أخبار الآن | القبيطة – اليمن (تطبيق خبِّر)

بعزيمة وإرادة كبيرين، دشن أبناء مناطق مديرية القبيطة الواقعة بين محافظتي تعز ولحج اليمنيتين، جهودهم الذاتية لشق طريق في أحد جبال المديرية.

 

وجاءت فكرة المبادرة الذاتية لأهالي القبيطة، لشق طريق في جبل شرار وربطها بمنطقتي ثوجان والرماء، بعد أن لقي الكثير من أبناء المنطقة مصرعهم أثناء سلوكهم مسارات وعرة للوصول، وكذلك للتجاهل التام من قبل السلطات المحلية في محافظة لحج، التي تتبعها المديرية إدارياً، ومعها المنظمات الداعمة لمناشداتهم ومطالباتهم بتنفيذ مشروع شق الطريق.

الدكتور ياسين عبد العليم القباطي، أحد أبناء المديرية، ومدير مركز علاج الأمراض الجلدية، أوضح في تصريح للمراسل الميداني لـ”تطبيق خبِّر” في اليمن “عمر يعقوب” أن أبناء المنطقة اليوم يصارعون الصخور ليشقوا طريقا يوصلهم بالحياة الطبيعية التي يعيشها الجميع”.

اليمن.. أبناء القبيطة يصارعون الصخور لشق طريق يوصلهم بالحياة

 

وأضاف القباطي: “موقف مؤلم أن نرى نساءً وأطفالاً وشيوخاً تقطعت بهم السُبل فنتركهم يكتوون بصعاب الحيرة والندم، فكل يوم نشهد بحزن، رجال وشباب وفتيات وأطفال وهم یحملون موادهم التموینیة والغذائیة علی رؤوسهم وعلی ظهور الحمیر في مسلسل درامی لم ینتهی بعد”.

واختتم القباطي حديثه بأن كل ذلك ولّد لدى أبناء المنطقة شعوراً بأنهم ليسوا مواطنين يمنيين، ولم يعدوا يملكون أي أمل فی حکومات أو منظمات غابت عنها کل القیم بل تجاهلت حیاة التعب والانهاك التي یعاني منها المواطن الضعیف”.

اليمن.. أبناء القبيطة يصارعون الصخور لشق طريق يوصلهم بالحياة

 

ويشارك في المبادرة التي تهدف إلى شق طريق بمسافة 1600 متر، لربط منطقة شرار بنقيل منطقة ثوجان والرماء، بما يخدم أكثر من 1250 شخصاً، أبناء المنطقة بمختلف شرائحهم، رجال، ونساء، وأطفال وشيوخ، ووجهاء، وبدعم ذاتي ومن فاعلي الخير.

كما دشن ناشطون مجتمعيون من أبناء المنطقة بالتزامن مع انطلاق المبادرة حملة خيرية، عبر فتح حسابات في عدد من المصارف لدعم المبادرة، مناشدين جميع فاعلي الخير للوقوف معهم ومساندتهم بالمال.

اليمن.. أبناء القبيطة يصارعون الصخور لشق طريق يوصلهم بالحياة

 

ويعكس هذا التلاحم والتكاتف الأخوي عظمة وقوة الإرادة التي يتمتع بها أهالي المنطقة، الذين لم يستسلموا للتجاهل والحرمان الذي طالهم، في حين يتوقع لمثل هكذا مبادرات طوعية أن تبثّ روح الأمل وتزرع العزيمة لدى أبناء العديد من المناطق الذين لازالوا في طي النسيان، ومحرومون من أبسط مقومات الحياة.