أخبار الآن | لبنان – foreignpolicy

نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ “التقسيم هو الحل الوحيد لمشاكل لبنان”، وقالت: “خلال قرن من الزمان هو عمر دولة لبنان التي تأسست عام 1920، عاشت البلاد حربين أهليتين، واحتلالين أجنبيين، ونكبات متنوعة آخرها انفجار مرفأ بيروت، وأصبحت الدولة على وشك الانهيار بسبب الفساد السياسي والنزاع على السلطة”.

ولفتت إلى أنّ “اللبنانيين المسيحيين والدروز والمسلمين السنة والشيعة، رفضوا مراراً التعايش المجتمعي، لدرجة أن الكثير من المواطنين بدأوا يتساءلون: لماذا يستمرون في العيش في كذبة الدولة؟”.

ورأت المجلّة الأمريكية أنّ “لبنان ارتكبَ خطأ فادحاً بالحفاظ على النظام الطائفي وفكرة المحاصصة في المناصب”.  فوفقاً لاتفاق الطائف عام 1989، يتولى منصب رئيس الجمهورية مسيحي ماروني، بينما يتولى منصب رئيس الوزراء مسلم سني، ويتولى منصب رئيس البرلمان مسلم شيعي.

وأشارت المجلة إلى أنه “مع مرور الوقت، سيطر حزب الله الإرهابي الموالي لإيران على الدولة اللبنانية، وحرمت هيمنته اللبنانيين من غير الشيعة من حقوقهم”، معتبرة أنّ “الوقت حان لإعادة النظر في هذا النظام والاعتماد على نظام الحكم الفيدرالي”.

ومع ذلك، فقد أكّدت “فورين بوليسي” أنّ “التقسيم خيار جاد، من شأنه أن يساعد في تجنب الأخطاء المتكررة التي ميزت لبنان إلى حد كبير خلال القرن الماضي”، مشيرة إلى أنه “عند إنشاء فرنسا الدولة في العام 1920 في جبال لبنان ذات الأغلبية المسيحية، وضمت لها مدن بيروت الساحلية ذات الأغلبية المسيحية الأرثوذكسية، وطرابلس وصيدا وصور ومناطقها النائية، التي كان معظمها من السنة، كانت ترى أن تقاسم السلطة على أساس طائفي من شأنه أن يخدم الجمهورية الجديدة على أفضل وجه”.

وجرى تخصيص مناصب محددة لجميع الطوائف الدينية الـ18 المعترف بها رسمياً، وقد خلقت في الواقع ديمقراطية فريدة قائمة على التوافقية، في محاولة للحفاظ على الاستقرار الداخلي بين النخب المسيحية والإسلامية للدولة المنشأة حديثاً.

ووفقاً للمجلة، فإنه “رغم أنّ المسيحيين وعدوا بالحفاظ على مسافة من الغرب، وتعهد المسلمون بالتخلي عن الارتباط بسوريا، إلا أن هذا لم يحدث في الواقع، فقد قامت دمشق بإضعاف كل المؤسسات السياسية والأمنية اللبنانية، بتشجيعها إنشاء ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، حتى أصبحت دولة داخل الدولة”.

وأوردت المجلة أنه “بعد انسحاب القوات السورية من لبنان في عام 2005، احتفظ حزب البعث التابع للرئيس السوري بشار الأسد بخبرائه الاستخباريين في لبنان الذين سيطروا على لبنان، وظهر ذلك عندما استغلت دمشق لبنان لتهريب السلع والغذاء عند اندلاع الثورة السورية، كما اعتمدت على حزب الله في الحرب والإرهاب”.

وقالت “فورين بوليسي” أنّ “قرناً هو وقت طويل جداً للتأكد من فشل بناء دولة في لبنان على أساس طائفي، وأن ما نتج خلال 100 عام من الإهمال والجشع كان تناقضات هائلة، حيث كان الفقر النسبي والثراء الفاحش موجودين جنباً إلى جنب. فعلى سبيل المثال، عندما زادت البطالة الوظيفية، وسرعان ما تم تمويهها من خلال الفساد الطائفي، حيث قدم رؤساء الأحزاب وغيرهم من سماسرة السلطة تبرعات مالية سخية لخنق الاضطرابات الاجتماعية”.

إلى ذلك، رأى الصحافي اللبناني سليم بدوي أنّ “الميثاق الوطني لعام 1943 قد مات، كما أنه لم تعد اتفاقيات الطائف قابلة للتطبيق”، موضحاً أنّ “الشيعة اللبنانيين يطالبون الآن علناً باتفاقية دستورية جديدة لتقاسم السلطة ترعاها إيران”، مؤكداً أن “هذا سيؤدي إلى سيطرة الشيعة واختفاء لبنان”.

ففي أعقاب انتخابات 2018، ونجاح تحالف حزب الله والرئيس اللبناني ميشيل عون، ابتهج الحزب بالنتائج كثيراً، ونشر ناشطون شيعة مقاطع فيديو على موقع يوتيوب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي يثنون على حزب الله، ويقولون إن الوقت قد حان لحكم لبنان.

وحتى عندما طالب قادة الحزب أعضاءه من تخفيف حدة هذا الخطاب، تكررت الهتافات “شيعية ، شيعية ، شيعية” في أعقاب انتفاضات أكتوبر/تشرين الأول 2019 التي شارك فيها نحو 2 مليون متظاهر في وسط بيروت. وحينها، قام الحزب بمهاجمة المتظاهرين والاعتداء عليهم.

وإزاء ذلك، قرر بعض اللبنانيين الحديث عن الفيدرالية كخيار لضمان سلامتهم على المدى الطويل، على الرغم من عدم وضوح كيفية عمل ذلك في مجتمع طائفي مثل لبنان، خصوصاً بعد معارضة حزب الله لهذه الفكرة. ويتساءل الكثيرون عما إذا كان اللبنانيون يستطيعون البقاء تحت رحمة أسلحة حزب الله التي تفرض سيطرة الأقلية الشيعية على جميع الطوائف الأخرى.

واعتبرت “فورين بوليسي” أنّ “التقسيم خيار جاد، ومن شأنه أن يساعد في تجنب الأخطاء المتكررة التي ميزت لبنان إلى حد كبير خلال القرن الماضي”، مشيرة إلى أنه “من الواضح تماماً أنه بينما يشترك اللبنانيون في السمات المشتركة، إلا أنهم لا يستطيعون الاتفاق على الحريات السياسية والاجتماعية الأساسية، والتي لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال ميثاق سياسي جديد”.

عروس بيروت تروي قصتها لأخبار الآن ثواني غيرت مسار يوم العمر

حفل زفافٍ في بيروت، توّج بدماء وقتلى وجرحى، ولكن لحسن الحظ العريسين لم يصيبهما شيء. إسراء السبلاني، أو كما عُرفت “عروس بيروت” هي طبيبة لبنانية تسعى لإكمال دراستها في الولايات المتحدة، قررت العودة إلى لبنان لعقد حفل زواجها على أحمد صبيح، ولكن شاءت الأقدار أن يتزامن يوم العمر مع ثاني أكبر انفجار هز العالم بأسره، انفجار مرفأ بيروت.