أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (Lizzie Porter, Prospect Magazine)

بعد ان كان حزب الله من أكثر الحركات شعبية في الوطن العربي، بات اليوم من أكثر التنظيمات كرهاً لدى شعوب المنطقة ومصنفاً كمنظمة إرهابية في عدة دول في أنحاء العالم، فكيف تحول في أعين الشعوب من “المقاومة” .. إلى الإرهاب والطائفية؟

الكاتبة ليزي بورتر تجيب عن هذا التساؤل في مقالة لها بمجلة “Prospect” بالقول ان أفعال حزب الله في السابق كانت تحظى بالاحترام في الشرق الأوسط كقوة “تتحدى” إسرائيل، الا انها ومنذ تدخلت في سوريا تغير رأي الكثيرين فيها.

وأجرت ليزي عدة مقابلات مع شبان وشابات لبنانيين وسوريين وحتى فلسطينيين حول موقفهم من حزب الله سواء قبل الأزمة السورية او بعدها، حيث أكدوا ان الحزب أظهر وجهه الحقيقي منذ دخوله الى سوريا، من حيث الطائفية والعنصرية وصولا الى الاتجار بالمخدرات وحتى البشر!.

مقاتلو حزب الله في سوريا يواجهون اضطرابات نفسية وغسل للدماغ

الشاب اللبناني جواد – وهو اسم مستعار –  قال ان شقيقه وهو عنصر في حزب الله كان أكثر شخص عرفه يمزح ويضحك، واصفا إياه بـ”روح المنزل” ، الا انه وبعد انخراطه في اعمال حزب الله القتالية في سوريا تغير واصبح منغلقا على نفسه مكتئبا، قبل ان يقتل في احدى المعارك بسوريا.

وخلال مشاركته في معارك حزب الله في سوريا ، أصبح شقيق جواد أكثر عزلة، وبعد شهور من العمل في سوريا ، كان ينغلق على  نفسه خلال فترات الراحة القصيرة التي قضاها في المنزل، حيث تابع جواد: “كلما كان جزءًا من حزب الله ، أصبح أكثر انغلاقًا”، فقد كان من الغريب جدًا بالنسبة لي أن أرى هذا التحول يأخذ أخي من كونه شخصًا ممتعًا إلى شخص غامض وسري، فكرت، ماذا فعلوا به؟ ماذا اختبر؟ ولم أحصل على هذه الإجابات أبدًا لأنه كان سيرفض التحدث “..

دخول حزب الله على سوريا فاقم حدة الأزمة

وعلى الرغم من تلاشيها من شاشات التلفزيون الغربية ، إلا أن الحرب السورية ستكمل 10 سنوات بحلول مارس القادم، وبحسب خبراء فانها ستستمر لمدة طويلة، حيث أودت بحياة مئات الآلاف وأجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم، بالإضافة الى انها  زعزعت استقرار المنطقة وخلقت تحديات هائلة للحكومات التي تتعامل مع اللاجئين.

ومع سيطرة مقاتلي تنظيم داعش على عناوين الأخبار، لا يزال دور حزب الله في الصراع السوري قيد الدراسة،  الا انه وبدون تدخلها المسلح في سوريا  فمن غير المرجح أن نظام الأسد كان سينجو.

وقاد حزب الله عدة قوات مدعومة من إيران ومن العراق وأفغانستان وباكستان ، والتي تقاتل عبر الحدود العراقية السورية، ربما لم تكن انتهاكات الحزب للقانون الإنساني في النزاع مروعة بشكل علني مثل تلك التي ارتكبها تنظيم داعش، لكنها حقيقية، وبالاقتران مع دعم الحزب لنظام الأسد ، الأمر الذي أدى إلى نفور العديد من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين المتعاطفين سابقًا.

