياً وناجية بالتدريب المهني وساهمت في خلق فرص اقتصادية واعدة لـ 20 من هولاء المستفيدين، مثل مشروع تربية النحل، والخياطة، والزراعة، والدواجن، ومكاتب للقرطاسية وصالون تجميل.
وأشار أنه بفضل الدعم الكبير من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID، يزدا وهارتلاند الاينس (HAI)، تمت مساعدة أكثر من 700 من الناجيين وعائلاتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال هذا المشروع.