أخبار الآن | بيروت – لبنان (تطبيق خبِّر)

رغم مرور أكثر من 15 يوماً على إنفجار مرفأ بيروت، ما زالت آثاره المادية والمعنوية تخيّم فوق سماء لبنان، فإلى جانب عشرات القصص المؤلمة التي يمكن أن تسمعها في أزقة العاصمة اللبنانية من أهالي وأصدقاء وجيران الضحايا، ثمّة إحباط كبير خلّفه هذا الانفجار لدى الشباب اللبناني الذي يُعاني أساساً من أزمات مالية واقتصادية واجتماعية شاملة.

هذا المشهد دفع الكثير من اللبنانيين الى التفكير جدياً بخيار الهجرة، وهذا هو حال الشابة اللبنانية جوي الأسمر التي ولدت في الامارات العربية المتحدة وقررت العودة الى لبنان منذ 3 سنوات بسبب “حبها لبيروت التي ترعرعت بعيدة عنها،” بحسب ما قالت لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في بيروت “مهدي كريّم” .

وفي التفاصيل روت الأسمر: “منذ فترة وأنا في حيرة من أمري بين البقاء في لبنان أو العودة الى الامارات، اذ أن الوضع الاقتصادي كان يزداد سوءاً، غير أن الانفجار حسم قراري بالهجرة”.

تُشكل الأسمر نموذجاً عن الشباب اللبناني الذي فقد الأمل بالبقاء في وطنه، وقالت:” لم يعد هناك شيء لأعطيه للبنان، أحسست أنني وصلت الى طريق مسدود، أحلامي وآمالي تكسرت، أصدقائي هاجروا، لم يبقى لي شيء هنا سوى جدتي ويمكن لي زيارتها بين الحين والآخر”.

وتابعت الأسمر والغصة تملأ حلقها: “لم أمت في الانفجار لكنني لن أنتظر لأموت بأي حادث آخر”.

الأسمر التي عاشت أصعب اللحظات لحظة دوي انفجار المرفأ كانت تقوم بركن سيارتها أمام منزلها في منطقة مار مخايل فسمعت صوتاً غريباً يُشبه صوت الطيران، وبعد ثوان ارتجفت الأرض بشكل كبير ووقع الانفجار الذي قذفها الى أمام السيارة. تواصلت الأسمر سريعاً مع والدها الذي يعيش في الإمارات، ثم صعدت الى منزلها للاطمئنان على جدتها التي خرجت من بين الركام وكانت ملطخة بالدماء.

تُحّمل الأسمر مسؤولية ” 200 شهيد و7000 جريح و300 ألف مشرد الى رئيس الجمهورية والطبقة الفاسدة جميعها دون أي استثناء”. وتصف الأشخاص الذين فقدوا حياتهم جراء الانفجار بـ”ضحايا وطني” وتؤكد أنها “لن تنسى أسماءهم”، كما تُطالب بـ”العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة”.

وختمت الأسمر “سأستغل العشرة أيام الأخيرة لي في لبنان للمشاركة بالمظاهرات التي اجتاحت بيروت منذ 17 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، وسأبقى أدافع عن القضايا التي أؤمن بها”.

قصة هذه الشابة اللبنانية لا تختلف كثيراً عن قصص آلاف الشباب الذين حسموا خيارهم بالرحيل بعد أن أصبح الموت قريب جداً من كل انسان، في بلد كان يوماً مثالاً للازدهار والتقدم. وأصبح اليوم منكوباً على كافة الصعد، وكأن قدر اللبناني أن يعيش بدولة عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الحياة الكريمة.