أخبار الآن| بيروت – لبنان (متابعات)

فجر قرار قاضي الأمور المستعجلة في مدينة صور اللبنانية، محمد مازح، أمس السبت، بمنع وسائل الإعلام اللبنانية، من نقل تصريحات السفيرة الأمريكية في بيروت، دورثي شيا، موجة غضبٍ وانتقادات وردود أفعال داخلية وانتقادات خارجية، اتهمت حزب الله بالعصف بحرية الصحافة، واختراق القوانين لمنع أي انتقادات توجه إليه.

وكانت السفيرة قد اتهمت حزب الله في مداخلة تلفزيونية، بعرقلة الإصلاحات الاقتصادية في البلاد التي تعاني من أزمة خانقة. وقالت إن حزب الله “حال دون إجراء إصلاحات اقتصادية يحتاجها الاقتصاد اللبناني بشدة”.

وفي تطور سريع للأحداث، نقلت تقارير إعلامية لبنانية، عن مصادر خاصة، إحالة القاضي محمد مازح للتفتيش القضائي لـ”لتجاوزه اختصاصاته القضائية”، فيما رد مازح بأنه لم يصله أي استدعاء، مؤكداً عزمه تقديم استقالته وعدم المثول أمام لجنة التفتيش في حال استدعته.

وأعلنت السفارة الأمريكية رفضها القاطع لقرار القاضي، وقالت إنه “نوع من الإلهاء ولفت الأنظار، بدلا من التركيز على حل مشكلات البلاد الاقتصادية الكبيرة، التي وصلت إلى حدٍ يقلق اللبنانين إزاء تأمين الطعام”. وقالت السفيرة إن قرار القاضي “لن يُسكت السفارة”، مشددة على أهمية دعم واشنطن لحرية الإعلام.

وقالت السفيرة لقناة MTV اللبنانية، مساء الأحد:”سمعنا اعتذاراً من الحكومة اللبنانية عن قرار هذا القاضي، وحرية التعبير لدى الشعب اللبناني يجب أن تظل مصانة”.

من جانبها، قالت وزيرة الإعلام اللبنانية، منال عبد الصمد، في مداخلة تلفزيونية، إن الحكومة لم تقدم أي اعتذار للسفيرة الأمريكية، مشيرة لاتصالها برئيس الحكومة، حسان دياب، والوزراء للتأكد من الموضوع.

وأضافت الوزيرة: “الحكومة ورئيسها يحترمان السلطة القضائية بغض النظر عن أي سجال”. وطالبت عبد الصمد السفارة الأمريكية بـ”تقديم إيضاح حول من اتصل لتقديم الاعتذار”.

وتابعت الوزيرة: “لا يحق للقاضي قانوناً أن يصدر أي قرار يمنع بموجه الإعلام من تغطية الأخبار ونقل التصريحات، وهذا أمر مكرس في قانون المطبوعات والإعلام المرئي والمسموع”.

وقالت عبد الصمد عبر حسابها على تويتر:”أتفهم غيرة القضاء على أمن الوطن من تدخل بعض الدبلوماسيين في شؤونه الداخلية، لكن لا يحق لأحد منع الإعلام من نقل الخبر والحد من الحرية الإعلامية”.

وانتقدت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة، قرار القاضي اللبناني، متهما حزب الله بـ”محاولة إسكات الإعلام اللبناني”، وقالت الوزارة “حتى التفكير في استخدام القضاء لإسكات حرية التعبير وحرية الصحافة، يعتبر أمراً سخيفاً”. مشددةً على أن واشنطن “تقف مع الشعب اللبناني ضد رقابة حزب الله”.

وانتقد نواب وسياسيون وإعلاميون لبنانيون قرار القاضي مزاح، مشددين على التمسك بحرية وسائل الإعلام في نقل وتغطية الأحداث والمواقف من كافة الأطراف. وقررت عدة وسائل إعلام لبنانية خرق قرار القاضي مزاح، بعد إيضاح عدم اختصاص المحكمة بهذه النوعية من القرارات، لمخالفتها قوانين الإعلام والقوانين التي تنظم عمل البعثات الدبلوماسية في لبنان. واعتبر نواب وإعلاميون وسياسيون لبنانيون، أن قرار القاضي يكشف عن نفوذ واسع لحزب الله اللبناني، في دوائر السلطة، محذرين من تأثير مثل هذا النفوذ على علاقات لبنان بدول العالم.

مصدر الصور: موقع السفارة الأمريكية ببيروت

للمزيد: 

تظاهرات أمام مصرف لبنان ومجلس النواب للتنديد بسوء الأوضاع الاقتصادية