أخبار الآن | الحسكة – سوريا (تطبيق خبِّر)

لليوم العاشر على التوالي، تستمر معاناة مدينة الحسكة السورية وريفها الغربي وصولاً لمدينة تل تمر، بعد إيقاف تشغيل محطة مياه علّوك.

 

مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في الحسكة “سامي فاخوري” كشف أن قرابة مليون نسمة من الأهالي اليوم يعيشون واقعاً سيئاً في تأمين مياه الشرب، فهذا المشهد يتكرر للمرة 14 منذ أن احتُلت مدينة رأس العين، وخرجت محطة علّوك عن السيطرة.

الأهالي من جانبهم لاحول ولا قوة بيدهم وفق ما أشار إليه مراسل “تطبيق خبِّر“، اذ اقتصرت مناشداتهم على إطلاق هاشتاغات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل #الحسكة_عطشى و #أنقذوا_الحسكة #الحسكة_تختنق_عطشاً، بالإضافة لمطالبتهم جميع المنظمات الدولية العاملة في المحافظة لتحييد مياه الشرب عن النزاع العسكري والسياسي باعتبار هذا النوع من الضغط يُصنّف جريمة حرب متكاملة.

المحطة المذكورة، اختصَّت بتجميع وضخ المياه منذ العام 2010، وذلك بعد شحّ مصادر مياه الشرب في الحسكة وأريافها، وحُفر آنذاك 30 بئراً إرتوازياً بالقرب من قرية “علوك شرقي” والتي تبعد 10 كم شرقي مدينة رأس العين، بقدرة ضخ تبلغ حوالي 175 ألف متر مكعب من المياة الصالحة للشرب يومياً.

العطش يخنق الحسكة.. مناشدات محلية وتضامن عالمي

وتضم أيضاً خزان مياه تبلغ سعته 25 ألف متر مكعب، و 12 مضخة كبيرة، تقوم بضخّ المياه عبر خطوط نقل بطول 67 كيلومتر لإيصالها إلى محطة مياه “منطقة الحمّة” بريف الحسكة الغربي، ومنها إلى التجمعات السكانية.

ولكن الأمور اختلفت في منتصف شهر تشرين الأول من عام 2019، ليس فقط على المدينة وريفها، بل أيضاً في مناطق أخرى لكونها المصدر الرئيسي لنقل المياه بالشاحنات لمخيمات الهول، والعريشة، والتوينة، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما دفع سكان الحسكة والأرياف التابعة لها للاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، حيث تقول المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة إن بدائل ضخ المياه من محطة مياه علّوك غير كافية.

المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة الحسكة زادت أنه لا بديل عن عودة عمل المحطة، فكميات المياه التي يتم ضخها من مشروع علوك بريف رأس العين باتجاه خزانات منطقة الحمّة تقارب الـ40 ألف متر مكعب يومياً، وهي نصف الكمية التي يضخها المشروع حيث يتم حالياً تشغيل مضختين إلى 3 مضخات مياه في المشروع من أصل 10 ما يؤثر بشكل كبير على الكميات المنتجة.

العطش يخنق الحسكة.. مناشدات محلية وتضامن عالمي

بينما تأمل مديرية المياه في “الإدارة الذاتية” بأن تصل المياه لأحياء مدينة الحسكة خلال يومين بعد دخول 20 بئراً جديداً في الخدمة ليصبح المجموع 25 بئراً وقد تم تشغيل 5 آبار منذ بداية شهر آب.

وعلى الصعيد الدولي،استنكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” قطع المياه المغذية عن المدن الواقعة شمال شرقي سوريا، واعتبرت أن “الإجراء ليس الأول من نوعه ويعرّض حياة نحو نصف مليون شخص للخطر لاسيّما في الوقت الذي يبذل العالم جهوداً لمكافحة فيروس كورونا”.

حكومة النظام السوري وبعض المنظمات الدولية المتواجدة في المنطقة، سيَّرت صهاريج للأهالي كحل إسعافي لبعض الأحياء في محاولةٍ لتخفيف المعاناة، وهي بطبيعة الحال غير كافية وليست بالحل الذي يعوّض المصدر الرئيسي للمياه من محطة علّوك بريف مدينة رأس العين المحتلة، في الوقت الذي تعيش فيه المحافظة والعالم تزايداً في الإصابات جراء انتشار جائحة كورونا.