أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)

كان من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء العراقي، الاثنين، السعودية في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه، على رأس وفد يضم وزراء النفط والكهرباء والتخطيط والمالية، ومن ثم إيران، وبعدها واشنطن في وقت لاحق من الشهر الحالي.

وتأتي تلك الزيارات في ظل متغيرات تشهدها الساحة السياسية على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن خطوات وتحركات إصلاحية في الداخل العراقي يقودها الكاظمي لإصلاح المنظومة الإدارية والاقتصادية التي تعاني الهشاشة والضعف التي ورثها من الحكومات السابقة.

وقال الدكتور خالد عبد الاله، عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، في مقابلة لأخبار الآن، إن تحركات الكاظمي تنطلق من برنامجه الحكومي الذي قدمه لمجلس النواب العراقي، واستكمالاً لدور رؤوساء الحكومات السابقة، وأن الكاظمي لاحظ أن أهم قطبين جارين ولاعبين هما إيران والسعودية، لذلك من المتوقع أن العراق يبحث أن يكون نقطة للتواصل وجسر للتواصل ما بين الفرقاء، وأكيد يبحث عن مصلحة عراقية واحدة، وهذه المصلحة تتحقق عن طريق احترام العلاقات.

وأضاف: “الأولوية من هذه الزيارات، هي البعدين السياسي والاقتصادي، فحقيبة الكاظمي فيها البعد الاقتصادي حاضر بسبب جائحة كورونا وتراجع أسعار النفط، وكل ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والاستثماري واضح، لكن هناك محطات أخرى مثل التنسيق الأمني والاستخباراتي، إذن الملف الاقتصادي حاضر بشكل واضح، وفيه جزء أساسي لملف الطاقة والاستثمارات والحديث عن البدائل، وهذه الأمور أساسية في زيارات الكاظمي.”

كما قال إن هذه الزيارات رسالة واضحة، للملكة العربية السعودية عن العمق العربي وأهمية الخليج واهمية العراق بالنسبة لدول الخليج، ورسالة إلى إيران بأن استقرار العراق يعني استقرار المنطقة، والمهمة الأساسية الحفاظ على سيادة العراق واحترامه.

وقال الدكتور خالد: “الكاظمي يتحدث عن مبدأ حصر السلاح بيد الدولة، هنا نتحدث عن التغييرات العسكرية التي قام بها الكاظمي في بعض المناصب، الكاظمي أراد أن يحقق التوازن بين عدة تيارات من خلال هذه الزيارات، وجمع وجهات النظر هذه تحتاج إلى خبرة، وهذا هو ما يسعى إليه الكاظمي من خلال تحقيق مصلحة للعراق في إطار العلاقات مع أمريكا وإيران والسعودية.”

مضيفا: “هذه الزيارات تأكيد للزيارات السابقة التي تؤكد بأن العراق يجب ألا يتم الحديث عن أن هناك من يتدخل في شؤونه ودعم جهود الكاظمي في هذه الخطوة مسألة أساسية، فعندما يذهب للسعودية فبالتأكيد يستند على إطار قوي يمكنه أن يحقق ويفعل الاتفاقيات، حيث لدينا 30 اتفاقية مع السعودية، ومع إيران بين 20 – 30 إتفاقية، وبالتالي استقرار العراق يعني استقرار المنطقة.”

أيضا علق الدكتور خالد: “الكاظمي جاء في فترة حساسة يحاول أن يطمئن جيرانه والمجتمع الدولي، ولا يمكن أن نتحدث اليوم عن ندية العراق حيث لم نستطع أن نصل لها، الكاظمي يريد تحييد هذه الأطراف، واستقرار البيئة الداخلية ستنعكس على البيئة السياسية الخارجية للعراق.”

 

اقرأ أيضا:

السعودية والعراق يتفقان على تأجيل أول زيارة خارجية للكاظمي