أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (تطبيق خبِّر)

حرائق بالجملة والمفرق ضربت مناطق عدة في سوريا ليصبح صيف العام 2020 هو الأقسى والأشد لهيباً على السوريين فرفعوا الأيدي يطلبون الغيث بهطول الأمطار لعلها توقف استعار النار الجنوني في جبالهم وأراضيهم وصولاً إلى منازلهم.

 

وأصبح هاشتاغ #سوريا_تحترق هو الأكثر تفاعلاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء اندلاع الحرائق في بداية شهر أيلول الحالي.

مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في دمشق “علي ديب” تواصل مع عدد من أبناء منطقة مصياف التي أتت النيران على جبالها.

الشاب “حيدر عيد” من أبناء قرية الشميسة في منطقة مصياف ذكر أن الحرائق اندلعت عند الساعة الـ 12 ظهراً من يوم 3 أيلول والبداية كانت من قريتي البيرة وعين البيضا.

لتمتد الحرائق في اليوم التالي في جبال “الملزق” لتصل إلى أعلى الجبال عند مقام الشيخ زيتون، وفي قرى الشميسة والمجوي.

وأضاف الشاب حيدر عيد أن محاولات اطفاء الحرائق بدأت منذ اليوم الأول بالتعاون ما بين أهالي القرى وفوج الإطفاء وقوات الدفاع المدني وبمؤازرة من وحدات للجيش السوري، بالإضافة لإرسال حوامات لإطفاء الحرائق.

ولكن كلما تمكنوا من إطفاء النيران في الجبال، تعود لتندلع في أحراش أخرى من الجبال حتى وصلت إلى الأراضي الزراعية والمزروعة بأشجار الزيتون والتين والعنب.

سوريا.. الحرائق أتت على جبال مصياف وصلنفة وشردت الأهالي

 

وفي اليوم الرابع انتشرت الحرائق في الجبال المطلة على قرى المجوي والنهضة ومنها إلى قرى عين الشمس وعين حلاقيم وحزور، وجميعها قرى في ريف مصياف الغربي.

وفي قرية حزور وصلت النيران إلى المنازل الملاصقة للجبل، فاضطر السكان إلى النزوح من منازلهم وكذلك الأمر في قرى الشميسة والمجوي، فمنهم من نزح إلى مدينة مصياف، والبعض الأخر إلى قرى مشتى الحلو القريبة منهم.

ومن لم تصل النار إلى منزله فقد أجبر على الرحيل من منزله بسبب الدخان الكثيف وسحب الرماد المتطايرة التي غطت القرى.

وأشار عيد إلى أن سيطرة الأهالي بالتعاون مع الجهات الحكومية على النيران لم تحصل إلا في اليوم الثامن لاندلاعها، مع استمرار رجال الإطفاء والدفاع المدني بالتمركز في الجبال لاتخاذ الحيطة والحذر من عودة النيران للاشتعال.

حيث أن أسباب الحرائق مجهولة حتى الآن مع ترجيح أن تكون مفتعلة بحسب ما يتداوله الأهالي، وذلك كون كل سيطرة جرت على الحرائق كان يتلوها اندلاع حريق في منطقة أخرى وبشكل سريع.

ومما يذكره الأهالي بأن أسباب الحرائق في هذه الجبال عادة ما تكون بسبب أعمال التفحيم أي لإنتاج الفحم المستخدم للشواء وللأراكيل، لكونه يدر أرباحاً جيدة.

سوريا.. الحرائق أتت على جبال مصياف وصلنفة وشردت الأهالي

 

والمعروف بأن عمليات التفحيم تجري عادة في مناطق وعرة ضمن الجبال يصعب الوصول إليها كونها عمليات مخالفة للقانون، ولذلك أي فقدان للسيطرة على هذه العملية سيؤدي إلى اندلاع النيران وصعوبة السيطرة عليها.

بينما رجح آخرون بأن تكون محاولات السيطرة على الأراضي هي سبب لاندلاع هذه الحرائق، لكون جميع الحرائق بدأت في أراضٍ تعود ملكيتها للدولة، وبحرقها سيتمكن الأهالي من وضع يدهم عليها وزراعتها بالأشجار وضمها إلى ملكياتهم الخاصة تحت ذريعة أنهم قاموا باستصلاحها.

في المقابل، ذكرت جهات حكومية بأن ارتفاع درجات الحرارة بحوالي 9 إلى 11 درجة فوق المعدل الطبيعي لمثل هذا الوقت من العام، ساهم في انتشار الحرائق بسرعة.

ويصعب تحديد حجم الخسائر حالياً لأن المساحات المحروقة كبيرة وتصل لآلاف الدونمات من الأراضي الحرجية والغابات والأراضي الزراعية بالإضافة لاحتراق عدد من المنازل دون وقوع خسائر بشرية.

وقبل ذلك كانت الحرائق قد اندلعت في غابات صلنفة في اللاذقية وامتدت إلى ريف حماة الغربي، وتحديداً إلى قرى الفريكة والفوقانية وعين بدرية، وقرية عين الكروم بمنطقة الغاب، حيث التهمت النيران غابة محمية الشوح والأرز في الصلنفة.

وقد عانت سيارات الإطفاء والإسعاف من صعوبة الوصول إلى مناطق الحرائق بسبب وعورة الطرقات الجبلة وعدم جاهزيتها، وصعوبة التضاريس الجبلية.

وصنفت هذه الحرائق بأنها الأضخم إذ لم تشهدها سوريا مثلها منذ عشرات السنين، وقد طالت الغابات المعمرة والأراضي الزراعية.