أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

انتقد منشور جديد لمؤسسة بيان المتخصصة بنشر بيانات تنظيم القاعدة اختيار أبو بكر البغدادي على رأس التنظيم واعتبر ذلك خطأ استراتيجيا كانت له عواقب كثيرة. كذلك انتقد فشل تعيين البغدادي لــ “أبو محمد الجولاني” لقيادة “جبهة النصرة لأهل الشام” مشيرا أن هذا التعيين ضاعف الخطأ الاستراتيجي.

الكاتب الموالي لتنظيم القاعدة اتهم صراحة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بارتكاب ‘أخطاء استراتيجية‘ متراكمة سبّبت الفوضى في ‘الجهاد الشامي” ولعل اهمها وفق الكاتب عدم ازاحة البغدادي من التنظيم.

المنشور الذي عنونه صاحبه عدنان حديد “بين الشيشان والشام .. دروس وعبر” دراسة سياسية مختصرة للتجربة الشيشانية والمآل الشامي ورد في ١٠٢ صفحة. في آخر ٥ صفحات قارب بين “الجهاديَن” بعنوان “من قادريروف في القوقاز إلى جولانوف في الشام”.

وذكر الكاتب الموالي لتنظيم القاعدة أنه كان من الأجدر قبل أن تفكر (ويقصد بالقاعدة) في وضع استراتيجية للتعامل مع المشاريع الخيانية التي تأتي من خارج الجسد الصلب للمجاهدين، أن تحصّن قلاعها الداخلية من أي اختراقٍ أو ضعف يكرر المآسي الغابرة.

وأضاف الكاتب أن الأخطاء الاستراتيجية بدأت في ٢٠١٠ عندما عُيّن أبو بكر البغدادي على رأس فرع التنظيم في العراق من دون استشارة القيادة العامة. البغدادي كان “مجهولاً عند خراسان” الأمر الذي أقلق أسامة بن لادن ‘فقرر إقرار ولايته لمدة عام‘ فقط. في تلك الأثناء قُتل بن لادن.

وكتب أنه “في العام 2010 م، وعندما قُتل الشيخان أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر في صحراء الأنبار بادر ما سمي انذاك ” تنظيم العراق المتشدد” يومئذٍ إلى تعيين أبي بكر البغدادي –المجهول عند خراسان- أميراً عاماً للتنظيم دون استشارة القيادة العامة، وهو ما أثار قلقاً عند الشيخ أسامة بن لادن ولكنه قدّر أن الظرف الضاغط في العراق لا يحتمل التأجيل أو مراجعة القرار، فقرر إقرار ولايته لمدة عام مع الأمر بإرسال معلومات عنه، وتزكيات الأخيار له”.

وأضاف الكاتب الذي أظهر تعصبه لأسامة بن لادن أن قرار اختيار البغدادي على رأس التنظيم “سبّب خرقاً استراتيجياً نعاني منه إلى اليوم، فمعلومٌ أن تنظيم العراق المتشدد كان بستحوذ ع على هامشٍ واسع للقرار بعيداً عن المركز بسبب ظروفٍ عدة يطول المقام عن ذكرها، وبالتالي كان إقرار أميرٍ جديد لمدة عام دون الاستيثاق منه يحمل احتمالات بطول تلك المدة عن المقرر خاصة في ظل ما تشهده الحالة الجهادية من تقلبات، فتفضيل المصلحة قصيرة الأجل أو متوسطة الأجل ع ىل مصلحةٍ استراتيجية طويلة الأجل خطأ فادح.”

يُقرّ “حديد” بأن ذلك أفقد التنظيم “سلاحاً مهماً في السيطرة على أي انحراف قد يصيب بعض الرؤوس”. تعمّق الخطأ عندما لم يُكمل الظواهري ما بدأه بن لادن؛ فلم يراجع تعيين البغدادي بعد انتهاء مدة ولايته.

ويقول الكاتب هناك خطأ آخر عندما سمح الظواهري بإرسال الجولاني على رأس بعثة إلى الشام. و”زادت القيادة العامة الخطأ الاستراتيجي عمقاً بتثبيت الجولاني على إمارة جبهة النصرة.”

وعندما أعلن الجولاني فك الارتباط مع القاعدة، أخفق الظواهري في “اتخاذ قرار فوري بإعلان عزل ناكث البيعة من منصبه.”

ويختم حديد في إشارة إلى موقف حراس الدين: “وتوالت الاغتيالات لمن أعطوا الغطاء الشرعي -عن حسن نية- لنكث البيعة دون حراك فاعل من القيادة … دون وجود استراتيجية محكمة للتعامل مع الوضع حتى تجذر الباطل بجذور عميقة أرجعت المشروع الجهادي في الشام سنين إلى الوراء.”