أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

تخوفات جديدة من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى التمدد في سوريا ثم الانطلاق إلى العراق، بعد السيطرة على البؤر الإرهابية مسبقاً من قبل قوات التحالف الدولي هناك، لا سيما وأن الساعات الأخيرة شهدت عمليات إنزال وغارات ضد قياديين في التنظيم الإرهابي في كل من سوريا، والعراق.

عمليات الإنزال والضربات لمعاقل الإرهابيين كشفت عن تواجدهم في إدلب وحلب، ما أثار تخوفات من انتقالهم إلى مناطق الرقة ومنها إلى دير الزور لإنشاء خط واصل مع العراق، خصوصاً أن الشهور الأخيرة شهدت انتشاراً واسعاً للإرهابين من تنظيم داعش في مناطق كركوك وصلاح الدين شمالاً وديالى شرقاً، المعروفة بـ “مثلث الموت”.

وتحاول خلايا التنظيم الإرهابي أيضاً السيطرة على بعض المناطق التي تعتبر ضمن أطراف المدن السورية، ومنها السخنة والسعن وسلمية وريفي حمص وحماة، وأثريا بريف حلب الشرقي المتاخم لمحافظة حماة، ضمن خططه للتمدد.

وفي الوقت الذي نفذت فيه عمليات متعددة ضد التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة من سوريا، نفذت وحدات عسكرية عراقية عمليات إنزال جوي أدت إلى مقتل قيادي بارز في تنظيم “داعش” الإرهابي في محافظة كركوك شمالي العراق، نقلاً عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول.

وقال الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية فاضل أبو رغيف لـ “أخبار الآن” إن “الأوضاع كانت قبل ثلاث سنوات أكثر حدة وسوءا من الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن العراق وسوريا كانا عبارة عن كتلة أمنية واحدة وكانت الجماعات التي تنشط في سوريا تلقي بظلالها على العراق”.

وتابع: “التنظيم الإرهابي يشهد اليوم تلاشياً بيناً في العراق من خلال عمليات المتابعة، والمراقبة، والتدقيق”، مدللاً على ذلك بأن “الاستخبارات فككت ثلاث عوائل عراقية تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق تعد ممراً آمنا للتنظيم”.

وتابع أبو رغيف لـ “أخبار الآن”: “هناك مناطق قد يحاول أن يعمل التنظيم على تنفيذ عمليات فيها خصوصا في العمق السوري، ومنها الحسكة ودير الزور؛ حيث تتحدث المعلومات الاستخباراتية التكهنية عن أن هناك أكثر من 7000 مقاتل يتوزعون على شكل أفراد وجماعات”.

وأوضح أن “التمدد يشهد توسعا في سوريا ولكن في العراق لا وجود للتنظيم سوى تمدد ظاهري، وأن هناك أشخاص توزعوا وانصهروا في العائلات ويوميا يتم إلقاء القبض عليهم”.
وتابع: “الداخل العراقي متماسك ومسيطر على التنظيم ولا ينقضي يوما إلا وتقوم الأجهزة الامنية بدك التنظيم”.، لكنه اعتبر أن “الخطر الداهم عند بادية الشام ودير الزور؛ حيث يقوم التنظيم عمليا بمحاولة التماسك مجدداً، وبالتالي يجب أن تتم عمليات تعاون أمن دولي لمواجهته”.

ووفق مراقبين، فإن توجيه الضربات إلى تنظيم داعش الإرهابي لم يكن يعني أن خطر التنظيم المتطرف قد انتهى، إذا ما كان قادراً على تحريك عناصره في بعض المناطق التي قضي عليه فيها، خصوصاً في محافظات مثل حلب وإدلب ودير الزور والرقة، بهدف الاتصال بشبكاته في العراق لوجستيا وبالتالي السيطرة على المناطق الفاصلة ما بين سوريا والعراق، الأمر الذي يمكنه من السيطرة على عدة مناطق وممرات رئيسية في البلدين، وتنفيذ عمليات إرهابية متواصلة تجعل مختلف تلك المناطق تحت حكمه.

يشار إلى أن الجيش الأمريكي أكد أنه شن غارة جوية ضد قياديين في تنظيم القاعدة في شمال غربي سوريا، بضربة أسفرت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 14 متشددا، بينهم 6 قياديين، وفق القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” التي قالت إن “القوات الأمريكية شنت ضربة استهدفت مجموعة من كبار مسؤولي تنظيم القاعدة في سوريا كانوا مجتمعين بالقرب من إدلب”.

ووصفت القيادة هذه الضربة بأنها جاءت للقضاء على هؤلاء القياديين في تنظيم القاعدة في سوريا من خلال تقليل قدرة التنظيم الإرهابي على تخطيط وتنفيذ هجمات تهدد المواطنين الأمريكيين وشركاءنا والمدنيين الأبرياء هناك.