أخبار الآن | بيروت – لبنان 

يشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، تسبب بارتفاع معدّل التضخّم ما دفع قرابة نصف اللبنانيون للعيش في فقر مدقع.

ووصل تأثير الغلاء المعيشي في لبنان لسعر كيس الخبز، وذلك على أثر الأزمة الاقتصادية الراهنة، ليرتفع من 1,500 إلى 2,000 ليرة خلال أسبوع واحد فقط، بسبب الارتفاع الكبير في معدلات التضخم وسط أزمة نقص الدولار والنقد الأجنبي.

ونتيجةً للوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، فقد عشرات الآلاف أعمالهم أو جزءاً من دخلهم مع إغلاق معظم المحال التجارية أبوابها وموجة الغلاء غير المسبوقة في بلد يكاد يكون خاليا من الموارد الأولية ويستورد معظم منتجاته بالدولار من الخارج.

ومنذ أشهر، لا يتمكن اللبنانيون من السحب من حساباتهم بالدولار، بينما يمكنهم السحب منها بالليرة اللبنانية فقط على وقع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، فرضت المصارف قيوداً مشددة على سحب الأموال خصوصاً بالدولار، ما أثار غضب المودعين الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن سحب أموالهم بعد تحديد سقوف تضاءلت تدريجياً.

حالات الانتحار

بعد حالتي الإنتحار التي شهدهما لبنان أمس الجمعة، أقدم اللبناني، خالد أديب يوسف، على الإنتحار بعدما أطلق رصاصة على رأسه في منطقة الحـوش في قضاء صـور الجنوبية بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة والمتفاقمة.

وحضرت القوى الأمنية إلى مكان الحادث، وكذلك عناصر الأدلّة الجنائية للكشف على الجثة، مع الإشارة إلى أنّ المنتحر كان يتواجد عادةً في خيم حراك صور المنددة بالأوضاع المعيشية المتردية.

وأطلق رجل لبناني النار على رأسه، أمس الجمعة، في شارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت, بعد حالة انتحار أخرى في صيدا، ما أثار موجة من الغضب في الشارع اللبناني.

وفي حادث مشابه، كتب مواطن لبناني “أنا مش كافر.. بس الجوع كافر”، كانت هذه العبارة التي تركها مواطن لبناني على ورقة في شارع الحمرا، قبل أن يقدم على الانتحار وينهي حياته، بعدما سدت كل الطرق أمامه، في بلد يتداعى فيه الأمن الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للناس.

وكتب المواطن اللبناني، الذي أقدم على الانتحار، كلماته الأخيرة على سجل عدلي، وهو ورقة رسمية تفيد بأنه غير محكوم عليه بأي جنحة أو جناية، وإلى جانب الورقة علم لبنان.

وتأتي تلك الحوادث في ظل شعور باليأس والبؤس الذي وصل إليهما الشعب اللبناني، والذي يعاني اقتصادياً منذ أشهر، في ظل ظروف سيئة لم يشهدها لبنان في تاريخه.

وهزت حوادث الانتحار هذه الرأي العام اللبناني، وزادت من وجع اللبنانيين وألمهم وهم يواجهون أعنف ظروف معيشية، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، محملين مسؤولية وقوع تلك الحوادث للطبقة السياسية التي طالبوا أيضاً بسقوطها.

 

مصدر الصورة: أ ف.ب

إقرأ أيضاً:

مظاهرات لبنان شبه يومية وصرخات وجع وقطع للطرقات بمناطق عدة