أخبار الآن | بيروت – لبنان (متابعات)

تثير المواجهات المتكررة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل كما حدث أمس الاثنين، العديد من علامات الاستفهام، حول كيفية تغلغل الحزب ووصوله إلى الحدود مع إٍسرائيل رغم وجود قوات دولية فاصلة بين نقاط تمركز القوات الإسرائيلية وبين قوات ميليشيا حزب الله.

ومن المعروف أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي صدر بالإجماع في 11 آب / أغسطس في العام 2006، بعد اندلاع ما يعرف بحرب تموز في لبنان، يشكل القاعدة الأساسية التي تحدد تحركات الجانبين.

ولكي نفهم آلية الاشتباك بين الطرفين كما جرى اليوم، لابد أن نتطرق إلى مزارع شبعا، والتي تمثل كلمة السر في تلك الاشتباكات.

مزارع شبعا

من أبرز المناطق المتنازع عليها، تقع على الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل بطول يصل إلى حوالي 24 كم وعرض يصل إلى ما يقارب من الـ14 كم.

رسمت هيئة الأمم المتحدة ما يعرف بالخط الأزرق  عام 2000 على جبل السماق وشمالي قمة جبل روس، والذي كان له أهمية في رسم ملامح قرار 1701 الذي أوقفت بموجبه العمليات القتالية بين حزب الله وإسرائيل عام 2006.

تعتبر مزارع شبعا المنطقة الفاصلة بين تمركز قوات حزب الله والجيش الإسرائيلي.

نص القرار رقم 1701 الذي تم بموجبه وفق إطلاق النار في حرب تموز، على انسحاب قوات حزب الله من جنوب لبنان وانتشار قوات الجيش اللبناني في الجنوب وتوسيع قوة “يونيفيل” الدولية لمراقبة تطبيق القرار.

أبرز ما تمخض عن الاتفاق، تراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ودخول الجيش اللبناني واليونيفيل إلى الجنوب.

وفق الملامح الجديدة التي رُسمت طبقا لقرار 1701، فإن قوات حزب الله يفترض أن لا تتواجد على مسافة أقلها 10 كيلو مترا من الحدود مع إسرائيل، وبالتالي فإن الحزب اثر تطبيق القرار بدأ يلجأ إلى عمليات التسلل في مناطق مزارع شبعا، متجنباً قوات اليونيفيل، ومستخدماً مجموعات صغيرة “كوموندوس” لضرب أهداف إسرائيلية ومن ثم العودة إلى قواعده إن تسنى له ذلك.

ويرى خبراء أن انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، شكل إحراجاً لحزب الله وإن تم التهليل له، وذلك بسبب تزايد المطالب بضرورة نزع سلاح الحزب وتجريده منه، بعد انسحاب إسرائيل.

وبناء على المعطيات السابقة، فإن حزب الله يحاول أن يعطي شرعية لوجوده عبر إحداث توترات على الحدود في مناطق مزارع شبعا وهو الذي حدث في حرب تموز عام 2006، بعد استهداف مقاتلين تابعين للحزب جنودا إسرائيليين قتل منهم ثمانية جنود وخطف اثنين آخرين، الأمر الذي أجج رد عسكري واسع النطاق من جانب الجيش الإسرائيلي.

يذكر أن الاشتباكات التي حدثت أمس الاثنين، في منطقة مزارع شبعا، أتت على خلفية تصاعد التوتر في المنطقة على خلفية مقتل مسؤول من الحزب بقصف إسرائيلي قرب دمشق قبل أيام.

وأدعى حزب الله في بيان له، أن إسرائيل لم تحبط أي تسلل لقواته في مزراع شبعا، فيما تؤكد إسرائيل أنها أحبطت هجوماً للحزب في تلك المنطقة.