خمسة عشر يوماً وهم يفترشون الأرض في اعتصام مفتوح أمام مكتب الأمم المتحدة بالعاصمة السودانية الخرطوم. يطالبون بتعب السنين الذي ضاع هدراً بعد حرب الخليج في التسعينيات.

سيف الدين مدني واحد من هؤلاء الذين رجعوا إلى السودان بخُفي حنين كما يقول المثل. قال لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الخرطوم وليد محمد حامد إنه يرسل واضحة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول التي شاركت في حرب الخليج، “أحملهم المسؤولية كاملة عن ضياع حقوقنا، وصحتنا، وعملنا، وكل ما يخصنا من الضرر النفسي والاجتماعي والاقتصادي الذي حصل لنا”.

وأضاف سيف الدين أن الاعتصام سيتواصل إلى “أن ننال حقوقنا”، مشيراً إلى إن الإعلام تجاهلهم ولم يسلط الضوء على قضيتهم، بينما كان حاضراً وبكثافة وعلى رأس كل ساعة أثناء حرب الخليج . وعبّر عن خيبة أمله لأن الإعلام صامت أمام قضيتهم بالرغم من افتراشهم مكان الاعتصام منذ أكثر من أسبوعين.

15 يوماً على الاعتصام المفتوح ومتضررو حرب الخليج في الخرطوم لا يزالون بانتظار من يرفق بحالهم

رسالة متضرري حرب الخليج إلى الأمم المتحدة

كما اعتبر سيف الدين أن الأمم المتحدة فرضت قرارات خاطئة، ما تسبب لهم بالضرر الكبير، وأصبحوا اجتماعياً فاقدين للراحة. واستطرد بالقول، “لم نحصل على أي شي غير الوعود الحكومية، تارة والأممية تارة أخرى”.

15 يوماً على الاعتصام المفتوح ومتضررو حرب الخليج في الخرطوم لا يزالون بانتظار من يرفق بحالهم

سيف الدين مدني: سنواصل الاعتصام حتى ننال حقوقنا

وكان متضررو حرب الخليج قد دعوا الحكومة الانتقالية لمعالجة القضيةو والعمل على تيسير صرف التحويلات الموجودة بالمصارف السودانية للعائدين من حرب الخليج. وقدرت تعويضاتهم بمبلغ 100 ألف دولار أميركي للشخص الواحد، لم يستلموا منها سوى 4 ألاف دولار. وتدفع هذه المبالغ من صندوق الأمم المتحدة للتعويضات، الذي يستقطع من العراق مانسبته 30% من النفط الذي يبيعه العراق، لإنفاذ هذه التعويضات، في إطار اتفاق النفط مقابل الغذاء.

من ناحيته، حكى مهدي محمد صالح، أحد متضرري حرب الخليج، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني، إنهم قدموا استمارات منذ عام 1991، بموجب اتفاق مجلس الأمن بالنسبة لتعويض ضحايا حرب الخليج، ولم تصلهم التعويضات كاملة حتى الأن.

15 يوماً على الاعتصام المفتوح ومتضررو حرب الخليج في الخرطوم لا يزالون بانتظار من يرفق بحالهم

مهدي محمد صالح: نطالب الحكومة الانتقالية أن تنظر بحالنا

وأوضح أن ضرراً بالغاً قد لحق بهم، لأن المتضررين منهم أرامل وأيتام ومسنين وآخرين مصابين بأمراض مزمنة،لى أنهم يمرون الآن “بمشاكل كثيرة نسبة للظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد. ولم نرَ وسيلة إعلام واحدة تبصر ما مصيرنا في التعويضات، وحكومة الفترة الانتقالية لم تعدنا بأي شي، كما لا يوجد لديها رؤية واضحة بالنسبة لقضيتنا”. واختتم حديثه بالطلب من الحكومة الانتقالية كونها “حكومة حرية وعدالة أن تنظر في قضيتنا، لأنها قضية مصيرية، وتخص أسر وعوائل”.

أحمد سالم، متضرر آخر، يفترش ورفاقه الرصيف مكان الاعتصام، شكى أنهم لم يستلموا سوى 4 آلاف دولار فقط منذ عودتهم إثر حرب الخليج في 2 آب/ أغسطس 1990، مشيراً إلى أنه “يعاني من ظروف اقتصادية صعبة”.

وأوضح أحمد سالم أنه متزوج من اثنتين ولديه أطفال، “والوضع المعيشي صعب جدً، والحكومة متكتمة على قضيتنا ولم تفتح الملف”. وأكد أنهم “عايشين بالبركة الحمدلله، ونتمنى من الحكومة العدل فقط”.
15 يوماً على الاعتصام المفتوح ومتضررو حرب الخليج في الخرطوم لا يزالون بانتظار من يرفق بحالهم

أحمد سالم: عايشين بالبركة وننتظر العدل من الحكومة

الجدير بالذكر أن آلافاً من العاملين الأجانب تضرروا من حرب الخليج الثانية، من بينهم سودانيون، جراء اضطرارهم لترك عملهم وممتلكاتهم المادية، والعودة إلى بلدانهم. وتشكلت لجنة “متضرري حرب الخليج” من أسر السودانيين العائدين من الكويت والعراق بعد حرب الخليج الثانية، لمتابعة حقوقهم المالية، ونفذت العديد من الوقفات الاحتجاجية خلال السنوات الماضية، أمام مكاتب الأمم المتحدة بالخرطوم ومقر السفارة الأمريكية.

ووصف المعتصمون الذين تجمعو بالقرب من مكتب الأمم المتحدة في الخرطوم وعود التسوية المتلاحقة بالكذبة الكبرى، متسائلين في الوقت نفسه عن الجهة التي تقف في طريق تعويضاتهم.