أخبار الآن | تقرت – الجزائر (تطبيق خبّر)

في ظل غياب دور ومراكز ثقافية بمدينة تقرت جنوبي الجزائر، أطلق مجموعة من الكتاب والأدباء عدة مبادرات ثقافية تهدف لتنشيط الفعل الثقافي المحلي، والتنقيب عن المبدعين المغمورين وتشجيع القراءة الجماعية. وكانت مبادرة “مكتبة في كل مقهى” اواحدة من أهم هذه الروافد الثقافية بالمدينة.

 

مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، أفاد أن غياب دور الثقافة والسينما والمسرح بالمدينة، جعل نقل الأنشطة الثقافية إلى المقاهي حلماً قديماً كان يراود مثقفي المدينة. من بين هؤلاء، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين بتقرت الشاعر محمد الأخضر سعداوي المشرف على المبادرة. وهو أوضح لمراسل “تطبيق خبّر” أن حلم نقل النشاط الثقافي إلى المقاهي الشعبية قديم، وتحقق مع الانطلاقة من مقهى شيحاني وسط المدينة، تكريما لصاحبه الذي كان يحب الثقافة والفنون، لكنه رحل عن الدنيا قبل أن يرى تجسيد هذا الحلم.

تقوم مبادرة “مكتبة في كل مقهى” على الاتفاق مع صاحب مقهى شعبي معين في المدينة لاستضافة مجموعة من المثقفين والقراء ورواد المقهى، ويساهم كل فرد منهم بمجموعة من الكتب. وفي المقهى، تلتقي المجموعة لقراءة بعض النصوص ومناقشة مواضيع بعض الكتب، خلال احتساء الشاي والقهوة. بعد ذلك يتم التبرع بالكتب للمقهى وتوضع في رف لتبقى في خدمة زبائنه، لتضيف جواً ثقافياً لم تشهده المقاهي في الجزائر من قبل.

خلفت هذه المبادرة صدى واسعاً لدى أصحاب المقاهي في تقرت، حيث سارعوا باستضافة هذه المجموعة، إذ وصلت المبادرة لحد الآن إلى 8 مقاهي. وقد صحبها بعض الجلسات الفنية من شعر ومونولوج وغناء وعزف لإضفاء جو أدبي وفني مميز، وإعطاء الفرصة للفنانين المحليين لإبراز فنهم، في جلسات فنية تجاوز عددها 15 جلسة، وسط تفاجيء أصحاب المبادرة بالعدد الكبير من الجمهور الذي يحضر هذه الجلسات.

وبالرغم من قلة الإمكانيات وغياب الدعم، يسعى مثقفو مدينة تقرت للتواصل مباشرة مع الجمهور، وتنشيط الساحة الثقافية في المدينة  والمدن المجاورة. إذ تعتمد هذه المبادرات على تبرع المشاركين، لخلق جو ثقافي في معظم مقاهي المدينة وإعطاء فرصة للمبدعين الشباب الذين لا يجدون فضاءات ثقافية لإبراز مواهبهم في الرسم والشعر والمسرح والغناء.