أخبار الآن | الديوانية – العراق – (أحمد التكريتي)

“سد إليسو” على نهر دجلة، وشح المياه الناتج عن بنائه هو أزمة أضيفت إلى الأزمات المتفاقمة والمتراكمة في العراق منذ عقدين من الزمن، لتكتمل أزمات العراقيين بـالعطش.

من الصعب جدا تقليل الٱثار السلبية لملء السد على الاقتصاد العراقي، الأمر الٱخر أن العراق ما زال حتى اللحظة يستخدم الأساليب التقليدية في الري ويستهلك المياه بشكل غير اقتصادي سواء في الزراعة أو في الاستهلاك المنزلي.

وقال مدير زراعة محافظة الديوانية حسن الوائلي في مقابلة مع “أخبار الآن، إن موضوع شح المياح وانحساره كان له تأثير على الواقع الزراعي في المدينة من خلال انحسار المساحات المزروعة وبالتالي تأثيرها على المنتج المحلي سواء في الديوانية أو في عموم العراق.

وأضاف، أن الجانب الثاني لتأثير شح المياه على الزراعة أيضاً، هو انتشار القوارض وهذه القوارض تسبب أزمة حيث تهاجم المحاصيل الزراعية كالسمسم والذرة الصفراء.

محافظة الديوانية هي واحدة من المحافظات العراقية التي تضررت من بناء سد أليسو، فبعض الفلاحين تركوا أراضيهم أو قلصوا مساحات زرعها.

وبدوره تحدث محافظ الديوانية زهير الشعلان لـ “أخبار الآن” عن الجهود الحكومية المبذولة لاستصلاح الأراضي وحمايتها من الجفاف وعن والوضع الزراعي في المحافظة، حيث أفاد بأن أراضي الديوانية قابلة للزراعة لكون نسبة الزراعة في محافظة الديوانية تشكل نسبة 65 بالمئة، مضيفاً أنه يجري العمل على توفير الحصة المائية الكاملة للزراعة في الديوانية لجعل الديوانية عاصمة للزراعة في العراق.

ويعد سد إليسو من أكبر السدود المقامة على نهر دجلة، ويقع جنوب شرقي تركيا وعلى مقربة من الحدود العراقية ويبلغ ارتفاعه 140 متراً، ويمتد على طول 1800 مترا.

وقلّل بناء هذا السد حصة العراق المائية، مما تسبب بنقص كبير في الحصص المائية المخصصة لمدن جنوب العراق، وقلّت على اثر ذلك مساحات الأهوار وجفت أراض زراعية، ليس هذا فحسب، بل خلق نزاعاً بين العشائر التي بدأ بعضها يتجاوز على الحصص المائية.

وذكر صلاح البديري أحد الفلاحين العراقيين، بأن مشكلة التجاوزات العشائرية على الحصص المائية لها سببين رئيسيين بالنسبة للمزارع، وهما عدم وجود سلطة قوية تسيطر وتحد من التجاوزات التي تحدث على الحصص المائية، إضافة إلى أن الغمر الذي يحصل بالأنهر يستقر بالأراضي الخصبة باعتبار أن مجرى المياه يكون قليل فيها، فيعمل على ترسب المياه، وتأثير وجود نبات (الشنبلان) المائي الذي يحولُ دون وصول المياه للأراضي الزراعية.

في وقت سابق، صدر تقرير عن البنك الدولي أشار إلى أن العراق قد يصل إلى الجفاف الكامل بحلول عام 2040، بعد أن تراجعت حصة الفرد إلى ألفي متر من المياه سنويا في حين كانت تفوق ستة آلاف متر خلال الأعوام الماضية.

والتقت “أخبار الآن” بتركي عبود أحد المزارعين في محافظة الديوانية، وتحدث لها عما حلّ بأرضه كمزارع واصفاً إياها بأنها أصبحت جرداء جراء شح المياه الناجم عن بناء سد اليسو.

وأضاف أن شح المياه، أثر على وضعه المعيشي كون الزراعة تعد المهنة الأساسية لأهالي محافظة الديوانية، ما أجبر الكثير منهم إلى ترك أراضيهم.