حزب الله تأسس كمجموعة عسكرية.. تحولت الى قوة سياسية تسيطر على لبنان

تم تشكيل حزب الله في سهل البقاع شرقي لبنان رداً على الغزو الإسرائيلي عام 1982، ومنذ البداية ، كانت المجموعة مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني ، القوة العسكرية التي أنشأها المرشد الأعلى الإيراني السابق الخميني بعد ثورة 1979، ومنذ ذلك الحين تطور الفصيل إلى آلة سياسية، وهو أحد الأحزاب الشيعية الرئيسية في النظام السياسي الطائفي في لبنان ويضم 13 نائباً في الوقت الحالي، كما أن لديه شبكة خدمات اجتماعية واسعة تشمل المدارس والمساجد وغيرها.

وكان أهم اسباب استمرار وجوده هو أن يكون قوة مقاتلة، فيما خاضت كتائبه المسلحة حروبًا متعددة مع إسرائيل، كما طور معسكرات تدريب ومستودعات أسلحة داخل سوريا بإذن من دمشق، حتى قبل اندلاع الصراع هناك، وحديثا تم تصنيف حزب الله على نطاق واسع كمنظمة إرهابية، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول عربية وغربية.

ضعف الدولة اللبنانية سهل على الحزب الانخراط في سوريا

وجاء تدخل حزب الله في سوريا دون موافقة رسمية من الدولة اللبنانية، فحزب الله وحلفاؤه في بعض الأحزاب اللبنانية، تولى مناصب وزارية طوال هذا الوقت، حيث أصبح منظمة شبه عسكرية تابعة للدولة، وعلى الرغم من أن السياسة الرسمية لبيروت هي “النأي بالنفس” عن الصراعات الإقليمية، بما في ذلك سوريا، فإن الدولة اللبنانية الضعيفة لم تفعل الكثير لمنع مقاتلي حزب الله من عبور الحدود.

بالنسبة للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإن حزب الله الذي يقاتل إلى جانب نظام الأسد – المتهم بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الهجمات بالأسلحة الكيماوية – قد شوه صورته المزروعة على أنه “مقاومة” تتحدى إسرائيل.

صورة “براقة” لحزب الله قبل تدخله في سوريا

قبل الحرب ، قبل العديد من السوريين هذه الرواية، حيث قال غيث الحلاق البالغ من العمر 35 عامًا ، والذي تحدث مع الكاتبة ليزي بورتر من مكان سكنه الحالي شمالي إيطاليا حيث فر بعد تجنيده في الجيش السوري، إنه يتذكر كيف كانت صور قادة حزب الله منتشرة في كل مكان في سوريا خلال طفولته، مضيفا انه في بعض الأحيان، كانت صور عائلة الأسد الى جانب حسن نصر الله، زعيم حزب الله، حيث قال غيث: “أعتقد أن الذروة كانت في عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، مما أعطى حزب الله شعبية كبيرة”.

كما أعرب الكثير من الفلسطينيين عن إعجابهم بمعارك حزب الله ضد إسرائيل، حيث أوضحت مروة فطافطة ، الناشطة والباحثة الفلسطينية: “أتذكر أننا كنا ملتصقين بالتلفزيون الناطق باسم حزب الله على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع”، حيث “شعر الفلسطينيون بالارتياح والسعادة لدرجة أنه كان هناك أخيرًا احد قادر على الوقوف في وجه إسرائيل وحماية أرضها باستخدام المقاومة المسلحة.”

التغير في الموقف من حزب الله بدأ من عام 2008

سرعان ما بدأت الآراء حول حزب الله في جميع أنحاء المنطقة تتغير، ففي المقابلات الـ 19 التي أجرتها الكاتبة ليزي بورتر ونشرتها في بمجلة “Prospect”، وصف سوريون ولبنانيون وفلسطينيون مشاعر القلق المتزايدة تجاه الحزب – وأحيانًا ما قبل تدخله في سوريا.

في مايو 2008 ، استولى مقاتلو حزب الله على وسط بيروت بالقوة، بعد اقتراح من الحكومة اللبنانية للحد من شبكات الاتصالات الخاصة بهم، وفي ذلك الوقت، كان غيث الحلاق يشاهد الأحداث في العاصمة اللبنانية من حلب في شمال سوريا، حيث سيطروا على الشوارع والساحات ومنعوا الناس من الخروج ، قائلا: “بالنسبة لي ، كانت هذه نقطة التحول، حيث بدأت أرى الجانب الآخر من حزب الله”.

