تم إنشاء أول نادٍ للمعلوماتية بدار الطالب والطالبة بجماعة توغمرت إقليم تارودانت في المغرب.

 
وقد شهد أطفال ومستفيدي الدار في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الحالي حدثاً مميزاً تجلى في تسليم أجهزة حواسيب لإدارة المؤسسة بغرض إحداث فضاء الإعلانات في الدار.
 
أشرفت على هذه المبادرة كل من جمعية سند للتنمية المستدامة وجمعية إكضاض للتنمية والتضامن، اللتان تعتبران من الجمعيات التنموية الشابة بجماعة توغمرت.

 

 

وجاء تنظيم هذه المبادرة لأجل تمكين مستفيدي ومستفيدات دار الطالب والطالبة من تكوينات في مجال المعلوماتية، ليتسنى لهم مواكبة التحولات الرقمية التي تعرفها منظومة التربية والتعليم في المغرب.

وتوزع المستفيدون بين المستويات الدراسية الثانوية والإعدادية. وهذه الأخيرة تشكل الفئة المستهدفة من ورشة المعلوماتية التي ينتظر أن تساعد التلاميذ على مواكبة تعليمهم بشكل جيد، كما ستوفر لهم إمكانية إنجاز البحوث الدراسية بشكل يسير.

وكانت المبادرة قد ظلت مطلباً ملحاً طيلة فترة الحجر الصحي، خصوصاً بعد تسجيل صعوبات لدى التلاميذ في مواكبة التعليم عن بعد الذي أقرته وزارة التربية الوطنية، وبيّن عدم قدرة التلاميذ على مسايرة الدروس، ما عجّل افتتاح القاعة كحل يمكن أن يوفر توازناً في تعليم المستفيدي والمستفيدات بالدار.
وبالموازاة مع حفل افتتاح ورشة المعلوماتية، تمت برمجة اجتماع بين إدارة المؤسسة والجمعيات المانحة لأجل وضع برمجة زمنية تسمح باستفادة جميع التلاميذ بالمستوى الإعدادي.
 
يبلغ عدد هؤلاء التلاميذ 130 تلميذاً، سيتم توزيعهم على مجموعات بحسب أوقات فراغهم وتحت أطر ستوفرها الجمعيات بشكل تطوعي خلال السنة الدراسية الحالية ،على أن تقوم إدارة المؤسسة بتعيين أطر خاصة بها بدءا من الموسم الدراسي المقبل.
دار الطالب والطالبة بجماعة توغمرت، التي تشرف على تسييرها الجمعية الخيرية الإسلامية، توفر الإيواء لأزيد من 300 تلميذ وتلميذة وافدين من أكثر من 25 قرية مجاورة. 
 
وينتظر أن تزداد الطاقة الإستيعابية للدار إلى 500 سرير في أفق السنة المقبلة. ويستفيد التلاميذ من مجموعة أنشطة تتوزع بين الرياضية والتربوية التي تساعد على تعزيز المهارات والمعارف.
في هذا الإطار، أفاد الحبيب عبيد الإدريسي، وهو عضو منسق للمبادرة، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، أنه كفاعل مدني “حريص إلى جانب مجموعة من شباب الجماعة على النهوض بمستوى التعليم داخل المنطق””.
 
إنشاء أول نادٍ للمعلوماتية بدار الطالب والطالبة بجماعة توغمرت

إنشاء أول نادٍ للمعلوماتية بجماعة توغمرت

وأوضح الإدريسي أنهم يقومون بحملات تطوعية في الدواوير البعيدة التي تضم مؤسسات متهالكة، ويقومون بإصلاحها وتوفير لوازم وحاجيات التعليم للأطفال.
 
وأضاف أن “مبادرة تسليم حواسيب لمؤسسة دار الطالب والطالبة جاءت بعد الطلب الذي رفعته إدارة المؤسسة بعد الصعوبات الكبيرة التي واجهت التلاميذ خلال السنة الدراسية الماضية، وخصوصا تلاميذ المستويات الإشهادية”.
ويُعد تلاميذ إعدادية نواة تاشتولت المستفيد المباشر من المبادرة، وذلك بعد تسجيل معدلات متدنية في النصف الثاني من السنة الماضية.
 
وأشار الإدريسي إلى أن “المبادرة تمت عن بعدما طرح تحدياً أمام دار الطالب والطالبة، ودفعنا إلى مباشرة العمل على جمع التبرعات والتواصل مع مجموعة من رجال الأعمال من أبناء المنطقة القاطنين في مدن الدار البيضاء، ومراكش، وتارودانت لأجل توفير 6 حواسيب كدفعة أولى، على أن تليها دفعة ثانية بنفس العدد”.

من جانبها، عبرت فاطمة، وهي تلميذة بالمستوى الثالث إعدادي ومستفيدة من الدار، لمراسل “تطبيق خبّر” عن بالغ سعادتها بافتتاح ورشة المعلوماتية.
 
ورأت فاطمة فيها فرصة لاستكشاف عالم المعلوماتية، وأيضا متابعة الدروس التعليمية عن بعد، التي كانت تلاقي صعوبات في مواكبتها.
 
وأضافت أن الدورة ستتيح لها كذلك إنجاز البحوث التعليمية التي لم تكن تستطيع إنجازها بالاعتماد على خزانة المؤسسة.
من جهته قال ابراهيم، الذي يبلغ من العمر 14 سنة، وينحدر من إحدى الدواوير التي تبعد 11 كلم عن المؤسسة التي يدرس بها، إنه متحمس جداً لاستعمال الحاسوب وتعلم طريقة الكتابة عليه.
 
وأضاف ابراهيم وهو يكتشف لوحة المفاتيح إنها المرة الأولى التي يستعمل فيها جهاز الكمبيوتر.
 
جدير بالذكر أن جماعة توغمرت الواقعة داخل تراب إقليم تارودانت جنوب المغرب، تعانى منذ سنوات ضعفاً تنموياً كبيراً، تخففه مبادرات فردية لشباب المنطقة.
 
ويحاول هؤلاء عبر مبادراتهم إيجاد حلول مؤقتة للمشاكل التنموية العالقة منذ ما يزيد عن 20 سنة، وهو ما يعطي أهمية كبرى لمثل هذه المبادرات.