“جبران باسيل قد لا يكون أوّل سياسي لبناني يتعرض لعقوبات”، وفق مصادر رسمية أمريكية أشارت إلى أنّ وزير الخارجية اللبناني السابق قد لا يكون وحده مدرجاً على قائمة العقوبات للمسؤولين اللبنانيين بموجب قانون ماغنتسكي، الذي يستهدف معاقبة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. ووفقاً لمصدر رسمي أمريكي، فقد تمّ أيضاً إدراج 23 سياسيًا وشخصًا لبنانيًا آخرين على القائمة السوداء.

وقبل شهرين ، تواصلت وزارة الخارجية مع أولئك الموجودين بالقائمة بالإضافة إلى باسيل (وهو صهر الرئيس اللبناني)، ووجهّت إليهم إنذاراً لتغيير السلوك أو مواجهة العزلة من خلال العقوبات. ولفت المسؤول الأمريكي إلى أنّ رغم خروج أربع مسؤوليين من القائمة، إلّا هناك 19 آخرون حاولوا الإلتفاف على المتطلبات اللازمة “عبر إبرام الصفقات والتحالفات”.

لكن المسؤول الأمريكي نفسه حذّر أيضاً من أنّه “لا ينبغي لأيّ سياسي لبناني أن يشعر بالسعادة، حيث أنّ بعض الأفراد المدرجين على القائمة السوداء مقربون من سعد الحريري (الرئيس المكلّف تأليف الحكومة). وأضاف أنّ وزارة الخارجية الأمريكية تواصلت مع باسيل مرّة أخرى قبل عشرة أيام، وطلبت منه أن ينأى بنفسه علانيةً عن حزب الله، الحليف الأبرز للتيار الوطني الحر.

وفي سبتمبر، أدرجت الولايات المتحدة إثنين من الوزراء اللبنانيين السابقين، حسن خليل (المحسوب على رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري) ويوسف فنيانوس (المحسوب على رئيس تيار المرده سليمان فرنجية)، القائمة السوداء لتقديمهما الدعم المادي لحزب الله والانخراط في الفساد الحكومي.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة عقوبات مالية على باسيل بتهم الفساد واختلاس أموال الدولة بموجب قانون “ماغنيتسكي” لمكافحة إفلات الأفراد والشركات من العقاب على مستوى العالم لدى انتهاكهم حقوق الإنسان أو ارتكابهم أعمال فساد

جبران باسيل لن يصبح وحده في قائمة العقوبات الأمريكية

وعلى رغم ذلك، حاول جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر ، إقناع الإدارة الأمريكية بأنّ تحالفه مع حزب الله يمكن أن يثمر عن فوائد لا يمكن تحقيقها لولا ذلك، مستنداً إلى دوره الذي لعبه في تسهيل محادثات الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.

وفي موقف متناقض، غرد باسيل عبر حسابه على موقع تويتر، إنه ليس “خائفاً” من العقوبات ولم “تغريه” الوعود، في رواية تعكس ما دار من محادثات بينه وبين واشنطن حسب وصف المسؤول الأمريكي.

وتاتي تلك العقوبات لتضع قيود أمام مسؤولين تناسوا أهمية خروج لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية، مفضلين مصالحهم الشخصية فوق مصالح الشارع اللبناني الذي لطالما عانى من فساد تغلغل في كلّ مفاصل البلاد.

باسيل: واشنطن عرضت قطع علاقتي بحزب الله قبل فرض العقوبات

وفي حديث متلفز، قال باسيل إنّ الولايات المتحدة عرضت قطع علاقاته بحزب الله لتفادي فرض عقوبات اقتصادية عليه، قبل أن تقدم على هذه الخطوة متهمة إيّاه بالفساد. وقال إنّه تبلغ مؤخراً “من السفيرة الاميركية ضرورة تلبية أربع مطالب فوراً وإلّا يتم فرض عقوبات أميركية… والحديث كله لم يأت على ذكر كلمة فساد”. وأشار إلى أنّ المطلب الأوّل هو “فك العلاقة فوراً مع حزب الله”، من دون أن يكشف عن المطالب الأخرى”.