احتضن المركز الثقافي بمدينة الحاجب مبادرة موضوعاتية تمثلت في ورشة القراءة والحكاية, التي جاءت ضمن البرنامج العام للدخول الثقافي لموسم 2020-2021.

ستركز مبادرة تشجيع القراءة في مجملها على الأطفال من المدارس العمومية والخاصة. وتعد هذه الورشة، التي أطرتها الأستاذة فريدة البرومي، خطوة ضرورية نحو بناء ثقافة فكرية لدی الناشئة، وغرس حب القراءة لديهم، وتقوية صلتهم بالكتاب، وبث روح التنافس في ما بينهم، وتقوية المحفزات التي تشجعهم على القراءة، مع الوقوف عند سبل تجاوز العوائق التي تمنعهم من القراءة.

شارك العديد من الأطفال في اللقاء الأول لهذه المبادرة. وتمت قراءة قصص وسرد حكايات شعبية تراثية لهم. ووزعت قصص عليهم تشجيعاً لهم على القراءة. كما وزعت مجموعة أخرى من القصص على الأطفال من أجل قراءتها ومن ثم إعادة كتابة القصة كما فهموها، وسردها بطريقتهم الخاصة.
من المنتظر أن تستمر المبادرة طيلة الموسم الثقافي الحالي، خلال نهاية كل أسبوع. وقد جاءت بعد التراجع الملحوظ لعدد المنخرطين من الأطفال في فضاء المكتبة التابع للمركز الثقافي بمدينة الحاجب.
هذا الأمر دفع الأستاذة فريدة البرومي إلى العمل بشكل تشاركي مع المؤسسات التعليمية بالمدينة، لأجل تنظيم ورشات قراءة للأطفال، من شأنها تعريف الأطفال بفضاء المكتبة، كما لرفع تقديم الكتاب بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تتم بها داخل المدرسة.
وفي لقاء معها، قالت فريدة البرومي لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب أنها بعد أن باشرت العمل على المشروع لاقت أكثر من 100 طلب للمشاركة، سواء بمبادرة من الأطفال أنفسهم، أو باقتراح من أمهات وآباء التلاميذ.
وأضافت أن هذا التجاوب شجعها على برمجة مبادرة التشجيع على القراءة خلال السنة الحالية، مع اعتماد مجموعات صغيرة مكونة من 10 أطفال، كوسيلة للعمل مراعاة لسلامة المشاركين نظراً للظرفية الوبائية التي يعرفها المغرب.
وبيّنت الأستاذة فريدة أنها تنتقي الكتب والقصص التي من شأنها تشجيع الأطفال على استعمال خيالهم في القراءة والسرد القصصي الذي يقومون به بعد قراءة القصة.
مبادرة لتشجيع الأطفال على القراءة بمدينة الحاجب بالمغرب

مبادرة القراءة في المركز الثقافي الحاجب تقودها فريدة البرومي

وأردفت أن خيال الأطفال يشكل مصدر الأفكار، مشيرة إلى أنه يجب “أن نساعدهم على تطوير ملكاتهم اعتماداً على الخيال، فمثلاً داخل الورشة نقوم بقراءات جماعية تعلم الأطفال تركيب الجمل والنطق الصحيح، كما تعلمهم مهارة الخطابة والسرد، والأهم أنها تعلمهم حسن الإنصات وقبول الإختلاف”.
يشارك في الورشة أطفال من الفئة العمرية من 6 سنوات إلى 15 سنة، يتم توزيعهم إلى مجموعات. المجموعة الأولى تضم الأطفال بين 6 إلى 10 سنوات، والثانية تضم الأطفال من 11 إلى 15 سنة وما فوق، وذلك لضمان تقارب المستوى الفكري ،وبالتالي تفاعل ومشاركة الجميع وتحقيق أهداف المبادرة.
جاءت المبادرة في سياق عَرف تراجع اهتمام الأطفال والشباب بالكتاب أمام الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا والألعاب الإلكترونية، ما يراه البعض سيؤدي إلى تراجع المستوى الثقافي للأجيال المقبلة وظهور مظاهر من الإدمان الذي يؤدي إلى ظهور أمراض على مستوى العين والقلب، ورفع معدلات نطوائية الأطفال وضمور عضلاتهم.
مبادرة لتشجيع الأطفال على القراءة بمدينة الحاجب بالمغرب

القراءة والإلقاء ينميان الإبداع والثقة بالنفس

سناء وهي طفلة مشاركة في الورشة، تدرس بالمستوى الثالث إبتدائي، أعربت لمراسل “تطبيق خبّر” عن سعادتها بالمشاركة في هذه المبادرة التي سمحت لها بالتعرف على أصدقاء جدد من مؤسسات أخرى.
وقالت سناء أنها سعدت بقراءة قصة “بساط الريح”، التي قامت بعرض ملخص لها أمام بقية المشاركين، الشيء الذي ساهم في زيادة ثقتها بنفسها، على حد تعبيرها. وبيّنت الأستاذة فريدة حرصها على أن تكون القصص التي تم تقديمها للمشاركات والمشاركين منتقاة بعناية لتناسب الأطفال وتزيد ارتباطهم بالقراءة.
كما شكلت النقاشات التي أعقبت فترة القراءة فرصة لتكريس مجموعة من القيم الكونية من قبيل السلام والمحبة والتعايش والتضامن ونصرة الخير ومواجهة الشر، ما جعل الورشة تشد انتباه الجميع.
يذكر أن المساحة الزمنية المخصصة للورشات تم تحديدها في ساعة ونصف موزعة على فقرات، هي القراءة، وتقديم العروض والمناقشة، وتتخللها فترات استراحة لمساعدة الأطفال على التركيز بشكل جيد، وتحسين مستوى الفهم والاستيعاب لديهم.
ومن المرتقب أن يشهد المركز الثقافي بمدينة الحاجب برمجة مبادرات وورشات أخرى موجهة للأطفال من قبيل ورشة المسرح والرسم، بهدف تشجيع حضور الأطفال داخل فضاء المركز والتعرف على خدماته المتنوعة.