من بين ركام مدينة الموصل في العراق، سعت مبادرة “وصال” الموسيقية لإعادة الأمل بالحياة لهذه المدينة العتيقة، ضمن مشروع “سماع العراق”.
 
قال “فهد صباح”، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود قبيل انطلاق الحفل، إنه وأصدقائه لم يعد باستطاعتهم الوقوف على أقدامهم جراء العمل المستمر منذ الصباح الباكر لأمسية المبادرة الموسيقية.

 

 

وأشار إلى أنه بالرغم من كل الجهد الذي بذله الفريق على المبادرة، فإن جميع أفراده فرحون بما أعادته من ألحان الحياة الى الموصل القديمة المثقلة بركام الحرب.
مبادرة “وصال” الموسيقية أطلقتها منظمة “العمل للأمل” كأول مشاريعها ضمن مشروع “سماع العراق”.
 
وتعتبر المبادرة الحفل الموسيقيّ الأول في المدينة المدمرة جراء تنظيم داعش ومن ثم معارك حرب التحرير.
 
من خان حمو القدو، وسط مدينة الموصل القديمة، أخبر “فهد صباح” منسق المبادرة مراسل “تطبيق خبّر” الميداني، إنها تهدف إلى إعادة الأمل والروح إلى المدينة التي لا تزال مثقلة بآثار الحرب الطويلة التي مرت بها.
 
وأضاف “صباح” الذي يدير كذلك ملتقى الكتاب في الموصل أنهم بالمبادرة “استطعنا أن نعيد جزءا من جمال روح الموصل القديم عبر الموسيقى”.

كما أوضح “صباح” لمراسل أن الحفل تم برعاية منظمة “العمل للأمل”، وهي منظمة بلجيكية. كما بيّن أنه جرى عبر فرعها في مدينة بيروت، عاصمة لبنان، وبدعم من منظمة “اليونسكو” وبتنسيق من ملتقى الكتاب في الموصل.
 
ولفت النظر إلى أن الحفل تضمن العديد من الفقرات الموسيقية، وشارك فيه العديد من الأساتذة الموسيقيين، ونخبة من نجوم الغناء من داخل العراق وخارجه.
 
"وصال الموسيقية" تعيد الأمل بالحياة للموصل القديمة ضمن "سماع العراق"

“وصال الموسيقية” تعيد الأمل للموصل العتيقة ضمن “سماع العراق”

فعلى سبيل المثال، تضمنت الأسماء نبيل الشعار وأنور أبو دراغ الذي قدم من بلجيكا وقاد الفرقة الموسيقية، ومحمد محمود وفواز باقر القادم من مدينة حلب السورية، وطلال الشمالي ومحمد سالم  شيت مع فرقة ترانيم الحدباء الموصلية، فضلاً عن عازف العود العراقي الذي قدم من العاصمة العراقية بغداد دريد فاضل.
 
وأردف “صباح” أن مبادرة وصال، باكورة حفلات “العمل للأمل”، لن تكون الأخيرة، بل ستتبعها حفلات أخرى في مناطق أخرى من الموصل والعراق لإعادة الحياة عبر الموسيقى إلى طبيعتها في أغلب المناطق التي حدثت فيها الحرب الأخيرة ضد داعش.
 
كما أعرب لمراسل “تطبيق خبّر” عن فرحته الكبيرة، مؤكداً أن الفكرة لاقت تفاعلاً واستحساناً من أهالي مدينة الموصل القديمة.
 
ونوّه إلى أن الحضور قُدّر بالمئات، “وهو عدد ممتاز على قياس الظروف التي تمر على الموصل، وخاصة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد التي أوقفت الحياة في مناطق عديدة من العالم”.
 من جهته، ثمّن الناشط المدني “بندر العكيدي” المبادرة خلال حديثه لمراسل “تطبيق خبر”، معبّراً عن رضاه التام عنها.
 
كما أشاد بجهود القائمين عليها، مقدماً الشكر لهم، مشيراً إلى أن الموصل تحتاج لمبادرات أخرى تشبه هذه لتعيد الحياة إليها بعد المأساة التي مرت عليها في الفترة الماضية.
 
ونوّه “العكيدي” إلى جمالية المبادرة، قائلاً، “بالأمس كانا أصوات المدافع تدوي، واليوم أصوات الموسيقى تعلو في قلب الموصل القديمة، و تحديداً في خان حمو القدو، فليس هناك شيء أحلى من ذلك. حقيقة إنها مبادرة عظيمة”.