أخبار الآن | لبنان – euronews

أعادت الصور واللقطات الخاصّة بانفجار بيروت الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، الذاكرة إلى قصف هيروشيما في اليابان بقنبلة ذرية قبل 75 عاماً، وتحديداً يوم 6 آب/أغسطس في العام 1945، وأيضاً إلى قصف ناغازاكي في 9 آب/أغسطس من العام نفسه. حينها، أدت هذه التفجيرات إلى مقتل 210 آلاف شخص في هيروشيما وناغازاكي، واستسلام اليابان وإنهاء الحرب العالمية الثانية.

وفعلياً، فإنّ لبنان عاش تجربة قريبة وقد راح ضحية التفجير الضخم أكثر من 140 قتيل وآلاف الجرحى. وهنا يُطرح السؤال: ما هي أوجه التشابه بين انفجار مرفأ بيروت الذي حصل بسبب 2750 طناً من نيترات الأمونيوم كانت مخزنة في مستودع المرفأ، والقنبلة التي استهدفت هيروشيما؟

1- بلغ طول القنبلة الذرية أو ” Little Boy” كما وصفتها الولايات الأمريكية، 3 أمتار وقطرها 71 سنتيمتراً، وكتلتها 4000 كلغ، كما أنها احتوت على 46 كلغ من اليورانيوم.

2- في إنفجار بيروت، بلغت كمية مادة نيترات الأمونيوم التي سببت الإنفجار بعد حريق كبير، حوالي 2750 طناً أي ما يعادل حوالي 600 و800 طن من مادة ثلاثي نترو التولوين “التي أن تي TNT”.

3- القنبلة الذرية التي أسقطها الجيش الأمريكي على هيروشيما دمرت حوالى 90% من منشآت المدينة، كما خسر 80 ألف شخص أرواحهم، وجرح 90 ألف آخرين، بينما بقي غالبية الناجين بلا مأوى.

حينها، استغرقت القنبلة 57 ثانية لتسقط من الطائرة وتصل إلى الارتفاع الذي انفجرت فيه، وعادلت قوة الانفجار حوالى 13 طناً من مادة ثلاثي نترو التولوين “TNT” وبلغ نصف قطر دائرة الدمار نحو 1.6 كم. وإبان هذه الحادثة، انتشرت الحرائق في أنحاء مختلفة من مدينة هيروشيما على مساحة 11 كيلومتر مكعب تقريباً. وتشير التقديرات الأمريكية إلى تدمير 12 كيلومتر مكعب من مساحة المدينة.

4- في بيروت: يوازني إنفجار المرفأ خمس قوة القنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية، وتسبب الإنفجار في تدمير كافة المنشأت داخل المرفأ، ووصل قطره إلى مسافة 8 كيلومترات. تصاعد عمود دخان من منطقة الميناء أعقبه انفجار هائل نجم عنه دخان أبيض وكتلة نار في السماء وسمع دوي الإنفجار على مئات الكيلومترات.

وشهدت الأحياء المتاخمة للمرفأ عدة خسائر وانهارت البنايات والأسقف وتحطم زجاج النوافذ. السيارات هي الأخرى لم تسلم من قوة الإنفجار حيث أدت موجات الانضغاط وارتداداتها إلى انقلاب بعض المركبات وإنحراف أخرى. وقال خبراء في المتفجرات إن “قوة إنفجار مرفأ بيروت يعادل هزة أرضية بـ 4.5 درجات على سلم ريختر”.

ويقول المركز الأوروبي المتوسطي لعلم الزلازل “EMSC” أنّ “انفجار بيروت وصل ارتدادته إلى جزيرة قبرص المجاورة الواقعة على بعد حوالي 240 كيلومتراً من لبنان”.

5- في هيروشيما، كانت أول الآثار للقنبلة هي ضوء مبهر مع موجات حرارية منبعثة من كرة النيران، ووصل قطر كرة النيران إلى 370 متر وحرارتها إلى 4000 درجة مئوية محرقة كل شيء. وتقريباً، نفس المشهد ميّز انفجار بيروت، إذ اندلع حريق في مستودع وتلاه إنفجار كبير بضوء أبيض.

وبلغ قطر منطقة الاحتراق حوالي 3 كم في هيروشيما، وتحولت المنازل التي تحطمت جراء الانفجار إلى وقود لهذه العاصفة النارية حيث احترقت الهياكل الخشبية لهذه المنازل بالإضافة إلى الأثاث. وفي بيروت لم يجاوز لحسن الحظ قطر منطقة الإحتراق بضعة أمتار.

هل من إشعاع في بيروت؟

يتلوث الغبار والرماد الناتج من الانفجار بالمواد الانشطارية المشعة، والتي تساقطت حول حفرة الانفجار، مُشكلة منطقة أكبر من منطقة الانفجار. ومع قوة الانفجار من الممكن أن يصل هذا الغبار إلى الغلاف الجوي الطبقي وتصبح جزء من البيئة العالمية، ونظراً لأن التفجير كان أعلى من سطح الأرض بحوالي 600 متر فلم يكن هناك حفرة انفجار أو غبار متطاير. إنبعثت كميات هائلة من النيترونات وأشعة غاما مباشرة من كرة النيران وأصابت الناس القريبة من الانفجار بجرعات إشعاعية قاتلة.

وفي بيروت، لم تتم بعد عملية تحليل المحيط، لكن على الاغلب لا تحتوي مادة نيترات الامونيوم التي سببت الإنفجار على مكونات مشعة.

لبنان الجريحة تنتصر للإنسانية رغم الألم… مواقف وصور ستبقى خالدة

دويه سمع من على بعد أميال ودخانه امتد لأكثر من خمسين كيلومترا.. بيوت اهتزت وارتجت وتناثر حطامها لمئات الأمتار ليحمل معه أجسادا لم تعي من هول الصدمة ما الذي تختبره بل استسلمت لقدرها، منهم من قضى نحبه ومنهم من جعل جسمه حاجزا لعله يعيد الحياة لقريب أو عزيز.