أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه لا يوجد مكان قد يكون عرضة لتفشي الفيروس القاتل أكثر من المساحات الشاسعة في سوريا وخصوصا في شمال غرب البلاد وشمال شرقها.

وأشارت إلى أن شمال سوريا معرض للخطر بشكل خاص بسبب الظروف الإنسانية الصعبة وخطر حدوث مزيد من الصراع، ناهيك عن مواجهة عدو غير مرئي.

ورغم أن حدة الاقتتال خفت إلا أن مئات الآلاف من السوريين مازالوا ينزحون إلى مخيمات النزوح المكتظة بالفعل، ما تجعل من المستحيل تطبيق الإبتعاد الاجتماعي أو الحجر الذاتي.

العشرات من العائلات السورية يعودون إلى إدلب بسبب جائحة كورونا

و أكدت مراسلة “أخبار الآن” من سوريا، روناك شيخي، أن المخيمات كارثة انسانية تحتاج الدعم وكل المخاوف تتجه نحوها وخاصة مخيمات نساء داعش بسبب الأعداد الهائلة وسوء الرعاية الصحية.

كما كشف مصدر لـ”أخبار الآن” أن الوضع في المخيمات أشبه بقنبلة بيولوجية لأن الظروف الحالية تفتقد لأبسط مقومات الرعاية الصحية ما يشجع على تفشى فيروس كورونا بشكل كبير

وقال إن حالة من القلق والذعر تنتاب أهالي المنطقة وهو ما دفع منظمات إنسانية إلى إطلاق نداءات لاتخاذ خطوات احتياطية لمواجهة الجائحة قبل وصولها للمخيمات

وأمام هذه الظروف، أشار المصدر إلى أن هناك صعوبات تعترض تطبيق إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي بسبب الاكتظاظ والضيق .

وفي منظوره أنه في حال عادت الاشتباكات واندلع القصف من جديد فإن من المتوقع ألا ينجو أحد من السكان فمن ينجو من كورونا فتقتله صواريخ قوات النظام وميليشيات ايران

حملة تحسيسية بمخاطر فيروس كورونا في مخيم النازحيين السوريين

وما يثير مخاوف السكان حسب المصدر ، هو أن يقوم النظام بعملية انتقامية ويساهم بإدخال فيروس كورونا إلى شمال شرق وغرب سوريا وذلك عبر عمليات التهريب.

ترافقت هذه المخاوف مع النقص المسجل في المرافق والكوادر الطبية فضلا عن نقص المستلزمات والمواد الطبية وهو ما أكده وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، مرام الشيخ مصطفى.

وصرح الباحث في المركز العربي في واشنطن، مصطفى جوربوز ، لـ”نيويورك تايمز أنه إذا تعطل وقف إطلاق النار، فقد يؤدي تجدد النزاع إلى مزيد من النزوح ، ما يزيد من انتشار فيروس كورونا.

وكانت الأمم المتحدة قد دعت إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا حتى يمكن تركيز الجهود على منع تفشي الفيروس بشكل كبير .

وفي تصريح لـ”نيويورك تايمز”، قال الباحث في مركز كارينجي “آرون لوند”، إن كبار السن هم الأكثر عرضة لخطر الوفاة أو الإصابة بالفيروس وبفعل الاختلاط قد ينقلونه إلى الأطفال .

إضافة إلى تهالك البنية التحتية الصحية المحلية وعدم قدرتها على التعامل مع تفشي الفيروس، فقد تتضاعف الأزمة أكثر في تجدد الإقتتال مرة أخرى.

وكان الهلال الأحمر  قد أعرب عن أسفه للخطورة العالية لانتشار الفيروس وزادت المخاوف أكثر بعد قطع تركيا ووكلائها المسلحين إمدادات المياه عن طريق إغلاق محطة مياه يعتمد عليها 460 ألف شخص.

وهنا، نبهت “نيويورك تايمز” أنه في حال تم حجب هذه الإمدادات فإن مئات الآلاف من السكان المحليين يمكن أن يقعوا فريسة للفيروس لنفس السبب الذي يجعل العديد من المدنيين في شمال غرب سوريا عرضة للخطر.

عيادة متنقلة تجوب بعض المناطق للتحسيس بمخاطر فيروس كورونا

ويبدو أن البنية التحتية الطبية في شمال شرق سوريا، والتي كانت في أفضل الأحوال بدائية حتى قبل بدء الانتفاضة في 2011، دمرتها سنوات من الصراع.

ومن أجل احتواء الفيروس، فرضت قوات الدفاع الذاتى حظرا، لكنه يبقى غير كافي حسب الصحيفة الأمريكية لانعدام اختبارات الكشف عن كورونا، ما يتطلب حجر صحي صارم.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها زودت سوريا بما لا يقل عن 1200 مجموعة اختبار ، لكن “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” أكدت أن دمشق لم توفر معدات الحماية وأجهزة التنفس.

ما هو مؤكد، وفق “نيويورك تايمز” أنه من غير المحتمل أن ينتهي ألم ومعاناة الناس في شمال شرق سوريا في أي وقت قريب، وخلصت إلى أن الفيروس يشكل تهديدًا أمنيًا شديدًا للغاية للمنطقة وخارجها.

 

إقرأ أيضا:

نازحون سوريون يعودون إلى مناطق النزاع في إدلب بعد تفشي جائحة كورونا