أخبار الآن | طنجة – المغرب (تطبيق خبّر)

في الرابعة فجراً من كل يوم، ينطلق تاجر الخضار المغربي جميل الحمري من منزله باتجاه سوق الجملة في منطقة بني مكادة بمدينة طنجة. عشر سنوات مرت منذ امتهن الحمري تجارة الخضروات وبدأ رحلته اليومية هذه، إلا أنه ومنذ يوم السبت 10 أكتوبر2020، غيّر وجهته صوب منطقة الحرارين حيث افتتح سوق الجملة للخضر والفواكه الجديد والأكبر بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

 

جميل الحمري الذي ينحدر من جماعة سيدي اليماني قبائل جبالة، شرح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور يوميات عمله. فبعد وصوله السوق، يستقبل بضاعته التي يتم تحميلها من القرى الفلاحية بضواحي مدينتي طنجة وبركان، فيشرع في أداء واجبات السوق للمشرفين عليه، بعدها يحصل على مكان لتفريغ الحمولة ومكان آخر لعرضها حيث يجتمع حوله تجار التقسيط لشراء كميات متباينة من الخضر والفواكه بقيمة مالية يحددها بناء على قيمة الشراء وواجبات النقل والسوق مع هامش ربح إضافي لا يتجاوز 10 في المئة. وينتهي يوم الحمري على الساعة التاسعة صباحاً، فتجده أمام شباك التجار ينتظر دوره للتصريح بإجمالي المبيعات.

وأشار جميل إلى أن قرار سلطات طنجة توقيف العمل بالسوق السابق الكائن بشارع القدس بني مكادة وافتتاح السوق بالحرارين طريق البحرين، قد سهّل من عمله اليومي كثيراً. وأوضح لمراسل “تطبيق خبّر” أن ظروفاً صعبة وتحديات كانت تحكم عملهم كتجار في السوق القديم بسبب الازدحام وضعف الأليات خلال جميع المراحل التي تمر منها الشاحنات بدءا بمرحلة التفريغ أو الشحن أو خلال مرحلة وزن الحمولة.

وأبدى الحمري تفاؤله بسبب توفر سوق الجملة الجديد للخضر والفواكه على مواصفات تحترم معايير السلامة الصحية، التي من شأنها ضمان جودة السلع والمنتوجات الموجهة للأسواق الداخلية للمدينة والنواحي وتوفير حاجياتها. واعتبر أن الاعتماد على الوسائل التقنية الحديثة في مراقبة الولوج إلى السوق سيساهم في التقليل من مظاهر المضاربات التي كانت تؤثر على قيمة المنتوجات. والأهم برأيه، أنه سيساهم في رفع المداخيل المالية للجماعة وخلق فرص عمل جديدة.

ومن المنتظر أن يوفر السوق أكثر من 200 فرصة عمل جديدة بشكل مباشر، وأخرى غير مباشرة. كما سيزيد من قدرة إنتاجية السوق بما يوفر حاجيات الساكنة ويساهم في خلق فرص عمل لدى تجار التقسيط، الشيء ما سيخفف الأثار الاقتصادية التي فرضها توقف بعض الأنشطة الاقتصادية.

وقد شيّد سوق الجملة للخضر والفواكه الجديد على مساحة تصل إلى 11 هكتاراً، بتكلفة إجمالية بلغت 124 مليون درهم مغربي (ما يعادل 134 ألف دولار أمريكي). ويعتبر السوق الأكبر على المستوى الجهوي، إذ يضم 32 مربعاً للبيع، وأرصفة ومسارات خاصة بإفراغ وشحن البضائع بالتقسيط، وأيضا فضاء مغطى للصناديق الفارغة، وأرصفة خاصة لبيع السلع في الشاحنات، ووحدات تبريد وتخزين السلع، ومرافق صحية. كما يضم مجموعة من المرافق الخدماتية كالمطاعم والمقاهي، وفضاءات لإيواء سائقي الشاحنات وغيرها.

كما يعد مرفق السوق هذا من الجيل الثالث لأسواق الجملة، بتوفره على مواصفات تقنية عصرية نموذجية سواء من حيث البناء والتجهيزات أو المرافق المحدثة والملحقة بالسوق والتي تستجيب لمعايير السلامة الصحية، وضمان جودة السلع والمنتوجات الموجهة للأسواق الداخلية للمدينة والنواحي. ولتجويد الخدمة العمومية للمرتفقين، تم اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة في مراقبة الولوج إلى السوق وعمليات البيع والتوزيع.

وتم إنجاز هذا السوق في إطار برنامج طنجة الكبرى بشراكة بين ولاية طنجة تطوان الحسيمة، والجماعة الحضرية لطنجة، ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، وبتمويل من طرف الجماعة الحضرية لمدينة طنجة.