بينما تتجول في شوارع العاصمة السورية دمشق، ستخطفك أنغام موسيقى هادئة، تصل إلى مسامعك من حي الشعلان غربي جادة الصالحية. تذهب في إثر هذه الموسيقى، لتبدأ رحلتك بين أزقته.

يحيطك رسامون ولوحاتهم. كل واحد منهم طرح مخيلته على لوحته الخاصة، فيما تظاهرة ثقافية سميت “فن الطريق”. هذا الملتقي الفني عاشته دمشق، برعاية من الفنان مصطفى علي صاحب المعارض الفنية المعروفة بسحرها.

معرض حي يجسد مخيلة الشباب السوري المليئة بالإبداع و التفاؤل، يضم شابات وشبان سوريين من تجمع Make It Art الشبابي يستعرضون فيه فنهم. وضم المعرض أنواعاً من الفنون، منها الفن الغرافيتي، والنحت بالأسلاك والرسم التصويري.

الفنان مصطفى علي، المسؤول عن هذه المبادرة، أخبر مراسل “تطبيق خبّر” الميداني محمد سباعي، “إن الفكرة جاءت لتعيد البهجة على وجوه المارة”. وأضاف أن “الفن هو عصا سحرية تحارب كل ما هو سيء، و خصوصاً ما عاشه السوريون في ظل الازمة”.

وعن التحديات التي واجهت الفنان مصطفى في إقامة معرضه، أوضح أن “التحديات التي فرضت علينا كانت متمحورة بالطقس الممطر، وهو أثّر على المعرض، وأيضاً طريقة جذب السوريين للفن في خضم الأزمات التي يعانونها”.

فن الطريق يضيء حي الشعلان في دمشق ويفرح المارة بتفاعل الفن والفنانين

فن الطريق بحي الشعلان – دمشق

الرسامة آيات الزعبي التي ترسم بعصا سحرية ألواناً من السعادة في أرجاء المكان، قالت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني إن مصدر إلهامها هو “الشارع، الناس، الشجر، المطر كل الشغلات بتألهمك حتى ضحكة الطفل الصغير لحالها لوحة”.

أكدت آيات أننا، “نحن بحاجة للفن هلق أكتر من أي وقت تاني”. أما عن رسمتها التي كانت لطفلة مستندة على طفل، فبيّنت له “إن كنت تريد اختصار حال بلد والواقع فيه، فالاطفال و حالتهم النفسية هي اختصار لكل شي”، لتكون قد استوحت إلهامها من كنف الواقع السوري.
 

من جانبه، أوضح نوار شرتوح، وهو خريج كلية الفنون الجميلة – جامعة دمشق، الذي شارك بأكبر لوحة جدارية في هذا الملتقى الفني، كانت مشاركتي في هذا الملتقى تجربة جديدة مميزة، عززت ثقة الناس، وجعلت الجماهير في تفاعل مباشر مع الفنانين والشارع.

وقال شرتوح، إن “الهدف من مشاركتي أن أسلّم ولو قليلاً بتغيير الفكرة المبتذلة عن الفن والفنانين داخل هذا البلد، لذلك قمت بمشاركة جدارية تعبيرية باختصاص الحفر والطباعة الذي هو من اختصاصات كلية الفنون الجميلة”. وأشار إلى أنه اختصاص يعنى بدراسة الأبيض والأسود والرماديات، مبيّناً أنه لم يكن متوقعاً كل هذا التفاعل من الجمهور.

لاقت هذه الفعالية الفنية الأولى من نوعها أحذ شوارع دمشق، إذ لم تكن لعرض أعمال فنية جاهزة، بل لعرض أعمال فنية ترسم وتنفذ أمام أعين المارة من مختلف الاهتمامات والأذواق والآراء. وتضمنت التظاهرة الفنية هذه، فقرات فنية تفاعلية من رقص وتمثيل وعزف وغناء، وكل ما يندرج تحت عنوان فن الطريق. حكايات فنية رواها الفنانون على جدران وأرصفة الأزقة، أرسلوا من خلالها رسائل حب وأمل.

يذكر أن الفنان مصطفى يمتلك كذلك العديد من المعارض في دولتي لبنان والأردن . وهو يهدف من وراء ملتقياته لنشر الفن والثقافة والفنية بين عامة الناس، وكذلك دعم الفنانين الشباب.