في بيروت، أكدت فتاة شيعية تدعى لمياء – اسم مستعار -، انها تتذكر في تلك الأحداث ان مسلحين تابعين للحزب أوقفوا السيارة التي كانت تستقلها برفقة شقيقتها، حيث اشارت الى ان الأمر كان مخيفًا للغاية ، مضيفة: “أعتقد أنه بعد ذلك أصبحوا خصومًا في لبنان بالنسبة لي، لم يؤذوني بشكل مباشر ، لكنهم شكلوا تهديدا كبيرا لي “.

تدخل حزب الله في سوريا بدأ بتقديم المشورة وانتهى بالقتال

بعد ثلاث سنوات، اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم العربي ، بما في ذلك في سوريا، فمع المظاهرات جاءت آمال الحرية وسيادة القانون والعدالة بعد سنوات من حكم الديكتاتوريين، لكن مع قيام قوات الأمن السورية بقمع الانتفاضات الشعبية في جميع أنحاء البلاد بالعنف ، بدأ حزب الله في تقديم المشورة لنظام الأسد، وسرعان ما أرسل مقاتليه للدعم.

وفي ربيع 2013 قاد الحزب عمليات عسكرية للاستيلاء على بلدة القصير التي تسيطر عليها المعارضة السورية، على الحدود السورية اللبنانية، وعلى الرغم من قوته العسكرية ، فإن بعض مقاتليه، مثل شقيق جواد ، قتلوا في المعركة، فيما لم يصدر حزب الله أي أرقام رسمية عن الضحايا ، لكن تقديرات مستقلة قدرت عدد القتلى من الحزب في سوريا بأكثر من 1100.

بدأت لمياء في رؤية النتائج على أرض الوطن، فيما أدت جنازات المقاتلين الذين قتلوا عبر الحدود إلى تطويق شوارع بأكملها بينما كانت المواكب تخيط في المدينة، حيث أوضحت: “فجأة كانت هناك مدافن جماعية ولم يعرف أحد بعد أنهم يقاتلون في سوريا، أتذكر أنني كنت أفكر ،” من أين يأتي كل هؤلاء الموتى؟ لا أفهم “.

حزب الله ألبس تدخله في سوريا رداء الطائفية

كانت حماية ضريح زينب الكبير في دمشق من المعارضين للأسد أحد الأسباب الرئيسية التي قدمها حزب الله لتدخله في سوريا، والذي وصفه بأنه “الدفاع المقدّس”، أما المبررات الأخرى هي حماية الشرق الأوسط والإسلام من إسرائيل والولايات المتحدة والطائفة السنية وغيرهم من الدول العربية والمناهضين لنظام الأسد.

وألقى الإعلام التابع لحزب الله باللوم على هذه الدول في تشكيل “مشروع تكفيري”، وخصوصا بما يتعلق بتنظيم داعش الإرهابي الذي كان في أوج نشاطه ويسيطر على مناطق من سوريا والعراق، حسب زعمه.

وبحسب الكاتبة ليزي بورتر في مقالتها بمجلة “Prospect” ، قال حسين، قائد وحدة في حزب الله، في إشارة إلى المعارضة السورية السنية: “نحن لا نحاربهم بسبب هويتهم ، لكننا نحارب مشروعهم الإسرائيلي الأمريكي، يقولون إننا من جئنا إلى أراضيهم ، لكننا في الواقع نحارب مشروعهم ، لا نحاربهم”.

لكن ليس كل الشيعة اللبنانيين مقتنعين بالأسباب الدينية للصراع، حيث يرى البعض أن حزب الله يستخدم التصنيف الطائفي لإسكات الانتقادات، فيما قالت لمياء “إنهم يستخدمون هذه الذريعة الدينية بقوة” ، مضيفة أن تفسيرات حزب الله للشيعة لا تمثل عقيدتها، مؤكدة انه إذا كنت لا توافق على سياسة حزب الله ، فأنت لا توافق على الإمام الحسين، وعلى الفور أنت لست مؤمنًا جيدًا، و لست شيعيًا صالحًا، وبالتالي لست مسلمًا جيدًا.”

