نسرين صادق
حصد فريق قره قوش لقب دوري كرة الطائرة العراقي للسيدات، إثر تغلبه في المباراة النهائية على فريق أكاد عنكاوا، بثلاثة أشواط مقابل شوطين. وتم استقبال الفريق استقبالاً حافلاً من قبل مشجعي الفريق الذي احتفل إلى وقت متأخر.
بالرغم من المعاناة التي كان يواجهها الفريق في الفترة الماضية جراء افتقارهم إلى البنية التحتية بعد اجتياح داعش لمدينة الحمدانية، المعروفة محليا ب “قره قوش، بغديدا” عام 2014، استطاع فريق المدينة بكرة الطائرة للسيدات الحفاظ على لقبهم كبطلات للعراق للمرة السادسة على التوالي، والثامنة في تاريخهم.
ونال فريق قرقوش اللقب بعد فوزه على أكاد عنكاوا بواقع (25_20) ) و(14_25) و(22_25) و (25_17) و(15_12)، في اللقاء الذي جرى بينهما في محافظة أربيل يوم الأربعاء الماضي في إنجاز غير مسبوق على صعيد العراق في أي من الرياضات.
وقد أوضح “لبيب الكاتب”، إداري نادي قره قوش الرياضي، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود، أن “سر فوزنا منذ 6 سنوات متتالية ببطولة الدوري العراقي هو الانتماء والاحساس بالمسؤولية تجاه بغديدا “قره قوش”، وهذا الأمر جعل الجميع يقاتل من أجل تحقيق الإنجاز هذا طوال السنوات الماضية”.
وأضاف أنه بالرغم من حدث لمدينتهم من احتلال من قبل داعش، فإن إصرارهم على الفوز تعزز أكثر، و”أردنا تقديم شيء يفرح أبناء بغديدا “قره قوش” بعد الفترة الحزينة التي مررنا بها جميعنا”.
بطلات الدوري للمرة السادسة على التوالي
وبارك “الكاتب” لجميع أهالي بغديدا “قره قوش” وسهل نينوى على هذا الفوز، مقدماً الشكر لكل من مد يد العون بالفترة السابقة والحالية، متمثلة بالكنيسة خيمتنا والهيئة الإدارية للنادي والمنظمات التي دعمت الفريق.
وخص “الكاتب” بالذكر منظمة salt الهولندية التي لا تزال تدعم الفريق لغاية اليوم ليكون باستطاعة الفريق الوصول إلى هذا الإنجاز ودعم الأهالي.
وأوضح أن الدعم غير المحدود الذي قدمه مشجعي النادي داخل العراق وخارجه ساهم بشكل كبير بتحقيق 8 بطولات دوري إلى الآن على مدار تاريخ النادي الذي تم تأسيسه عام 1972.
من جانبه، قال “سعد بردى” مدرب الفريق، لمراسل “تطبيق خبّر”، إن الفريق حقق البطولة لأول مرة في عام 2006، وبعدها في 2007.
وأضاف أنه “في العام 2014 بعد أن دخل داعش إلى مدننا نزحنا إلى عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، وهناك قمنا بتجميع الفريق مرة أخرى وتدربنا في قاعة نادي أكاد عنكاوا الذين لم يبخلو على علينا بشيء من توفير قاعة للتدريبات وكرات ودعم لوجيستي”.
دوري كرة الطائرة جرى في أربيل
وشكر “بردى” لنادي أكاد عنكاوا دعمه لهم، مشيراً إلى أنهم “خلال تلك الفترة حققنا اللقب للمرة الثالثة في البطولة التي أقيمت في دهوك، وبعدها مرتين في بغداد، وبعدهما في السليمانية، أما الأخيرة فكانت في أربيل من خلال الفوز على نادي أكاد عنكاوا”.
كما بيّن “بردى” لمراسل “تطبيق خبّر” أن البنية التحتية غير متوفرة للفريق، وخاصة قاعة داخلية للتدريب، وكذلك تجهيز الملابس الرياضية معدوم وسط عدم توفر دعم مادي للفريق.
ولفت “بردى” النظر إلى أنهم واجهوا صعوبة كبيرة خلال عودتهم إلى المدينة، من ناحية تدمير مقر النادي والقاعات الداخلية من قبل داعش.
وأوضح أنهم استطاعوا “بجهود ذاتية إعادة بناء أجزاء كبيرة من الملاعب، كما استطعنا إعادة ترميم ملعب خارجي للفريق بانتظار الدعم المادي لبناء قاعة داخلية”.
وأضاف، “واجهنا صعوبات أخرى خلال الفترة القليلة الماضية، إذ تعرضت العديد من لاعبات الفريق لإصابات قبل بفترة قليلة، واستعطنا تجاوزها بفترة قياسية”.
وبيّن أن “الاستعداد كان سيئا، “لكن بالرغم من ذلك حققنا البطولة”. ووجه الشكر لأهالي اللاعبات لدعمهن لهن وحثهن على تقديم الأفضل. كما شكر إدارة النادي وأهالي المنطقة على الدعم المستمر لهم.
أما كابتن الفريق “عبير وسام” فأكدت، في حديثها لمراسل “تطبيق خبّر”، ما تطرق إليه مدرب الفريق، معبراً عن أملها في تحسين واقع الفريق مادياً مستقبلاً، لتحقيق بطولات دولية سواء على الصعيد العربي أو القاري.
كما عبرت “وسام” عن فرحتها الكبيرة بتحقيق البطولة، مشيرة إلى أن إصرارهن كلاعبات مدينة قره قوش على “تحقيق صورة مشرفة للمدينة، والحفاظ على اللقب الذي تم الحصول عليه في السنوات الخمس الماضية وسط ظروف صعبة ،دفعنا لتقديم أفضل ما لدينا لتحقيق بطولة هذا العام ايضا”.
ولفتت “وسام” إلى أن “دعم الأهالي لنا كان مهماً وحافزاً لنا على تحقيق الافضل، وهذا ما جعلنا نتفوق كل السنوات الماضية”.
وأعربت عن شكرها لإدارة النادي، وكل من دعمهن. ودعت وزارة الرياضة والشباب العراقية إلى دعم الفريق مادياً، ودعم رياضة كرة الطائرة في العراق، لأنها تعاني الإهمال.
كما طالبت “وسام” أن تقوم الوزارة بدعم بناء ما دمره داعش ليكون لهن مكان جيد للعب والتدريب.
وتعتبر قره قوش أو بغديدا مركز قضاء الحمدانية بالسريانية : ܪܘ݂ܣܬܩܐ ܕܚܡܕܢܝܐ أحد اقضية محافظة نينوى شمال العراق.
ويقع جنوب شرق مدينة الموصل وتسكنه غالبية سريانية بالإضافة إلى قرى عديدة يسكنها الشبك والتركمان والعرب والكاكائيين.
