أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)
بعد مرور أسبوع على قتله، نعى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أمير التنظيم الجزائري عبد المالك دروكدال الملقب بأبو مصعب عبد الودود مؤكدا أنه قتل في غارة فرنسية شمال  مالي.
جاء ذلك في تسجيل صوتي قصير للمسؤول الإعلامي للتنظيم أبو عبد الاله أحمد الذي أكد أن دروكدال قضى سبعة وعشرين سنة في الجهاد والانتماء للتنظيمات المتشددة.

 

قتل درودكال شكل ضربة قاصمة للتنظيم المتشدد الذي يسعى ليجد لنفسه موطئ قدم داخل المشهد الارهابي العالمي. اسئلة كثيرة طرحت وبقوة عن مصير التنظيم المتشدد بعد قتل زعيمه، كما طرحت تساؤلات عدة عمن يمكن ان يخلفه.

التنظيم المتشدد الذي يحاول لملمة قواته، قد تعرضت قيادته المركزية إلى عدد من الغارات قضت على معظمها، والتي تتكون من مجلس شورى مؤلف من 14 عضوا، يرأسه درودكال ويضم قادة إقليميين ورؤساء اللجان السياسية والعسكرية والقضائية والإعلامية. وكانت الضربة التي سددتها فرنسا وحلفاؤها لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بمقتل درودكال وعدد من قياداته، متوقعة بعدما سبقها إعلان وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أن القوات الفرنسية المنتشرة في مالي قتلت مطلع أكتوبر الماضي أبا عبدالرحمن المغربي، وثاني أخطر إرهابي ملاحق في منطقة الساحل لاسيما من قبل الأميركيين، والرجل الثاني في “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة.

 

ماذا سيحدث في الساحل بعد وفاة دروكدال؟

 

من المستفيد من قتل دروكدال؟

تتوالى التأويلات حول المستفيد من قتل دروكدال بعد فرنسا والجزائر. ويرى المراقبون ان المستفيد الأكبر بعد فرنسا وأمريكا هو تنظيم داعش وذلك بسبب العداء الذي استمر منذ أن أصدر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في العام 2014، بيانا انتقد فيه إعلان أبو بكر البغدادي خليفة من العراق، وشكك دروكدال في شرعية ما يسمى بـداعش.

وقبل أن يستفحل العداء بين الطرفين بعد قتل البغدادي كان هذا الأخير مستمرا في محاولاته استقطاب دروكدال لأخذ البيعة منه والانقلاب على القاعدة الأم، لكن الرجل كانت لديه مشاريعه الخاصة في الاستمرار في قيادة تنظيمه وقطع الطريق على توسع داعش داخل الصحراء والساحل، ولم تكن لديه مساحات كبيرة للمناورة لإقناع ما تبقى من أنصاره وتحالفاته.

كان أبو عبيدة عبد الحكيم، عضو مجلس شورى داعش، هو المكلف بمهمة استمالة دروكدال حيث بعث إليه برسالة في ديسمبر عام 2014، أبرز خلالها نجاح الخلافة في سوريا والعراق، وعبر دروكدال عن اعتراضه على انتخاب خليفة دون موافقة أهل الحل والعقد، وعدم وجود تمكين كمتطلب لتأسيس الخلافة وكسر البيعة التي قدمتها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسبقا للظواهري.

تقارير استخباراتية عدة كشفت أن دروكدال كان من بين معرقلي مشروع داعش إحياء دولة الخلافة المزعومة من قبل عناصر التنظيم الإرهابي بمنطقة الصحراء الكبرى، بهدف التمدد نحو المناطق الجنوبية للجزائر وتونس وليبيا ومصر وشمال موريتانيا والسودان ومالي، الشيء الذي أجج الصراع المسلح بين التنظيمين وأودى بحياة حوالي 250 إرهابيا، وبعد مقتل أبو مصعب عبد الودود، سيعمل زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، على محاولة استقطاب قواعد وقيادات القاعدة في المغرب الإسلامي.

ووفق بعض المراقبين، فقد تشكل منافسة داعش والقاعدة بالغرب الإسلامي  فرصة للفرنسيين والأمريكيين لتعقب كلا الطرفين، وفي هذا الإطار أعلنت فرنسا بعد يوم واحد من قتل دروكدال أسر “أحد الكوادر المهمين” في تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، حيث قالت وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورنس بارلي، إن “العمليات ضد تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، التهديد الإرهابي الآخر في المنطقة، مستمرة أيضا”.

للمزيد:

هل يمكن أن يٌسرع موت دروكدال نهاية تنظيم القاعدة؟

التطهير العرقي: ألهذا تتخلص القاعدة في شبه جزيرة العرب من أبنائها؟