أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

هدد رجل الأعمال الملياردير السوري رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام بشار الأسد، برد مزلزل يوقف المهزلة، ردا على قرار وقف تداول أسهم شركته “سيريتل” في البورصة وتعيين الهيئة الناظمة للاتصالات حارسا قضائيا على الشركة. هذه أهم التطورات في ملف الثنائي المثير للجدل.

لكن بماذا تتسم العلاقة بين بشار الأسد ورامي مخلوف؟ من أين بدأت؟  وإلى أين انتهت؟

طوال العقود الخمسة الماضية، ظلت العلاقة بين عائلتي الأسد ومخلوف متماسكة، إلا أن خلافا ساخنا طارئا مزق رباطا عائليا قوّاه المال.

وعلى الرغم من أن حوالي ثلاثة أرباع سكان سوريا من السنة ، فإن عائلة الأسد التي حكمت سوريا على مدى خمسين عاما، متجذرة في الأقلية الدينية من العلويين.

حتى والدة بشار الأسد، أنيسة ، التي تزوجت حافظ الأسد في عام 1957 ، هي من عائلة مخلوف ، وهي عائلة علوية قوية. وقيل إنها لم تكن راضية على زواج ابنها بشار الأسد عام 2000 من السنّية أسماء الأخرس .

ولم يبقَ التوتر بين العائلتين حبيس القصر الرئاسي، إذ تسربت تفاصيل الخلاف بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف للرأي العام ونشر الغسيل على وسائل التواصل الاجتماعي .

وجاءت التفسيرات متناقضة أحيانا، وفي الغالب كانت مبينة على تكهنات، بعضها أشار إلى أن لها علاقة مباشرة بتضارب المصالح بين رامي مخلوف وعقلية بشار الأسد .

هذا النزاع، عزاه البعض، في المقام الأول إلى أسباب اقتصادية. إذ أسس كليهما منظمات خيرية كانت من بين الوسائل للوصول إلى أموال مساعدات الأمم المتحدة, منذ فرض العقوبات الدولية.

الكثير من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي تتساءل عن مصير رجل الأعمال السوري رامي مخلوف

ويُزعم أن ” أسماء” صوبت أنظارها نحو شركة مخلوف. واقتحام مجال خدمة الهاتف المحمول على أنقاض شبكة موجودة. الشركة ، وفقا لصحيفة ” دير شبيغل” الألمانية تسمى “إيما تل” ، ويرجح أنها مملوكة لأسماء الأسد.

وكان رامي مخلوف يسيطر على شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية المربحة للغاية. كما أنه يمتلك شركات بناء ونفط , ولديه حصة في كل شيء تقريبًا يحقق ربحًا.

وفي بداية الحرب في سوريا ، كان أغنى رجل في سوريا ، ويقدر أن قيمة ثروته كانت تقدر ب 5 مليارات دولار في ذلك الوقت ، وكان معتادًا على طرد جميع منافسيه إما خارج البلاد أو رميهم في السجن.

وحملة الأسد التي استمرت تسع سنوات ضد شعبه, والإرهاب والإنهيار الاقتصادي المستمر في البلاد أضعف نظامه, مع تصاعد الكفاح من أجل المال والسلطة داخل الدوائر الأكثر إحكاما في عائلة الأسد.

ونشر رامي مخلوف ما مجموعه ثلاثة مقاطع فيديو على فايسبوك, اشتكى فيها بمرارة من مطالب السلطات المالية ، والتي بموجبها كان عليه دفع ما يعادل حوالي 100 مليون يورو .

وفي وقت سابق، أعلنت هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية توقف التداول بأسهم شركة “سيرياتل” المملوكة جزئياً لرجل الأعمال السوري “رامي مخلوف”، اعتباراً من 2 يونيو وحتى إشعارٍ آخر.

كان النظام السوري قد أعلن، الحجز على أموال مخلوف المنقولة وغير المنقولة، لضمان تسديد المبالغ المترتبة عليه لمصلحة الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، التابعة لوزارة الاقتصاد.

رامي مخلوف بعث برسالة إلى رئيس الوزراء السوري يطلب فيها من الحكومة التوقف عن إعاقة عمل مؤسسة التمويل الأصغر

وغداة الحرب، اتخذ نظام الأسد ورامي مخلوف من تهريب المخدرات أحد طرق الوصول القليلة إلى العملة الصعبة. في عام 2013 ، احتل حزب الله ذراع إيران مدينة القصير السورية وأعلن المنطقة منطقة محظورة.

وأنشأت الميليشيات العشرات من مواقع إنتاج مخدرات تسمى “كبتاجون “. في الوقت نفسه ، أجبرت المجموعة المزارعين على زراعة الحشيش.

وتكفلت شركات رامي مخلوف بتهريب المخدرات. وكان مخدر “كبتاجون” المصادر في موانئ عدد من الدول العربية ، ينتمي إلى شركة مخلوف. رغم أنه نفى تورطه.

وعلى ضوء ما سبق، رأى البعض أن الصراع بين الأسد ومخلوف ينطوي على تجارة المخدرات الضخمة ، و تم اعتراض عدد مشبوه من الشحنات مؤخرًا. وبحسب التفسيرات، فإن مخلوف نفسه ليس هو الهدف هنا ، ولكن شركائه الإيرانيين.

على النقيض، برزت تفسيرات أخرى رأت أن مآسي رامي مخلوف ناجمة عن صراع بين طهران و موسكو، ذلك أن مخلوف مصنف نظريا حليفا لروسيا , عكس ماهر الأسد شقيق الرئيس الذي يعتبره المراقبون قريبا من إيران.

وتؤكد روايات أخرى، أن روسيا هي من تقف وراء انهيار امبراطورية مخلوف لرغبتها في تقاسم الكعكة الاقتصادية بعد دورها الحاسم في إنقاذ نظام الأسد.

 

إقرأ أيضا:

رامي مخلوف: يد خفية تتجرأ على الملكية الخاصة.. والأيام القليلة القادمة حاسمة