أخبار الآن | الجديدة – سوريا (تطبيق خبِّر) 

لم يكد السوريون يصحون من هول الحرائق التي ضربت عدة محافظات بداية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي حتى هاجمتهم موجة حرائق جديدة بدأت صباح التاسع من شهر تشرين الأول /أكتوبر الحالي.

التهمت النيران آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، في مناطق بانياس وجبلة وجبل البسيط ووادي قنديل وسد بللوران والقرداحة وصافيتا ومشتى الحلو وجبل العرين وجبل الأربعين وغيرها من القرى والأرياف.

المزارع جمال “أبو ابراهيم” من قرية الجديدة التابعة لناحية كلماخو في منطقة القرداحة بريف اللاذقية زود مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في دمشق “علي ديب” بصور وفيديو من الحرائق التي اندلعت في أراضي قريته صباح الجمعة 9/10/2010.

 

أبو ابراهيم تحدث بالتفصيل عما حدث. قال إنه الأهالي شاهدوا بداية الحرائق وهي تندلع تمام الساعة الثانية فجراً وقد انتشرت بسرعة كثيفة في مزارع الليمون والزيتون نتيجة الرياح وجفاف الأراضي الزراعية بسبب انخفاض الرطوبة وعدم هطول أمطار.

أضاف أن الأهالي حاولوا إطفاء الحرائق بالوسائل المتاحة لديهم دون جدوى. وقد وصلت إلى المنازل وأدت لاحتراق خمسة منازل بالكامل وتهجير عدد كبير من أهالي القرية وهو الحال ذاته في مناطق وقرى أخرى اندلعت بها الحرائق. كما توفي شخصان في قرية سد بللوران وهما يحاولان إخماد الحريق الذي وصل إلى منزليهما، فيما تهجر غالبية سكان القرية. واحترقت مساحات كبيرة من أراضي جبل البسيط، فضلاً عن الأكواخ السياحية المنتشرة على شواطئ البسيط ووادي قنديل في اللاذقية.

النيران تضرب من جديد في سوريا وتأكل الأخضر واليابس

 

المزارع أبو ابراهيم تحدث عن خسائر بملايين الليرات، عدا ما خسره من أراضي مزروعة بالليمون والزيتون. فقد اشترى شبكة ري بالتنقيط بتكلفة مليون ليرة سورية (حوالى 1954 دولار)، وقام بتمديدها في أرضه على أمل جني محصول حمضيات جيد في هذا العام، لكن الحرائق ذهبت بالشبكة وبالأشجار والموسم.

عدد من أهالي القرى التي اندلعت بها النيران اعتبروا أن الحرائق بفعل فاعل، وهي مقصودة لتدمير الاقتصاد إذ اندلع حوالي 78 حريقاً في ذات التوقيت, وهو الفجر وبمناطق متباعدة ما يبعد شبهة اندلاع الحريق بسبب ارتفاع دراجات الحرارة. كما أن الحرائق استمرت في الاشتعال في مناطق متفرقة وقرى أخرى بالتزامن مع استنفار فرق الإطفاء والدفاع المدني والمروحيات لإخمادها بالتعاون مع أهالي القرى والمناطق. هو ما أشار إليه أيضاً، الخبير الجوي وأستاذ علم المناخ الدكتور رياض قره فلاح  موضحاً أن ذلك جعل وصول رجال الإطفاء إليها كلها صعب. ولفت إلى أن الحرائق حدثت قبل يوم واحد من تحول الرياح إلى شرقية جافة ما جعل الرطوبة في المناطق الساحلية منخفضة دون 25%. وهذا ما اعتبره مؤشرات إلى أن من قام بإشعال الحرائق هم أشخاص على دراية جيدة بأحوال الطقس والتغيرات الجوية التي تساعد فيها الرياح على انتشار الحرائق بشكل كثيف.

النيران تضرب من جديد في سوريا وتأكل الأخضر واليابس

 

كارثة نزلت بقرية”الجديدة”. هكذا وصف المزارع أبو ابراهيم بحرقة ما حدث بقريته التي اشتعلت فيها النيران فأكلت الأخضر واليابس، في الوقت الذي كان الأهالي ينتظرون فيه قطاف موسمي الحمضيات والزيتون لتأمين أرزاقهم إذ أنها مصدر دخلهم الرئيس.

النيران تضرب من جديد في سوريا وتأكل الأخضر واليابس

 

“شو يلي ناطرنا ما منعرف بس منقول الله يجيرنا من الأعظم”، بهذه الكلمات ختم المزارع أبو ابراهيم حديثه لمراسل التطبيق.