أخبار الآن | بيروت – لبنان (تطبيق خبِّر)

يعاني لبنان منذ فترة من ضائقة اقتصادية صعبة انعكست سلبا على الشباب اللبناني الذي وجد نفسه دون فرص عمل ودون أمل ومت زاد الامر سودآً هو انفجار مرفأ بيروت الذي شل حركة البلاد كلياً، هذا الأمر دفع بالعديد من الشباب للهجرة وبالبعض الآخر لاجتراح الحلول.

 

رنا كرزي تحول دراجتها النارية إلى تاكسي

وفي التفاصيل، لم تكن تتخيّل الشابة اللبنانية رنا كرزي أن عشقها لقيادة الدراجات النارية سيتحول يوماً ما الى مصدر رزقها، فالشابة التي قررت منذ 4 سنوات اقتناء وقيادة دراجة نارية لطالما تنقلت في الوظائف من العمل بشركة أمن خاصة الى العمل كجليسة اطفال وغيرها من المجالات، إلا أن صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد وانهيار سعر الصرف للعملة الوطنية، دفعها الى استخدام دراجتها النارية في مجال النقل العام، حيث حولتها إلى “تاكسي” خاص للنساء.

كرزي التي فقدت عملها في شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي، كانت تبحث عن عمل جديد يساعدها في مواجهة صعوبات الحياة، الى أن اتصلت بها صديقتها وطلبت منها ايصال ابنها على دراجتها النارية مقابل بدل مادي. تقول كرزي لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في بيروت مهدي كريّم “في هذه اللحظة خطرت لي فكرة تحويل دراجتي النارية الى تاكسي”. وأضافت ” قمت سريعاً بكتابة إعلان ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي”.

لبنانيات يعملن في مهنٍ كانت حكراً على الرجال.. والسبب الأزمة الاقتصادية

 

المشروع الذي بدأ منذ حوالي 3 أشهر أخذ يتطور تدريجياً حيث زاد عدد الزبائن، الأمر الذي دفعها الى شراء دراجة نارية أخرى لابنتها البالغة من العمر 20 عاماً لمساعدتها، وتؤكد كرزي أنها “تسعى لتحويل هذه الفكرة الى شركة كبيرة، فالدراجات النارية تتميز بكونها آلية خفيفة قادرة على تلافي زحمة السير واختصار الوقت مما يجعل الإقبال عليها كبيراً”.

وتلفت كرزي التي تعمل ضمن نطاق بيروت الى أن “التسعيرة التي حددتها بـ 3 آلاف ليرة لبنانية تعتبر مقبولة، وهذا ما جعل معظم زبائنهن من طالبات الجامعات والنساء العاملات”.

 

لاما مزهر بائعة الذرة على البسطة

قصّة كرزي لا تختلف عن قصة الشابة لاما مزهر، فضيق سبُل العيش في بلد يُسجل أرقاماً قياسيةً في نسب البطالة، جعل والدها يستثمر قطعة أرض لزراعة “عرانيس الذرة” بعد أن توقف عمله منذ 6 أشهر في مهنة البلاط. قرر الوالد أن يصرّف الإنتاج من خلال وضع “بسطة” الى جانب الطريق في مدينة الناعمة اللبنانية، إلا أن انشغاله في مهمة الزراعة دفع مزهر لتكون عوناً له من خلال التصدي لهذه المهمة.

لبنانيات يعملن في مهنٍ كانت حكراً على الرجال.. والسبب الأزمة الاقتصادية

 

وجدت مزهر في عملها الجديد تعويضاً عن فقدانها عملها السابق في أحد مطاعم بيروت، فبهذه الطريقة “أساعد والدي من ناحية وأجد مصدر رزق لي من ناحية أخرى” بحسب ما قالت لمراسل “تطبيق خبِّر“.

تفخر الطالبة الجامعية في كلية العلوم الاجتماعية بأن انتشار قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي ترك صدى إيجابياً لدى المواطنين الذين أصبحوا يقصدونها من أماكن بعيدة لدعمها والشراء منها. وأضافت مزهر أن “دوام عملها يبدأ عند الساعة 12 ظهراً ويستمر لغاية الساعة 8 ليلاً”.

ولا تتردد مزهر في الطلب بإيصال رسالتها بأن ” ما أوصلنا الى هذا الوضع الاقتصادي السيء والعمل في أي مجال يمكننا من الحصول على قوت يومنا هو فساد السلطة الحاكمة في لبنان”.

كرزي ومزهر هما نموذج للشابات اللبنانيات اللواتي يؤكدن بتجاربهن أنه يمكن للمرأة العمل في مجالات لطالما كانت حكراً على الرجال فقط، ضاربين عرض الحائط الصورة النمطية عن المرأة العربية، ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه اللبنانيون الى تأمين مستلزمات المعيشة في وطن تنخر فيه المحاصصة وصفقات الفساد، وأصبح فيه هاجس اللبنانيين الحصول على مردود مادي يساعدهم على مواجهات أزمة اقتصادية خانقة.