في شوارع مصر وتحديدا العاصمة القاهرة تكتظ المتاجر بالمتسوقين والمقاهي بالرواد ووسائل النقل العام بالركاب التي تضج بالحركة والحياة، ويتجاهل كثيرون منهم قواعد التباعد الاجتماعي التي تستلزم الحفاظ على مسافة متر بين كل شخصين مع استخدام الكمامات.

وهناك حالة من الرفض على نطاق واسع للتحذيرات الرسمية من موجة ثانية من فيروس كورونا.

وانحسرت الموجة الأولى من مرض كوفيد-19 في البلاد في أشهر الصيف، حيث وجرى تخفيف القيود المفروضة على الحركة تدريجيا.

ونجت البلاد التي زيد سكانها عن 100 مليون نسمة فيما يبدو حتى هذه اللحظة من الزيادات الهائلة التي تحدث في الدول الأوروبية.

ولا توضح الإصابات المعلنة بشكل رسمي، سوى جزء من الصورة بسبب محدودية اختبارات تفاعل البلمرة المتسلسل (بي.سي.آر) وعدم الاعتداد بنتائج الاختبارات الخاصة، ومع ذلك ارتفعت الإصابات بشكل طفيف في الأيام الأخيرة وبلغت حوالي 350 إصابة يوميا، مما دفع الحكومة إلى التشديد مرة أخرى على ضرورة استخدام الكمامة والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.

وفي مارس آذار، أُغلقت المطارات والفنادق ومراكز التسوق والمقاهي، مما أصاب قطاعي السياحة والفنادق الحيويين بالشلل. ولا تزال بعض القيود مفروضة على ساعات العمل والطاقة الاستيعابية.

وردت مصر ببرنامج تحفيز بقيمة 100 مليار جنيه مصري (6.4 مليار دولار) لدعم اقتصادها الذي تمثل العمالة غير الرسمية القسم الأكبر من العاملين فيه.

وفي مقهى بحي المقطم في القاهرة، يبدو الإشغال أقل بكثير من الطبيعي، لكن نصف الزبائن فقط هم الذين يستخدمون الكمامات ولا يتبع أي منهم قواعد التباعد الاجتماعي. وقال محمد صبري صاحب المقهى إنه ليس بمقدوره تغيير هذا الوضع.

على الرغم من التهديد بفرض غرامة قيمتها 4000 جنيه مصري (255 دولارا) كعقوبة في حالة عدم الالتزام بالقواعد، لا يزال كثيرون في المتاجر والمصالح العامة والحافلات وعربات المترو بلا كمامات.

و دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء المصريين الى التزام إجراءات الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد محذرا من تزايد أعداد الإصابات في البلاد.

وقال السيسي في كلمة مسجلة وجهها الى المصريين، وبثها المتحدث الرسمي باسم الرئاسة على وسائل التواصل الاجتماعي، إن “الوباء ما زال مستمرا وحرصنا يجب أن يستمر وكذلك اجراءاتنا للحفاظ على أنفسنا” من خطر الإصابة بالفيروس.

وأضاف أنه خلال الموجة الأولى لانتشار الفيروس في مصر في الربيع “اتخذنا إجراءات كثيرة واضطررنا الى الاغلاق الجزئي”.

وتابع “لا نريد أن نصل الى ذلك مجددا” ، محذرا من أن “حجم الاصابات ينمو” ولكننا “نأمل ألا نكرر الاجراءات التي اتخذناها في الموجة الأولى ولن يكون هذا ممكنا الا بحرصكم وتعاونكم”.

وطالب الرئيس المصري بضرورة “عدم التواجد في الاماكن المغلقة” لفترات طويلة “واحترام التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات”.

وشهدت أعداد الاصابات بفيروس كورونا المستجد تزايدا مطردا خلال الأسابيع الأخيرة.

وسجلت مصر الاثنين 354 اصابة جديدة و12 وفاة ليرتفع اجمالي الاصابات الى 113381 من بينها 6560 وفاة.