أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

يقع سد النهضة غربي إثيوبيا قرب حدود السودان، على نهر النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم، قبل مواصلة جريانه باتجاه مصر ليصب في البحر المتوسط.

هذا البناء الضخم ارتفاعه نحو 145 مترًا وعرضه على نحو 1,800 متر، وبلغت تكلفته الإجمالية اكثر من 4 مليار دولار، وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب من المياه

لكن لماذا يشكل هذا السد جدل كبير؟

لأنه يحمل مخاوف للسودان ومخاوف أكبر لمصر وذلك في احتمالين:

احتمال انهيار السد لا قدر الله واحتمال متابعة اثيوبيا لملء السد بهذه الوتيرة

دعونا نحصر ونستعرض هذين الاحتمالين

 

الاحتمال الأول هو انهيار السد لا قدر الله..

يواجه السد خطر الانهيار بنسبة تبلغ 50 بالمئة لهذه الأسباب

أولا: طبيعة المنطقة غير المناسبة للسدود، لأنها تحتوي على فوالق أرضية ضخمة، وبها مناطق جبلية وانحدارات وصخور متشققة قابلة للتفتت، بالإضافة إلى نظام مطري شبيه بالفيضانات والسيول.

ثانيا: معامل الأمان المنخض للسد الذي أثار قلق الولايات المتحدة والبنك الدولي واللجنة الدولية لمعاينة سد النهضة في عام 2011، حيث قالت اللجنة أن معامل الأمان في السد مرعب ومخيف.

وفي حال انهيار السد لا قدر الله سوف تنتج عنه موجة ضخمة بعرض 150 كيلو متر وارتفاع 25 متر، كفيلة بتدمير شبه كلي لأغلب مناطق السودان.

أما مصر، فسوف تصل المياه إليها بعد 17 يومًا من انهيار السد، وهو ما سوف ينتج عنه كارثة بيئية وإنسانية مشابهة لما قد يحدث في السودان.

 

الاحتمال الثاني هو متابعة اثيوبيا ملء السد بنفس الوتيرة

وهو ما سوف يؤدي بشكل مباشر إلى انخفاض كمية المياه التي تصل الى السودان.

لكن خسارة مصر أكبر لأن مياه النهر تمر بالسودان أولا..

اذ ان حصة مصر من مياه نهر النيل تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويًا، سوف تؤدي

متابعة إثيوبيا لبناء السد على نفس الوتيرة الحالية، لخسارة مصر من 10 إلى 15 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، وتكفي هذه الكمية من المياه لري 2 مليون فدان من الأراضي الزراعية من إجمالي الثروة الزراعية في مصر، والتي تقدر بحوالي 8 مليون فدان.

أي خسارة نحو ربع اجمالي الأراضي الزراعية المصرية، مما يعود على بأثر سلبي على ملايين الأسر المصرية.

بالاضافة الى نقطة مهمة أيضاً..  هي أن قدرة السد على انتاج الكهرباء تفوق بكثير حاجة إثيوبيا، مما سيضطر إثيوبيا لاغلاق البوابات، ما يؤدي مرة أخرى لتناقص كمية المياه المغادرة نحو السودان ومصر