أخبار الآن | سنجار – العراق  (تطبيق خبّر)

بألم، تابعت “ليلى تعلو”، وهي عراقية إيزيدية ناجية من قبضة داعش، عملية إطلاق سراح العديد من أفراد التنظيم، من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا عبر شاشة التلفزيون. لم تبدِ امتعاضها وعدم رضاها فقط، بل اعتبرت هذه الخطوة أمراً خطيراً  على المجتمع الأيزيدي الذي تعرض لعملية إبادة جماعية على يد داعش.

 

فقد كانت “الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” قد أعلنت منذ أكثر من اسبوع عن إطلاق سراح 631 سورياً كانوا منتمين لداعش، بعد أن شملهم قرار العفو العام، بحجة أن هؤلاء لم يرتكبوا جرائم قتل. ونوهت الإدارة الذاتية في قرارها هذا إلى أنها ستطلق في وقت لاحق 253 فرداَ ينتمون لداعش بعد قضائهم نصف محكوميتهم. كما يرافق ذلك إخراج اكثر من 25 ألف عائلة من عوائل داعش من مخيم الهول.
أخبرت “ليلى” مراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود أن “الخبر كان مفاجأة لنا وشكل خيبة أمل كبيرة لدي”. وأوضحت أنها تحررت  منتصف عام 2017 من اختطاف داعش لها، وتم قتل زوجها، مشيرة إلى أنها أم لطفلين. وصفت ليلى إطلاق سراح هؤلاء بأنه “أمر غير منصف لنا، وخاصة نحن الإيزيديات لأننا نعرف ما فعله مسلحو داعش الإرهابيين من جرائم بحقنا”.
 
وانتقدت “تعلو” في حديثها لمراسل “تطبيق خبّر” عملية إخراج آلاف عوائل مسلحي داعش من مخيم الهول، لافتة النظر إلى أنهم “من العوائل الخطرة، ويحملون أفكاراً خطيرة. ونخشى من عودة انتشار هذه الأفكار، كما نشعر بخوف كبير من وصولهم مع العناصر المطلق سراحها إلى العراق. وهذا الأمر يشكل حالة من الخطر على حياة الناجيات الإيزيديات لأنهن معروفات لدى التنظيم وعناصره، وقد يقومون بعمليات انتقامية ضدنا بعد التكلم عنهم وفضح جرائمهم”.
 
رأت “ علو” أنه لا توجد ضمانات بعدم قيام المطلق سراحهم بأعمال إرهابية مستقبلاً حسب قولها، مشيرة إلى أنه “كان على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التنسيق مع الأمم المتحدة والحكومة العراقية ومنظمات حقوق الإنسان للبحث عن المختطفين الإيزيديين داخل مخيم الهول، لأن لدينا معلومات عن وجود مئات من الإيزيديات بين عوائل داعش، كما أنهم بالعديد من الأطفال الإيزيديين ممن تم اختطافهم عام 2014 خلال هجوم داعش على قضاء سنجار”.

من جانبه، قال الصحفي”جابر جندو”، وهو إيزيدي من مدينة القامشلي السورية، في حديثه لمراسل “تطبيق خبّر”، إنه “من الخطأ إطلاق سراح أي عنصر ينتمي لداعش، لأنهم شاركوا بطريقة أو بأخرى في ما جرى للإيزيديين من إبادة جماعية، وساهموا في سبي الإيزيديات”. وحمّل جندو جميع أفراد التنظيم مسؤولية ما فعله في سوريا والعراق.  وأضاف إنه “إذا كان لا بد من إطلاق سراحهم، فهناك خطورة في ذلك أيضاً من دون إخضاعهم لإعادة تأهيل نفسي يمحي الأفكار الإرهابية التي يحملونها، والتي تشكل خطراً كبيراً مستقبلاً”. وانتقد “جندو” هذا القرار معتبراً إياه قراراً غير مدروس.
 
من جهة أخرى، دافعت الرئيسة المشتركة للمجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “سهام قريو”، في حديثها لمراسل “تطبيق خبّر”، عن قرار الإدارة الذاتية وقالت إنه “بالنسبة لمخيم الهول هم عوائل نازحة من مناطق النزاع مع داعش وأيضا عوائل عناصر من داعش، وكان عددهم ٦٥ ألفاً ووهم سوريون من كافة أنحاء المدن السورية بشكل عام، ومن أهالي شمال وشرق سورية، ومنطقة هجين والباغوز “.  وأوضحت أن القرار جاء ذلك “نتيجة مطالبات من لجنة السوريين من أجل المعتقلين والمخطوفين، نتيجة اهتمامهم بالقضايا الإنسانية، وبعد التنسيق والدراسة مع كافة الجهات المعنية القضائية ومؤسسات العدالة الاجتماعية في مفاصل الإدارة الذاتية، وبعد مطالبة الشعب نتيجة انعقاد الندوات الحوارية في كافة أنحاء شمال وشرق سورية ،وبمطالبة من الحضور بالندوات الحوارية ، وبكفالة الشيوخ والعشائر، فقد تم إصدار قرار العفو وإخراج الراغبين في الخروج فقط”. وأكدت أن عناصر داعش لم يشملهم العفو سوى المغرر بهم أو الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء.
 
وبيّنت “ ريو” أن العفو شمل فقط المحكومين، ولم يشمل  القادة والأمراء والذين قامو بأعمال إرهابية خطيرة مثل التفجيرات، مشيرة إلى أن  الإفراج عنهم كان بشرط أن يكون سلوكه م قد أصبح قويماً وفق تقارير خلال فترة تواجدهم بالسجن، وأن يقوموا بأعمال مدنية.
كما قالت “قريو” إن “السجن والعقوبة لدينا هو إصلاح وليس انتقام، ونحن نسعى لإصلاح المنحرفين عن الطريق القويم، ونتمنى من جميع أفراد المجتمع الالتزام بالقوانين، وأن يكونوا إيجابيين ويقوموا بخدمات لأسرهم ومجتمعهم”.