أخبار الآن | القلمون – سوريا (تطبيق خبِّر)

في ظل الضائقة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها السوريون اليوم، يلجأ سكان الأرياف في سلسلة جبال القلمون الشمالية والبوادي إلى الاعتماد على ما تجود به عليهم الأرض من خيرات ليساعدوا أنفسهم في توفير لقمة العيش التي باتت صعبة منذ سنوات الحرب التسعة وصولاً إلى الآن أي زمن فيروس كورونا المستجد، ومع بداية فصل الربيع انطلق سكان القلمون في بلدة جيرود يمشطون الجبال والمناطق الصحراوية بحثاً عن “الكمأ” لكونه يوفر لهم رزقاً وغذاء.

 

مراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية “عفراء عبد العال” كشفت أن رحلة البحث عن “الكمأ (فطر بري موسمي) في المناطق الممتدة من سلسلة جبال القلمون الشمالية منطقة”المعلقة” حتى البادية السورية، لا تخلو من المخاطر والمشقات وحتى التشويق، فجني موسم الكمأ يشكل مصدر رزق للكثير من العائلات خصوصا الفقيرة منها، وينتهي كل عام في شهر مايو مع بدء ارتفاع درجات الحرارة.

الكمأ ينقذ سكان القلمون من ضيق الحال في زمن الكورونا

وفي التفاصيل أوضحت مراسلتنا أن الحرب فرّقت بين الأهالي وبين تقليدهم السنوي لجمع الكمأ، فبعد أن كانت جبال المعلقة في جيرود مقصدا للباحثين عن الكمأ الغني بالفوائد، أصبحت اليوم تسكنها ألغام زرعها تنظيم داعش الإرهابي، ما زاد من خطر الرحلة التي قد تودي بحياة الناس، حيث يبحثون في التشققات الظاهرة على سطح الأرض الصحراوية ويقومون بالحفر السطحي ضمن هذه التشققات الناتجة عن صواعق البرق وإذا ظفروا بثمرة من الكمأ يستمرون في البحث بنفس المنطقة، إذ يعتبرون ذلك دليلاً على توفرها فيها والمحظوظ هو من يستطيع جمع عدة ثمرات فهي غلة وفيرة.

الكمأ ينقذ سكان القلمون من ضيق الحال في زمن الكورونا

ويظهر الكمأ في الأرض غير المحروثة وتستعمل أداة حديدية لاستخراجها تسمى النبوت وهي عبارة عن سيخ حديدي مدبب الرأس ما يساعد على نزوله في الأرض وبعد العثور عليها يتم استخراجها وتبقى خميرتها معلقة فيها وعادة ما تنزع الخميرة وترمى في الأرض حتى تتكون في العام القادم وتصبح حبة كمأة جديدة.

الكمأ ينقذ سكان القلمون من ضيق الحال في زمن الكورونا

والكمأة هي هبة الطبيعة للإنسان ولها أنواع وأحجام وأشكال فإن هناك الكمأة السوداء وهي الأجود وهناك البيضاء وفي سوريا تنتشر أنواع ذات تسميات معروفة مثل: الزبيدي والخلاسي والحبيبية والهوبيري.

الكمأ ينقذ سكان القلمون من ضيق الحال في زمن الكورونا

ومقارنة باعوام سابقة يعتبر سعر كيلو الكمأ مرتفعاً هذا العام، إذ بلغ سعر الكيلو الواحد 9 ألاف ليرة سورية اي مايعادل 9 دولار أمريكي، وتعتبر وجبة لا غنى عنها للدمشقيين ولو لمرة واحدة في العام.

للمزيد:

النظام السوري يسمح بالافتتاح الجزئي للأسواق لتصبح قنابل موقوتة لتفشي كورونا

شاب سوري يبتكر جهاز تنفس اصطناعي محمول دون دعم حكومي