‫أخبار الآن | حضرموت – اليمن (تطبيق خبِّر)‬

‫تزداد يوماً بعد يوم مخاوف أبناء وادي حضرموت الواقع أقصى جنوب شرقي اليمن، من أن يجدوا أنفسهم يوماً غير قادرين على تناول ما تنتجه أراضيهم ومزارعهم.‬

‫ ‬
‫وتنبع مخاوف أبناء وادي حضرموت من تنامي العديد من الظواهر المهددة باختفاء المساحات الخضراء في المنطقة بسبب الزحف العمراني، وتجاهل السلطات المعنية وعدم دعمها وتجاوبها مع متطلبات المزارعين.‬

‫ولطالما مثلت المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها محاصيل التمور، أكثر ما تشتهر به مناطق وادي حضرموت، نظراً لجودتها وتنوعها، لكن العديد من المزارعين بدأوا مؤخراً بالعزوف عن زراعة النخيل بعد تكبدهم لخسائر كبيرة نتيجة تعرض أشجارهم لحشرة سوس النخيل الحمراء التي تؤدي إلى يباسها وموتها.‬

اليمن.. ‫حراك مجتمعي لإنقاذ ما تبقى من مساحات خضراء بحضرموت

 

‫وإزاء ذلك، كشف مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في حضرموت “عمر يعقوب” أن بعض النافذين من أصحاب رؤوس الأموال استغلوا ضعف السلطات القائمة وتوجه العديد من المزارعين إلى مجالات أخرى توفر لهم دخلا مالياً سريعاً عوضاً عن زراعة الأرض، إلى إغراء العديد من مالكي الأراضي الزراعية بمبالغ باهظة لشرائها وتركها لفترة من الزمن لتجف قبل الشروع في تحويلها إما لمبانٍ سكنية أو مشاريع تجارية استثمارية.‬

إلى ذلك حذر رئيس مركز خبراء الأرض لحماية البيئة ماجد رجب يادين في إفادة لمراسل “تطبيق خبِّر“، من خطورة الزحف العمراني غير المدروس على المزارع في وادي حضرموت “، مشيراً إلى أن اختفاء المساحات الخضراء من شأنه أن يحدث خللاً في التوازن البيئي في المنطقة ذات المناخ الصحراوي ويؤدي لارتفاع كبير في دراجات الحرارة صيفاً وحدوث الصقيع شتاءً”.‬

اليمن.. ‫حراك مجتمعي لإنقاذ ما تبقى من مساحات خضراء بحضرموت

 

‫وانتقد يادين في سياق حديثه تساهل السلطات المحلية ومكتب الزراعة وتجاهلها التام لتلك المخاطر البيئية الناتجة عن الجرف العشوائي للأراضي الزراعية، منوهاً بأن هناك قوانين نافذة تحرم تحويل الأراضي الزراعية إلى مشاريع عمرانية، وتجرم مرتكبي هذه الأعمال، ولكن لا يتم تطبيقها.‬

‫وفي مقابل ذلك، بدأ يتشكل في وادي حضرموت حراك مجتمعي من خلال تأسيس عدد من الناشطين البيئيين لكيانات ومبادرات لمواجهة مخاطر اختلال التوازن البيئي والحفاظ على ما تبقى من مساحات خضراء قبل اختفائها.‬

اليمن.. ‫حراك مجتمعي لإنقاذ ما تبقى من مساحات خضراء بحضرموت

 

‫كما تُبذل جهودٌ لتأسيس ائتلاف لحماية البيئة في المنطقة يضم كافة المكونات البيئية، يكون الهدف منه وفقاً للقائمين عليه تفعيل نشاط الفرق والمنتديات التطوعية المهتمة بالبيئة وخلق فرص للتواصل مع المنظمات الداعمة لتدريب الكوادر وعمل الدراسات وإجراء البحوث للعديد من المشكلات البيئية.