ينتظر أطفال قرية بهرافا، بقضاء سنجار في العراق، بشوق حلول العام الدراسي الجديد، الذي ينطلق نهاية الشهر الجاري، للذهاب إلى مدرستهم الجديدة.
 
هذا الشوق ليس مردّه حب الدراسة ولقاء أترابهم واللعب معهم فقط، بل لأنهم لن يضطروا للذهاب سيراً على أقدامهم بعد الآن حوالى 5 إلى 7 كيلومترات، للوصول إلى أقرب مدرسة لهم في مجمع خانصور أو مركز ناحية الشمال في قضاء سنجار. فقد تمّ تشييد مدرسة جديدة في قريتهم.
 
ينظر مختار قرية بهرافا “خليفة سفوك” إلى المدرسة التي شيّدتها المنظمة الإيزيدية للتوثيق، وهي إحدى المنظمات المحلية في المنطقة، بعيون ملؤها الأمل، مؤكداً أن هذه الخطوة ستساهم في بناء مستقبل جديد للقرية التي كانت تملك مدرسة طينية، وتم تدميرها من قبل داعش عام 2014.
 
وعبّر مختار القرية الواقعة في ناحية الشمال” سنوني”، غرب محافظة نينوى، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود عن فرحه الشديد يوم الافتتاح، واصفاً إياه بيوم عيد للقرية. وقال “سفوك” إن هذا الحلم كان يراوده منذ عشرات السنين، “ومن الجميل أن نرى مدرسة نموذجية مكان المدرسة القديمة التي كانت مبنية من الطين، ودمرت خلال اجتياح داعش لسنجار”.
أهالي بهرافا في سنجار فرحون بالمدرسة النموذجية الجديدة بقريتهم، لكن ينقصها كادر تعليمي

الانتهاء من بناء المدرسة النموذجية في بهرافا

 كما أوضح “سفوك” أنه تبرّع بقطعة أرض للمشروع، ليساهم في تخفيف مشاكل أطفال القرية الذين كانوا يسيرون أحيانا مشياً إلى أقرب مدرسة لقريتهم. ولفن إلى أن هذا الأمر سيخفف المعاناة على أهالي القرية أيضا من خلال توفير بيئة جيدة للدراسة، وبالتالي حياة أفضل لهم وأطفالهم. كما سيخفف العبء المالي عن كاهلهم، بتوفيرهم مصاريف الانتقال وحتى احتياجات المشي للمدرسة في منطقة أخرى.
وبيّن “سفوك” أن المدرسة تحتاج الآن إلى كادر إداري وتدريسي، سواء للدراسة العربية أو الكردية، مطالباً المنظمة الإيزيدية للتوثيق، التي نفذت المشروع بمخاطبة الدوائر المسؤولة عن ذلك. كذلك، أعرب عن امتنانه للمنظمة، موجهاً الشكر لمبادرة نادية مراد التي تكفلت بتكاليف البناء ودعمته.
من جانبه، أكد “خيري علي إبراهيم” مدير المنظمة الإيزيدية للتوثيق فرع سنجار، لمراسل “تطبيق خبّر” أن المنظمة أخذت زمام المبادرة وبدأت بالتواصل مع مديرية تربية سنجار للدراستين، لغرض توفير الكوادر التدريسية. وأضاف “إبراهيم” أن المدرسة المشيّدة حديثاً تتكون من 6 صفوف وملحقاتها، وهي مهيئة لاستقبال أبناء وبنات القرية.
كما تقوم مبادرة نادية، التي أطلقتها الناشطة العراقية الإيزيدية نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بدعم عمليات الإعمار في مدينة سنجار، موطنها الأصلي. وأكد “صلاح عمر” منسق مبادرة نادية مراد في العراق لمراسل “تطبيق خبّر” أن العمل مستمر في عدد آخر من المدارس، مشيراً إلى أن مدرسة بهرافا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
وأضاف أن مشروع ترميم وبناء المدارس في سنجار، بشطريها الشمالي والجنوبي، يشمل تأثيثها وتزويدها بالاحتياجات اللازمة من طابعات ومكاتب ووسائل نقل. وكشف “عمر” أن مبادرة نادية مراد رممت وبنت 16 مدرسة إلى الآن، لافتاً النظر إلى أن هناك 4 مدارس أخرى في طور العمل.
أهالي بهرافا في سنجار فرحون بالمدرسة النموذجية الجديدة بقريتهم، لكن ينقصها كادر تعليمي

المدرسة الطينية القديمة في قرية بهرافا في سنجار

 تهدف مبادرة نادية مراد إلى إعادة بناء البنية التحتية في سنجار من ناحية التعليم، بهدف دعم عودة النازحين إلى مناطقهم لأنها من الأساسيات للحياة في القضاء. أشار”عمر” إلى أن المبادرة تقوم بتنسيق المشاريع التعليمية بشكل وثيق مع مديرية تربية سنجار (العربية والكردية) ، وبيّن أن التحديات الرئيسية تتمثل في نقص الكادر التعليمي في بعض المدارس، ونقص الاستثمار الحكومي في قطاع التعليم في سنجار بشكل عام.