أفاد مراسل “أخبار الآن” في العراق بأنّ 8 صواريخ من نوع كاتيوشا استهدفت محيط السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، حيث اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة للسفارة الصواريخ، وتمّ فرض طوق أمني حول محيط السفارة.

وفي بيان لها، قالت خلية الإعلام الأمني في العراق إنّ “مجموعة خارجة عن القانون تقدم على إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء في بغداد مساء اليوم (الأحد)، وقد تبيّن أنّ منطقة الانطلاق كانت من معسكر الرشيد، وسقطت داخل المجمع السكني على عدد من عمارات القادسية السكنية، حيث نتج عن ذلك حدوث أضرار مادية في هذه البنايات وعدد من العجلات المدنية من دون خسائر بشرية”.

من جانبها نددت سفارة الولايات المتحدة لدى بغداد بالهجوم الصاروخي على مجمعها في المنطقة الخضراء، مؤكدة أنه أسفر عن أضرار طفيفة بمجمع السفارة “دون خسائر بشرية”.

ودعت السفارة في بيان لها “جميع القادة السياسيين والحكوميين العراقيين إلى اتخاذ خطوات لمنع مثل هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وأضافت: “هذه الأنواع من الهجمات على المنشآت الدبلوماسية تشكل انتهاكا للقانون الدولي واعتداء مباشرا على سيادة حكومة العراق”.

العراق ملتزم بحماية البعثات الديبلوماسية

ولاحقاً ذكر بيان أمني عراقي أنّ 8 صواريخ أطلقت على المنطقة الخضراء، أسفرت عن إصابة جندي عراقي. واشار البيان إلى أنّ إطلاق الصواريخ عمل إجرامي يستهدف المواطن، واصفاً إطلاق الصواريخ بالعمل الإجرامي الذي يسعى للانتقاص من الدولة والاستقرار.

ومن جهته، قال القائد العام للقوات العراقية إن السلطات العراقية لن تسمح بالمساس بأمن البعثات الديبلوماسية، مؤكداً الإلتزام بحماية البعثات في بغداد وملاحقة الخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة. وأضاف: “لن نسمح بلغة فرض الإرادات على حساب العراق وسيادته”.

الهجوم الثالث

والهجوم هو الثالث على منشآت عسكرية وديبلوماسية أمريكية منذ أن وضعت هدنة في أكتوبر حداً لعام من الهجمات الصاروخية والعبوات الناسفة على منشآت أجنبية في أنحاء العراق. وقد وقع الهجوم الأوّل في 17 نوفمبر، وشهد سقوط وابل من الصواريخ على السفارة الأميركية وأجزاء مختلفة من العاصمة العراقية، ما أسفر عن مقتل امرأة شابة. وفي 10 ديسمبر، تمّ استهداف قافلتين تنقلان معدات لوجستية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمساعدة القوات العراقية في محاربة الجهاديين بعبوات ناسفة.

وأعلنت جماعات يعتبرها مسؤولون أمريكيون وعراقيون واجهة لفصائل مسلحة معروفة متحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجمات.

وارتفع منسوب التوتر قبيل الذكرى السنوية الأولى لضربة أمريكية بطائرة مسيرة في 3 يناير الفائت في بغداد قتلت قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي  أبو مهدي المهندس.

وصرح مسؤولان عراقيان كبيران لوكالة “فرانس برس” في وقت سابق من هذا الشهر، بأنّ البعثة الديبلوماسية الأمريكية سحبت بالفعل موظفيها جزئياً بسبب المخاوف الأمنية.  ووصفا الخطوة بأنّها خفض صغير لأعداد الموظفين بناء على تحفظات أمنية من الجانب الأميركي لا قطيعة في العلاقات الدبلوماسية.

ويتوقع مسؤولون عراقيون وغربيون توترات مقبلة قبل أسابيع من نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انتهج سياسة “الضغط الأقصى” على إيران التي ضغطت أيضاً على حلفائها في العراق المجاور.  ولم يستبعدوا عملاً عسكرياً في اللحظة الأخيرة من قبل إدارة ترامب يستهدف المصالح الإيرانية في العراق، أو تصعيداً محتملاً من قبل الجماعات المدعومة من طهران.

وقد انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو تظهر لحظة تصدي الدفاعات الجوية في السفارة الأمريكية للصواريخ.

وعادة ما توجه أصابع الاتهام إلى ميليشات مدعومة من إيران تحاول زعزعة الأمن في العراق.