أخبار الآن | لبنان vice

 

إن التفجيرات المروعة التي دمرت بيروت يوم الثلاثاء ستكون مدمرة في أي بلد. ولكن في لبنان الهش ، البلد الذي يعاني من أزمة بالفعل ، فإن هذا الانفجار قد يدفع البلاد إلى حافة الكارثة، حسبما يحذر الخبراء.

لبنان ، البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 7 ملايين نسمة ، كان يعاني من أزمة اقتصادية وسياسية كبيرة، تغذيها انهيار العملة الوطنية وآثار تفشي فيروس كورونا، مما أثار احتجاجات منتظمة في شوارع بيروت و مدن أخرى.

تقول المحللة البريطانية-اللبنانية لينا الخطيب ، إن كارثة الثلاثاء ، التي تسببت في جذورها على ما يبدو ان فساد السلطة الذي تسبب كذلك في الأزمة الاقتصادية ، ستعمق فقط معاناة الشعب اللبناني ، وتذكي غضبه على الطبقة السائدة.

قالت الخطيب ، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبحاث تشاتام هاوس: “إذا كان لبنان يتأرجح على شفا الانهيار قبل هذا الانفجار ، فهو الآن يندفع نحو الانهيار”. “سيضخم الانفجار كل المشاكل التي واجهها لبنان – الدمار الاقتصادي والتوتر السياسي وتزايد الغضب الشعبي ضد الحكومة.”

وقالت الخطيب انه لا توجد طريقة يمكن للدولة اللبنانية “المفلسة اساسا” ان تتعافى بنفسها من الدمار الذي خلفه الانفجار الذي قدره محافظ بيروت مروان عبود ما بين 3 مليارات و 5 مليارات. وقتل ما لا يقل عن 100 شخص وجرح 4000 وشرد 300000 .

لن يتمكن لبنان من تجاوز هذه الأزمة بمفرده. قالت الخطيب “إنه بحاجة ماسة للمساعدة الأجنبية”. “بدون مساعدة ، سيصبح لبنان دولة فاشلة”.

ويقول قادة لبنان إن الانفجارات نجمت عن مخزن يخزن 2750 طنا من نترات الأمونيوم غير الآمنة وهي مادة كيميائية شديدة الانفجار تستخدم في الأسمدة والقنابل. وبينما أدانوا الفشل في حماية المخزون الخطير باعتباره غير مقبول ، ووعدوا بعواقب وخيمة لمن تثبت مسؤوليتهم ، قالت الخطيب إن الفساد المتفشي للنظام السياسي اللبناني هو الذي ساهم في الكارثة في المقام الأول.

وأضافت:”حقيقة أن الحكومة غضت الطرف عن مخزون هائل من نترات الأمونيوم المخزنة بشكل غير آمن في منطقة قريبة من الأحياء السكنية أمر غير مقبول بكل المقاييس ، وهذا يشير إلى تفشي الفساد في لبنان”. “لو كان هناك إشراف مناسب من الدولة لما أصبح الميناء مساحة تسهل هذه المعاملات.”

وتابعت الخطيب أنه على الرغم من الدعوات الصاخبة للمساءلة من الجمهور اللبناني حول الكارثة ، إلا أنها تشك في أن الطبقة السياسية ستحاسب المسؤولين.

لبنان المنهك يتلقى ضربة موجعة بانفجار بيروت
انهيار اقتصادي .. جوع يتربص ببلاد الأرز من شماله وحتى جنوبه .. طائفية مقيتة تلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة .. وأخيرا وليس اخرا تفش لجائحة كوفيد 19 .. ليأتي انفجار بيروت ليكمل الضربات الموجعة ويدمي جسد لبنان المنهك أصلا.