أخبار الآن | دمشق – سوريا (تطبيق خبِّر )

بدأت معاناة المواطن السوري تصل للخطوط الحمراء مع وصول جنون الأسعار إلى الدواء بعد أن كانت قد شملت كافة السلع والمواد الغذائية وغيرها وحتى سوق العقارات والسيارات.

 

وعلى الرغم من شهرة الصناعات الدوائية السورية والتي كانت تغطي 96% من حاجة السوق المحلي وتصدر لحوالى 58 دولة من دول العالم مع وجود أكثر من 90 معملاً للصناعات الدوائية في سوريا.

إلا أن التضخم الكبير للأسعار وانهيار الليرة السورية أمام الدولار تسبب بتوقف العديد من معامل الأدوية عن الإنتاج.

مراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية في دمشق “عفراء عبد العال” زارت صيدليات عدة في أحياء المزة والشيخ سعد والسبع بحرات وعين الكرش بالعاصمة دمشق.

حيث رصدت تزاحم المواطنين السوريين على أبواب الصيدليات للحصول على الأدوية استعدادا للأسوأ، في ظل فقدان العديد من الأنواع التي كانت موجودة، أو اللجوء إلى السوق السوداء أو حتى الأدوية المهربة.

المواطنون اشتكوا من الارتفاع الكبير والمفاجئ لأسعار الدواء والذي شمل جميع الأصناف فظرف السيتامول كمثال قد ارتفع سعره بين ليلة وضحاها من ١٠٠ ليرة سورية إلى ٦٠٠ ليرة سورية، إذ ارتفعت الأسعار بنسب متفاوتة ما بين مئة بالمئة إلى 500 بالمئة وذلك نتيجة الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار والذي تخطى 2000 ليرة سورية.

كارثة دوائية تهدد سوريا.. تضخم أسعار والنظام عاجز عن الحلول

 

وما زاد الطين بلة على المواطنين هو أن الصيادلة امتنعوا عن بين أي دواء إلا بوصفة طبية مسجلة بتاريخ حديث ومن لديه وصفة طبية تاريخها أقدم بأيام قليلة عن تاريخ رفع الأسعار لا يحصل عليها إلا إن عدل التاريخ عند الطبيب.

وفي هذا الاطار، اشتكى عدد من الصيادلة بأنهم غير قادرين على العمل في ظل الوضع الراهن، كون الطلب على الدواء انحصر بالأدوية المفقودة والتي ارتفع سعرها أضعاف مضاعفة عما كان عليه سابقاً وهي غير متوفرة، منها أدوية بيزوكاند وتراي بلاي لأمراض الضغط والتروكسين لأمراض الغدد.
وقال الصيدلي “هيثم” صاحب صيدلية الرحمة بمنطقه العدوي لمراسلة “تطبيق خبِّر”. “إن الصيادلة ما زالوا ينتظرون وعود حكومة النظام السوري بتوفير الدواء منذ أسبوع وباتوا بدون عمل منذ أيام وهم ينتظرون.

كارثة دوائية تهدد سوريا.. تضخم أسعار والنظام عاجز عن الحلول

 

فيما تدعم حكومة النظام السوري القطاع الدوائي بتمويل مستوردات المواد الأولية على سعر صرف للدولار ب 700 ليرة سورية، مع إصدارها لقرار سابق بمنع تصدير الأدوية ما أدى لإضراب عدد من المعامل عن الإنتاج، وإلى فقدانٍ لأنواع من الأدوية وخاصة أدوية مرضى السرطان وغيرها من الأمراض المستعصية.

من جهة أخرى، كانت وزارة الصحة السورية قد أعادت سبب نقص الدواء إلى جائحة فيروس كورونا المستجد، وتوقف الدول عن تصدير المواد الأولية إلى سوريا.

توازياً، قامت المستودعات الدوائية بتخفيض كميات البيع بشكل كبير، على الرغم من وجود مخزون لديها، وذلك بسبب عدم استلامها أدوية من المعامل.

إزاء هذا الواقع الصعب، بادر المواطنون السوريون لمساعدة بعضهم في تأمين الدواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بنشر قوائم بالأدوية الموجودة لديهم والزائدة عن حاجتهم لمن يحتاجها وبالمجان.

فيما أشار العديد من المواطنين إلى أن الوضع ينذر بكارثة كبيرة ستقع إن لم تجد حكومة النظام السوري حلولاً سريعة.

للمزيد:

كيف تستفيد روسيا من استمرارها بمد الحوثيين بالسلاح في اليمن؟

حرائق تلتهم الأراضي الزراعية بريف إدلب جراء قصف قوات النظام السوري

طلاب جامعة دمشق يتهمون الإدارة بالفشل في اتخاذ اجراءات مناسبة لمواجهة كورونا