أخبار الآن | بيروت – لبنان (تطبيق خبِّر)

رغم السواد الذي لف العاصمة اللبنانية على أثر الانفجار الذي أودى بحياة 154 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 6 آلاف وأحدث أضرارا بالغة ودمارا واسعا في العاصمة اللبنانية بيروت، إلا أن هناك بعض القصص والمفارقات التي تفصل الحياة عن الموت، وتظهر كبقعة ضوء وسط هذا الظلام الدامس، فقد كُتب لعدد من الأفراد النجاة بأعجوبة من الموت.

 

واحدة من أبرز تلك القصص، هي قصة السيدة “إيمانويل لطيف خنيصر” التي لم تكن تتخيل أنّها ستلد على ضوء الهاتف وسط الدمار الذي لحقَ بمستشفى القديس جاورجيوس في الأشرفية في بيروت، مترافقاً مع انقطاع التيار الكهربائي، ونقص في الأجهزة والمعدات الطبية.

لبنانية تنجب مولودها الأول على ضوء الهاتف أثناء وقوع انفجار بيروت

 

يروي الوالد “ادي خنصير” لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في بيروت “مهدي كريم” اللحظات التي سبقت الانفجار والتي تمكّن من توثيقها بهاتفه، فيقول “كنت على وشك الدخول الى غرفة الولادة لمشاركة زوجتي هذه اللحظات التاريخية من حياتنا، وما هي إلا ثوانٍ حتّى سمعنا صوت الانفجار وحلّت الفوضى العارمة في كل مكان”.

ويُضيف ادي “كان الزجاج المكسور يغطي كل مكان في غرفة الولادة، ولم أكن أفكر في تلك اللحظات سوى بزوجتي وابني خصوصاً أنهما الحلقة الأضعف”. ويُتابع ادي أن “تصرف الطاقم الطبي السريع والاحترافي أدّى الى نجاح عملية الولادة التي أجريت على ضوء الهاتف، والطفل جورج بصحة جيدة”.

لبنانية تنجب مولودها الأول على ضوء الهاتف أثناء وقوع انفجار بيروت

 

يستذكر ادي كيف حاول الاتصال بأصدقائه وأفراد من عائلته من أجل مساعدته على نقل زوجته وابنه حديث الولادة الى مستشفى آخر بعد الولادة، إلا أن “الجميع كان يُعاني من آثار الانفجار، حتّى أن أهلي وأهل زوجتي كانوا في القسم الثاني من المستشفى وقد تعرض بعضهم للإصابات”.

ساعات صعبة مرّت على ادي وإيمانويل إلا أن القدر كتب للطفل جورج أن ينجو في أصعب الظروف، حقاً إنها معجزة، على أمل أن تحصل المعجزة الأكبر لبلدٍ دمرّت عاصمته ودُمرّت معها آمال الكثير من اللبنانيين.