في تصعيد هو الأعنف منذ سريان وقف إطلاق النار قبل نحو 8 أشهر، قتل 78 مقاتلاً على الأقل من فصيل سوري، اليوم الإثنين، جرّاء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب في شمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي قال إنّ طائرات روسية استهدفت مقراً لفصيل “فيلق الشام” في منطقة جبل الدويلة شمال غرب إدلب، ما تسبّب بمقتل 78 مقاتلاً على الأقل وإصابة أكثر من تسعين آخرين بجروح، فيما لا يزال آخرون عالقين تحت الأنقاض.

قصف إدلب الأعنف منذ سريان الهدنة

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: “ما جرى هو التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة مع تسجيل الحصيلة الاكبر على الإطلاق”، موضحاً أنّ الموقع المستهدف عبارة عن مقر كان قد تم تجهيزه حديثاً كمعسكر تدريب، وتم قصفه فيما كان عشرات المقاتلين داخله يخضعون لدورة تدريبية، مع الإشارة إلى أنّه تسري في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ السادس من آذار/مارس، هدنة كانت أعلنتها موسكو.

وأكّد المسؤول الاعلامي في الجبهة الوطنية للتحرير سيف الرعد، لوكالة فرانس برس، استهداف روسيا للمقر، من دون أن يحدد حصيلة القتلى النهائية. وندد “باستمرار خرق طيران روسيا وقوات النظام للاتفاق التركي الروسي مع استهداف مواقع عسكرية وقرى وبلدات”.

ويشكل “فيلق الشام” مكوناً رئيسياً في الجبهة الوطنية للتحرير، تجمّع للفصائل المعارضة والمقاتلة في إدلب، وقد اندمجت الجبهة قبل عام مع فصائل “درع الفرات” الناشطة في شمال وشمال شرق البلاد تحت مظلة فصيل “الجيش الوطني”.

خرق الهدنة

وأعقب وقف اطلاق النار المستمر منذ آذار/مارس هجوماً شنته قوات النظام على مدى ثلاثة أشهر، تسبب بنزوح نحو مليون شخص، عاد منهم نحو 235 ألفاً إلى مناطقهم منذ كانون الثاني/يناير، غالبيتهم بعد وقف اطلاق النار. ورغم خروقات متكررة، لا تزال الهدنة صامدة وتنفذ روسيا بين الحين والآخر، وفق عبد الرحمن، غارات تطال ما تعتبره أهدافاً عسكرية.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) حالياً على حوالى نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية وتنشط في المنطقة، التي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، أيضاً فصائل مقاتلة أقل نفوذاً.

فشل التفاوض

ولم تثمر جولات التفاوض التي رعتها الأمم المتحدة بين وفدي النظام والمعارضة منذ العام 2014 في التوصل الى تسوية للنزاع المدمر. وقال الموفد الدولي الخاص الى سوريا غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق الأحد، إن “الشعب السوري يعيش فترة صعبة للغاية، يعاني خلالها”. وشدّد على أنه “بكل تأكيد، يوجد مخرج واحد لذلك، وهو البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن والتركيز على العملية السياسية”.