بعد “انبهار” دام لسنوات.. سوريون يكتشفون الوجه الحقيقي لحزب الله

عبر الحدود ، انقلب موقف السوريين الذين كانوا معجبين بحزب الله،  من بينهم أحمد – اسم مستعار- ، الذي عاش تحت الحصار الذي فرضه حزب الله وقوات النظام السوري على بلدة مضايا الجبلية منذ قرابة عامين، حيث أكد من مكان اقامته في تركيا ، حيث فر بعد رفع الحصار في نيسان / أبريل 2017: “قبل الحرب كنت معهم تمامًا ، كنت أظن أنهم يقاتلون ضد القهر والظلم ، لكنهم ليسوا كذلك”،  فدور حزب الله في حصار مضايا تم توثيقه على نطاق واسع من قبل منظمات حقوق الإنسان، حيث قال تقرير صدر عام 2016 شارك في كتابته منظمتا أطباء من أجل حقوق الإنسان والجمعية الطبية السورية الأمريكية: “شددت الحكومة السورية وقوات حزب الله المتحالفة معها الحصار حول المدينة ، مما أدى إلى نزوح السكان إلى منطقة جغرافية أصغر من أي وقت مضى”.

الفلسطينيون خُدعوا بحزب الله لسنوات.. وبعد تدخله في سوريا ظهر وجهه الحقيقي

خيبة الأمل لا تقتصر على لبنان وسوريا، حيث قال عمر شعبان ، مدير مركز “بال ثينك” للدراسات الاستراتيجية ومقره قطاع غزة: “توقف العديد من الفلسطينيين عن دعم حزب الله. الأمر لا يتعلق بالشيعة أو السنة – بل أن حزب الله كان يساعد نظامًا لا يحبه الكثير من الفلسطينيين”.

فيما قالت مروة فطافطة إن تدخل حزب الله في سوريا جعل الكثير من الناس يتساءلون عمن تمثل الجماعة حقًا، فقد “كانت الحرب السورية اختبارًا حقيقيًا لفهم ما إذا كان هذا التضامن مع الفلسطينيين هو فعل حقيقي ، هل هو تضامن حقيقي مع قضية اجتماعية وسياسية عادلة؟ أم كان نوعًا من الخطاب الذي يساعد في دفع الأجندة السياسية لجهات فاعلة معينة ، ويخدم الدعاية الخاصة بهم ، ويضفي المزيد من الشرعية عليهم في عيون شعوبهم وفي عيون الآخرين ، مثل الفلسطينيين”.

تورط حزب الله في سوريا كشف عمق علاقته بالحرس الثوري الإيراني

لم يؤد تورط حزب الله في سوريا إلى تشويه سمعته فحسب، بل كشف عمق علاقاته مع أعلى مستويات قيادة الحرس الثوري الإيراني، حيث كان كبار قادة حزب الله يذهبون إلى دمشق إلى جانب القائد الإيراني القوي قاسم سليماني ، الذي اغتيل على يد الولايات المتحدة في يناير.

ويتذكر أعضاء حزب الله سليماني باعتزاز ، ولا يخفون إلى أي مدى كان هو صاحب القرار، في سوريا وحتى لبنان، حيث نفى مسؤول كبير في حزب الله التقى سليماني في سوريا أن يكون الجنرال قد أساء إلى الشعب السوري، حيث قال “السوريون قمعوا أنفسهم بهذه الحرب”.

