وصل استقطاع الكهرباء في قضاء سنجار شمال غربي العراق إلى 20 ساعة في اليوم الواحد.

منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي، يشهد قضاء سنجار في محافظة نينوى عودة الآلاف من العوائل التي كانت قد نزحت منه قبل ست سنوات، مع استمرار لعودة النازحين.

 


يواجه الأهالي العائدون إلى قراهم تحديات كبيرة، وبدأ الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي عن مناطقهم يؤثر في حياتهم اليومية سلباً، فضلاً عن تأثيره في قرارات العودة كذلك.
قال المواطن “علي إبراهيم” لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني ذياب غانم خلف، إن “عدم وجود الكهرباء وقلة ساعات تزويدهم بها جعل حياة الأهالي صعبة، خاصة أنهم أصبحوا بحاجتها بشكل أكبر من ذي قبل لأن غالبيتهم يعملون على إعادة بناء منازلهم المدمرة”.

وأضاف إبراهيم “هنا في منطقة سردشتي أعلى جبل سنجار يوجد مخيم للنازحين من القرى والمجمعات، يجبرون على إشعال النيران داخل خيمهم للتدفئة والإنارة بسبب انقطاع الكهرباء ما تتسبب بحرق أكثر من 10 خيم وأدى بالتالي لأضراراً كبيرة لهذه العوائل”.
سنجار يعاني من 20 ساعة انقطاع للكهرباء يومياً

سنجار يعاني من 20 ساعة انقطاع للكهرباء يومياً

وأوضح إبراهيم أنه “يتم تزويدنا بالكهرباء ساعة واحدة ومرات لا نراها أيضاً. وكثير من العوائل تعيش تحت خط الفقر ولا تستطيع أن توفر الكهرباء لمنازلها، لذلك كان على الحكومة أن تعمل لتوفير كافة الخدمات للأهالي لأن المنطقة مدمرة”.
 
كما طالب الجهات المعنية و المنظمات الإنسانية بالتدخل بهذا الشأن والعمل بشكل أكبر لخدمة المنطقة وحل هذه المشكلة التي من الممكن أن تكون عائقاً أمام عودة النازحين.
 
لا يحتاج الأهالي الكهرباء للإنارة وتنفيذ أعمال حياتهم اليومية فقط، بل هي ضرورية للطلاب والتلاميذ.
 
أصبح انقطاع الكهرباء عائقاً أمام إكمال الطلبة دراستهم الالكترونية التي تم إقرارها من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي.
 
قبل عام 2014، كان قضاء سنجار يعاني من نفس المشكلة، وبوجود المولدات الأهلية آنذاك كانت تخفف عن الأهالي، لكنها الآن للا تتوفر لدى غالبيتهم.
 
وفي وقت تستمر فيه المحاولات لأجل إعادة تأهيل خطوط نقل الكهرباء في القضاء، فإن التدمير الكامل للبنية التحتية لهذا القطاع خلال هجوم داعش وسيطرته على المنطقة، يصعّب بدوره مهمة المنظمات الدولية الإنسانية والجهات الحكومية.
سنجار يعاني من 20 ساعة انقطاع للكهرباء يومياً

خطوط الكهرباء بها أعطال كبيرة

في هذا الصدد، أوضح مسؤول دائرة الكهرباء في سنجار “محمد عبدالقادر” لمراسل “تطبيق خبّر” أنه “قبل أربعة أشهر وصلت معدلات إعطاء الكهرباء الى 20 ساعة في اليوم لكن بعض العوامل الخارجة عن إرادتنا تسببت في انخفاض هذه الساعات من جديد”.
وأشار عبد القادر إلى أنه “في هذه الفترة تختصر ساعات إعطاء الكهرباء في 4 ساعات فقط في الحالة الطبيعية، وذلك لأن هناك ثلاث محطات للكهرباء في القضاء، يعمل منها حالياً محطة واحدة”.
 
وبيّن عبد القادر أن “وضع الكهرباء بشكل عام في كل المناطق قد تدهور في هذه الفترة، ويزداد الضغط بشكل كبير”، مشيراً إلى أنه “لا أعلم كيف ستستحمل كل هذا الضغط”.
ولفت عبدالقادر النظر إلى أن “القضاء يحتاج إلى 25 ميغا واط من الكهرباء ونحن نحصل على 10 ميغا واط فقط، لذا نجبر على أن نتعامل مع المتوفر بهذا الشكل، وعند وجود خلل أو تخريب في الخطوط أو المحطة، نجبر على إعطاء أقل من 4 ساعات أيضاً”.
وأثنى عبد القادر على دور المنظمات في إصلاح كهرباء المنطقة وخاصة داخل القرى والمجمعات، مبيناً أنه بالرغم من ذلك لم تعمل المنظمات بشكل جيد في إصلاح خطوط الكهرباء التي تربط القرى والمجمعات بالمحطة.
 
سنجار يعاني من 20 ساعة انقطاع للكهرباء يومياً

سنجار يحتاج إلى 25 ميغا واط من الكهرباء يومياً

من حانبه، قال هيثم أحمد الذي يقطن في قرية تل قصب جنوب قضاء سنجار لمراسل “تطبيق خبّر” أن “الكهرباء تعد من الاحتياجات الأساسية في جميع المناطق وهنا تحديداً لاننا بصدد إعادة الإعمار والتأهيل وعدم وجودها يتسبب بمشاكل أخرى كقلة المياه وعدم توفر الإنترنت”.
واستطرد قائلاً إن أعداد العائدين إلى المناطق تزداد يوماً بعد آخر ولا توجد مولدات أهلية أيضاً ليستفيدوا منها. وطالب أحمد، بحل هذه المشكلة لعودة الحياة إلى طبيعتها في مناطقهم.
ونزح جل أهالي قضاء سنجار في عام 2014 بعد هجوم تنظيم داعش على القضاء. وشهد في العام الجاري 2020 عودة حوالي 18 لأف عائلة بحسب قائممقام سنجار الحالي “محما خليل”، بعد ست سنوات في مخيمات للنزوح بإقليم كردستان العراق.