أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (لوموند)

بدأت الحقائق التي حجبت عن برنامج الأسلحة الكيميائية السوري ، ما سمح للنظام بالإفلات من التزاماته تجاه المجتمع الدولي في هذا المجال ، بدأت بالتكشف شيئاً فشيئاً، إذ قدمت منظمتان غير حكوميتين لمكافحة الإفلات من العقاب في الصراع السوري، وهما مبادرة عدالة المجتمع المفتوح والأرشيف السوري، يوم الاثنين، 19 أكتوبر/ تشرين الأول، إلى عدة هيئات تحقيق وطنية ودولية، تقريراً معمقاً وبدقة غير مسبوقة حول كيفية تشغيل هذا البرنامج الذي تسبب بمقتل مئات المدنيين منذ عام 2011.

التقرير عبارة عن وثيقة مكونة من 90 صفحة، حصلت على نسخة حصرية منها كل من صحيفة ” لوموند” الفرنسية وواشنطن بوست وفاينانشيال تايمز وتزويد دويتشه تسايتونغ ، وهو يكشف كيف تلاعبت السلطات في دمشق بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، إذ تعتقد الأخيرة أن النظام قام بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية.

يستند التقرير إلى تحليل المصادر المفتوحة، واستخدام البيانات المستمدة من سجلات الأمم المتحدة ، وقبل كل شيء على شهادات حوالي خمسين مسؤولاً سورياً انشقوا في السنوات الأخيرة، تم توظيف معظمهم من قبل مركز الدراسات والبحوث العلمية (CERS) ، وهو الوكالة الحكومية المسؤولة عن تطوير الأسلحة السورية التقليدية وغير التقليدية، حيث تعطي كلماتهم قيمة خاصة في التقرير.

تصوّر هذه المصادر الهندسة المعمارية،  غير المعروفة حتى ذلك الحين ، لهذا المجمع الصناعي العسكري وتصف الحيل التي نشرتها القوة السورية لتضليل محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والحفاظ على القدرة الهجومية في المجال الكيميائي , من خلال نقل جزء من مخزون الأسلحة والمواد الفتاكة الى قواعد الحرس الجمهوري ( وحدة النخبة التابعة للنظام) , المطاردة والسجن ، وفي بعض الحالات ، التخلص من الموظفين المشتبه فيهم , وإنشاء شبكة سرية لاستيراد المنتجات التي تدخل في تكوين مواد الأعصاب مثل السارين.

وليل 25 سبتمبر (أيلول) 2013 قبل 5 أيام من وصول محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا، نقل مخزون الأسلحة الكيميائية من مركز البحوث في جمرايا في ضواحي دمشق الشمالية إلى مستودعات في قاعدة تابعة للفرقة 105 في الحرس الجمهوري على بعد بضعة كيلومترات، كما ذكرت صحيفة ” لوموند”..

وتابعت أنه بعد نقل مخزون الأسلحة الكيميائية من مستودعات مركز البحوث إلى الحرس الجمهوري فقد أثره ، ووفقاً للتقرير جرت عمليات تنظيف أخرى من هذا النوع في الفترة نفسها. وتعرض مركز البحوث المذكور لسلسلة غارات أمريكية وفرنسية وإسرائيلية بعد الهجوم على خان شيخون, ثم دوما في 2018 ، بحسب الصحيفة الفرنسية.

أضافت أن النظام السوري تمكن من مقاومة هذه الضربات، ناقلة عن المحققين أن برنامج الأسلحة الكيميائية السوري لا يزال عملانياً. وأورد التقرير أيضاً: “تبين للمحققين بين عامي 2014 و2018 أن 69 فئة من سلع خاضعة للعقوبات تم تصديرها إلى سوريا، ومصدرها 39 بلداً مختلفاً، منها 15 بلداً أوروبياً.