أخبار الآن | بيروت – لبنان (تطبيق خبِّر)

لم يكن يعلم الصحافي إسكندر خشاشو أن تأخره عن دوام عمله الذي يبدأ عند الساعة السادسة في صحيفة النهار اللبنانية سينجيه من الانفجار الأضخم في تاريخ بيروت. ففي الوقت الذي كان خشاشو يتوجه من منطقة الدكوانة الى وسط العاصمة حيث يقع مبنى الصحيفة سمع صوت دوي قوي وبدأت أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة.

 

الصحافي خشاشو قال في حديث لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني مهدي كريم، أن ” قوة الانفجار جعلتني أشعر أنه في شارع قريب مني”. ويُضيف ” شعرت للحظات بالضياع الكامل، وبعد أن استعدت تركيزي بدأ الزملاء في الصحيفة يتحدثون على مجموعة الواتساب المخصصة للعمل”. أدرك خشاشو سريعاً أن ثمة كارثة ما حصلت في مبنى الصحيفة، ويقول ” انتابني شعور بضرورة الوصول الى الصحيفة للإطمئنان على الزملاء خصوصاً أنهم كانوا يبحثون ويسألون عن بعضهم ومعظمهم كان في عداد الجرحى في حين أن حسي الصحافي كان يدفعني لمعرفة ما يجري”.

وأكمل خشاشو “أكملت طريقي بإتجاه الصحيفة وبدأت الأخبار تتوالى، إنه إنفجار في مرفأ بيروت، على بُعد مئات الأمتار من مبنى الصحيفة”. وما إن وصل الى وجهته حتّى وجد رئيس التحرير “غسان حجار” الذي كانت الدماء تغطي وجهه يُحاول إجراء إتصالات بالمستشفيات وفرق الإسعاف طلباً للمساعدة في نقل الجرحى”.

انفجار بيروت يعصف بالمؤسسات الإعلامية.. ذكرياتٌ لن تُنسى

 

وفي الوقت الذي كان يقف فيه خشاشو أمام مبنى الصحيفة بسبب منعه من الصعود نظراً لخطورة وقوع المزيد من ألواح الزجاج، كان زمليه “حسين شمص” في الطابق السادس يلمم جراحه الى جانب زملائه الذي كانوا يعملون لإصدار العدد الأول من نسخة “النهار العربي”. يقول شمص لـ”تطبيق خبّر” أنه “حوالي الساعة السادسة سمعنا أصوات طائرات ولا أستطيع تأكيد أو نفي فرضية القصف، ولكن سمعنا انفجار وتصاعد دخان، فتوجهنا الى واجهة الزجاج لتصوير الحدث عبر هواتفنا”.

ويُضيف شمص “ما هي إلا ثوانٍ حتّى وقع الانفجار الثاني، فتبعثرت المكاتب وتطاير الزجاج وأُصيب معظم الزملاء بجروح متفاوتة”.
ويُكمل ” للوهلة الأولى شعرت أن الانفجار في أحد المباني الملاصقة لنا نظراً لضخامته وفداحة الخسائر التي وقعت في المبنى، ولكن الهم الأساسي كان بمساعدة بعضنا للخروج من المبنى وطمأنة أهلنا “.

انفجار بيروت يعصف بالمؤسسات الإعلامية.. ذكرياتٌ لن تُنسى

 

وعلى بُعد كيلومترات من وسط العاصمة، كانت المذيعة في إذاعة صوت المدى “سينتيا بدران” تتلو على الهواء مباشرةً عدد الإصابات بفيروس كورونا التي سجلّها لبنان في الـ 24 ساعة الأخيرة، وبعد دقائق معدودة، وتحديداً عند الساعة السادسة و7 دقائق، “سمعت صوتاً قوياً، واعتقدت أن ثمة هزة أرضية ضربت لبنان” وفق ما قالت لـ “تطبيق خبّر“.

وتُضيف بدران ” ثوانٍ قليلة وسمعنا صوت الانفجار الثاني، فنظر مهندس الصوت الى الخارج وأخبرني أن ثمة إنفجار في مكان قريب”.

وتُتابع بدران ” شعرت بالضياع وعدم التركيز حول ما يحدث. وخصوصاً أنني لا أستطيع الحديث على الهواء عن انفجار قبل تأكيد الخبر، فاعتذرت من المستمعين عن اكمال النشرة”.

انفجار بيروت يعصف بالمؤسسات الإعلامية.. ذكرياتٌ لن تُنسى

 

وتُكمل بدران “خرجت من الاستديو لأشاهد مكاتب الاذاعة في حالة دمار، الزجاج في كل مكان وسقف أحد المكاتب على الأرض والأبواب متضررة بشكل كبير”.

عادت بدران الى الاستديو بعد التأكد من وقوع انفجار في ميناء بيروت لتُكمل رسالتها الاعلامية في مدينة تحولت بلحظات من “ست الدنيا” الى “مدينة منكوبة” يلفها الحزن من كل الاتجاهات.