انطلقت مبادرة “دفء الشتاء” في مدينة تريم بوادي حضرموت جنوب شرقي اليمن لمساعدة العمال من ذوي الدخل المحدود على مجابهة تأثيرات برودة الطقس الصحراوي الجاف في المدينة.

تقف “مجموعة شباب الخير التطوعية” وراء هذه المبادرة التي أدخلت الدفء والسعادة على قلوب عمال من مختلف المهن.

 

من بين هؤلاء، عبيد علي العامل في مجال البناء الطيني بمدينة تريم ، الذي لم يدر بخلده وهو في طريقه للعمل، أنه سيلتقي عدداً من الشباب، سيقومون بتزويده بأدوات حماية من برودة الطقس الذي تشهده المنطقة.

أخبر عبيد المراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر” في اليمن “عمر يعقوب” أنه يعيش حالة معاناة حقيقية ومعه جميع العاملين في مجال البناء الطيني، مع دخول فصل الشتاء.

وأوضح أن برودة الطقس الصحراوي القارصة تتسبب بجروح عميقة وتشققات في الأيدي والأرجل، والتهابات جلدية في مختلف أنحاء جسده.

كما أبدى عبيد سعادة كبيرة، عقب تسلمه مجموعة من أدوات السلامة من المبادرة التطوعية “دفء الشتاء”، مشيراً إلى أن ذلك سيخفف عنه الكثير من المعاناة، بعد أن كان يجاهد بشكل يومي للحصول هذه الأدوات لمساعدته على إنجاز عمله.

ولفت عبيد علي إلى أن انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، وتحديداً خلال شهري كانون الأول/ ديسمبر، وكانون الثاني/ يناير، إذ يتراوح انخفاضها بين صفر إلى خمس درجات مئوية فقط مع ساعات الصباح الأولى.

وقال إن عدداً كبيراً من العاملين في مجال البناء يضطرون لوقف مزاولة أعمالهم حين تنخفض الحرارة إلى هذا المستوى من البرودة حفاظاً على صحتهم، ما يؤثر في قوت يومهم.

على غرار العامل عبيد علي، أدخلت مبادرة “دفء الشتاء” السعادة على محيّا لطفي صالح العامل في إحدى ورش الحدادة.

وهو أكد في حديث للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر”، أن ما حصل عليه من أدوات من هذه المبادرة، ساعده في مجال عمله في ساعات الصباح الأولى التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها.

وأشار لطفي إلى أن”دخول فصل الشتاء، يعني المعاناة للعاملين الحرفيين في تريم ووادي حضرموت عموماً، وذلك لكون طقس هذه المناطق يختلف كلياً عن باقي المناطق الأخرى، حيث البرودة القارصة، التي يرافقها جفاف ما يؤثر بشكل مباشر على صحة العاملين”.

وبيّن لطفي أنه كان يضطر لمجابهة هذه الظروف بوسائل ذاتية حتى يتمكن من الذهاب إلى عمله صباحاً، كون عمله في الحدادة هو مصدر دخله الوحيد لتوفير لقمة العيش لأسرته، مشيراً إلى أن غالبية العاملين الحرفيين يعملون بالأجر اليومي.

من جانبه أوضح عضو “مجموعة شباب الخير التطوعية”، أشرف مؤمن، في حديث للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر” أن “الحملة المتمثلة في توزيع القفازات وأدوات الوقاية الأولية، تستهدف في مرحلتها الأولى التي دشنت في سوق ناصر 100 عامل من عمال المنطقة من ذوي الدخل المحدود، بكلفة إجمالية بلغت 27 ألف ريال يمني جرى تحصيلها من فاعلي خير”.

من ناحيته، أكد أحمد سنجل، مدير المجموعة الشبابية للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر” أن هذه المرحلة ماهي إلا بداية الخير وباكورة لأعمال عديدة مقبلة.

وأشار سنجل إلى أن المجموعة، بصدد الإعداد للمرحلة الثانية من هذه المبادرة، التي “ستتمثل في توزيع أدوات السلامة الأخرى على العمال، فضلاً عن معونات عينية للتخفيف عنهم ما هم فيه”.

وفي إطار حديثه، أثنى سنجل على أصحاب الأيادي البيضاء والداعمين لهذه المبادرة، متمنياً من أهل الخير والإحسان الالتفاف حول هذه المجموعة وحول المبادرات المقبلة. كما شكر الشباب المتطوعين والجنود المجهولين الذيت يساهمون في إنجاح مثل هذه المبادرات.

تعد مبادرة “دفء الشتاء” الخاصة بمساعدة العمال من ذوي الدخل المحدود، أول مبادرة في هذه الشأن، وتعكس جانباً إنسانياً عظيماً تجاه هذه الشريحة التي تعتمد اعتماداً كلياً في معيشتها على ما تتقاضاه من أجر يومي من عملها هذا فقط.