علاقة حزب الله مع قوات النظام السوري.. ازدراء وانعدام الثقة

على عكس هذه الكلمات الدافئة عن القائد الإيراني، يتحدث مقاتلو حزب الله أحياناً بازدراء عن جيش نظام الأسد، حيث قال حسين ، قائد وحدة في حزب الله ، عن قوات النظام: “نحن نحترم قادتهم” ، لكنه وصف الجنود والرتب الصغيرة بأنهم ليسوا بشرًا ويبدو أنهم من عالم آخر، بينهم خونة. بعضهم قتل الكثير منا، أطلقوا النار علينا من الخلف عدة مرات بينما كنا نهاجم. وقد قتل عدد من مقاتلينا بسببهم “.

عدم الثقة متبادل، فحتى السوريون الذين يدعمون نظام الأسد ليسوا سعداء للغاية بشأن بقاء حزب الله، فالآن بعد أن تم استعادة الجزء الأكبر من البلاد من المعارضة، الا ان هناك عدد من قوات الحزب في سوريا لا تفعل أي شيء ، فيما  قال نوار شعبان ، المحلل المقيم في تركيا ان “هؤلاء المقاتلون يخلقون المشاكل في المناطق التي يتواجدون فيها ، ولا يتم الترحيب بهم، والآن السوريون الموالون للنظام لا يرون أن لحزب الله ضرورة في منطقتهم و لا يوجد دور فعلي له.

حزب الله تحول من “حامي الشعب” الى عدوه !

معارضة حزب الله تتعاظم في لبنان، فسمعته بين قاعدته التقليدية الداعمة للشيعة تعاني نتيجة الأزمة المالية المستمرة في البلاد، حيث فقدت الليرة اللبنانية أكثر من ثلاثة أرباع قيمتها منذ أكتوبر 2019 ، و على الرغم من عدم ثبوت مسؤوليته المباشرة ، فإن حزب الله هو المتهم الرئيسي بانفجار مرفأ بيروت ، الذي أودى بحياة ما يقرب من 200 شخص وتشريد مئات الآلاف، فالحزب جزء من النخبة السياسية في لبنان ، وعلى هذا النحو يُنظر إليه على أنه يتحمل بعض المسؤولية عن الإهمال العام والفساد الذي سمح بوجود آلاف الأطنان من المواد شديدة الانفجار المخزنة بشكل غير صحيح في الميناء لسنوات.

أعضاء حزب الله يتقاضون رواتبهم بالدولار .. بينما مناصروه يعانون من الأزمة

وبينما يتقاضى أعضاء حزب الله ومقاتلوه رواتب بالدولار الأمريكي، يتحمل أنصاره العاديون وطأة تدهور العملة اللبنانية إلى جانب الجميع، حيث قالت لمياء: “لا يتقاضى الموظفون غير المتفرغين رواتبهم بالدولار – حتى أنصار حزب الله – فهم يكافحون أيضا، ولم يعودوا حزب الشعب”.

حزب الله كوّن شبكة علاقات داخلية وخارجية لتأمين نفسه

على الأرض بنى حزب الله علاقات مع المهربين المحليين ورجال الأعمال والمجتمعات على طول الحدود السورية اللبنانية المليئة بالثغرات، ومن خلال إنشاء شبكته الأمنية الخاصة، فإن حزب الله يركز على تعزيز سيطرته كغاية في حد ذاتها، بالإضافة الى تقوية العلاقات مع الكيانات المحلية القوية في سوريا، فيما أوضح المحلل نوار شعبان ، أن حزب الله أمّن الآن وجوده لبضع سنوات ، أو حتى أكثر، وإذا نجحت هذه الاستراتيجية عسكريًا ، فمن المحتمل أن تكون على حساب الأرواح البشرية، موضحا وجهة نظره بالقول “انه  لاستهداف حزب الله في سوريا ، لا بد من استهداف مواقعه، اما الآن وبعد أن اعتمد حزب الله على الكيانات المحلية وتغلغله فيها فمن الصعب التفريق بين مواقعه ومواقع الكيانات المحلية، مشددا على ان هذا يخلق ارباكًا “شديد التعقيد وخطير جدًا”.

كتبت هذا المقال “Lizzie Porter” ونشرته مجلة “Prospect” تمت ترجمته ونشره بعد موافقة المجلة.